الثلاثاء، ٢٤ أبريل ٢٠١٢

بالتفاصيل حقيقة يهودية آل سعود وجدهم مرخان بن موشى الدونسي


قد يجهل الكثير من القراء والمُتابعين ماهو الإسم الحقيقي الأول لجد آل سعود وهو مرخان بن إبراهام بن موشي الدونمي والذي كان إسمه الأصلي في السابق هو مردخاي ثم حُور لاحقاً على أيدي بعض المزورين للتاريخ فأصبح مرخان وفي روايات أُخرى قيل مريخان تماشياً مع الإسماء الشعبيه المحليه للمنطقه
ومردخاي هذا مجهول الأصل بالنسبه للموطن الأصلي الأول له وإن إتفقت جميع الروايات على يهوديته أي أن الكل مُتفق على نسب وديانة مرخان والبعره تُدل على البعير فهل قرأتم أن العرب كان يتسمون بأسم مردخاي لكن الخلاف هو حول أصل ذلك اليهودي وسبب هذا التناقض هو طريقة الغش والإختفاء التي مارسها مرخان حين مقدمه الى بلاد الحرمين فالبعض قد نسبه الى يهود بنوقريضه الذين أجلاهم الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينه وإستوطنوا اليمامه والبعض قيل أنهُ من يهود اليمن الذين نزحوا الى الجزيره العربيه للإرتزاق والبحث عن إرث أجدادهم والكل قد قرأ قصة المخطوطه التي ذهب جون فليبي ( عبدالله فليبي ) ليجلبها من الحاخام اليهودي في اليمن وطلب منه عبدالعزيز أن يُمزقها ويخفي معالمها حتى لاتفضحه وهذه الروايه على ذمة الشيخ عبدالله فليبي مُستشار عبدالإنجليز


أما أغلبية الرواة وخصوصاً رواة الباديه فقد نسبوا أُصول مرخان أو مردخاي الى يهود البصره الذين كانوا قد نزحوا أصلاً من الإستانه وإستوطنوا مدينة البصره في جنوب العراق خصوصاً بعد أن ضاقت بهم الأحوال جراء السياسه العثمانيه وهؤلاء اليهود الأتراك معروف نسبهم حيث ترجع أُصولهم الى طائفه يهوديه تُسمى يهود " الدونمه " وهم أحفاد اليهود الذين هربوا من أسبانيا على أثر محاكم التفتيش ثم إستوطنوا في تركيا وتداخلوا بصوره غريبه ومُريبه مع المُسلمين الأتراك وإنشأوا لهم عقيده سريه خاصه بهم وهي إخفاء يهوديتهم والإندماج مع المُجتمعات المحليه حيث كان بعضهم يُصلي مع المُسلمين ويُدفنون موتاهم في المدافن الإسلاميه خوفاً من القمع والمُطارده وكانت ميزة هؤلاء أنهم يلبسون الطرابيش الحمراء ويُطلقون لحاهم ويحلقون رؤسهم على الآخر لذلك كان البدو يُطلقون على آل سعود أحفاد حُمر الطرابيش

وقسم من النسابه أرجع إصول مرخان الى يهود أصفهان وذلك نظراً لقربها من البصره لذلك إستوطن مرخان في مدينة البصره كآخر مرحله قبل أن ينتقل الى الجزيره العربيه ويسكن في مدينة الدرعيه الأولى في القطيف وليست درعية الرياض

كيف تمكنت عائله آل سعود اليهوديه من الاستيلاء علي الحكم في جزيره العرب

هذه المملكه المصطنعة والمسماة السعودية، ومنذ تأسيسها، أوجدها الكفار المستعمرون؛ لكي تكون معول هدم فعّال لهم في تدمير الدولة الإسلامية، ومن ثم لتكون عقبة كأداء في وجه العاملين لإعادة بنائها فقد تمكنت عائله ال سعود اليهوديه من السيطره علي الجزيره العربيه بالكامل بعد أن تواطئ الانجليز معهم ضد عائله الشريف حسين في السيطره علي تلك الارض بعد أن ادرك الانجليز أن هذه الارض مليئه بالنفط وان من يسيطر علي تلك الصحراء سيسيطر علي أغلي ماده خام يشهدها التاريخ في خلال المائه عام التاليه فقد تمكنت بريطانيا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وعن طريق عميلها عبد العزيز بن محمد ابن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى إلى ضرب الدولة الإسلامية من الداخل، فآل سعود عملاء للإنجليز منذ تأسيسهم لأول دولة لهم في داخل دولة الخلافة، ولكن هذه الدولة العميلة قدّر الله سبحانه لها أن تنتهي في سنة 1818م، على يد عميل فرنسا محمد علي، والي مصر العثماني آنذاك.

وفي أوائل القرن العشرين، وجدت بريطانيا أن آل سعود هم أفضل من يُستخدم في تثبيت الاستعمار البريطاني، بعد سقوط الدولة العثمانية؛ لذلك مكّنوهم من الحجاز ونجد، وأخرجوا عملاءهم الهاشميين من الحجاز، وعوَّضوهم عنها في الأردن والعراق.

وبعد ظهور النفط بكميات كبيرة، وتذوق الأميركيين لطعمه، طالبت أميركا، رسمياً، بريطانيا بإعطائها حصة في نفط الخليج، فرفضت في البداية بريطانيا ذلك، ولكن، وتحت الضغط، أعطتها حصة في نفط السعودية، واستأثرت لنفسها بنفط إيران، والعراق، والكويت، وقبلت بريطانيا بإعطاء أميركا نفط السعودية لسببين هما:
1- مكافأة لها على مساعدتها إياها في الحرب العالمية الأولى.
2- استخدامها في حروبها في المستقبل؛ لمساعدتها في مواجهة أعدائها

وبالرغم من أن بريطانيا كانت قد أعطت أميركا النفط في السعودية، إلا أنها احتفظت لنفسها بالسيادة والسيطرة العامة على الجزيرة عسكرياً وسياسياً، وتم تعيين مستشارين (حاكمين) للملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الحالية: أحدهما بريطاني وهو مستشار سياسي وعسكري، والثاني أميركي وهو مستشار نفطي اقتصادي. وهكذا ومنذ ظهور النفط في الجزيرة أصبحت السعودية بقرة حلوباً لأميركا، وما زالت كذلك حتى الساعة.

ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، جاء روزفلت الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، واجتمع بالملك عبد العزيز في قناة السويس، على ظهر الطراد الأميركي (كوينسي)، وقال له الملك عبد العزيز: «أنت أخي وكنت أشتاق دائماً إلى رؤيتك، وأريد أن يكون تعاملي معك أنت، وليس مع غيرك؛ لأنك رجل مبادئ، ونصير حقوق، ونحن العرب نتطلع إليك في طلب العدل والإنصاف من تحكم واستبداد الآخرين» (يعني الإنجليز).

ومنذ ذلك التاريخ تحولت السعودية تحولاً كاملاً إلى أميركا، وقول عبد العزيز «أريد أن يكون تعاملي معك أنت، وليس مع غيرك» وقوله «نحن العرب نتطلع إليك في طلب العدل والإنصاف من تحكم واستبداد الآخرين» يشير صراحة إلى أنه انتقل إلى موالاة أميركا موالاة تامة في جميع الشؤون، بعد أن كان موالياً للإنجليز في بعضها، وموالياً لأميركا في بعضها الآخر.

وأكمل إبنه الملك سعود مسيرة العمالة لأميركا من بعده إلى أن تم إقصاؤه عن الحكم، وعاد الإنجليز إلى السعودية في زمن الملك فيصل. لكن أميركا لم تهدأ في العودة بقوة إلى السعودية، ونجحت في العودة إليها تدريجياً بعد قتل الملك فيصل، عن طريق ابن أخيه القادم من أميركا، ثم بعد موت الملك خالد الذي كان لا علم له بالسياسة، عادت أميركا وحسمت الأمور لها نهائياً مع تولي الملك فهد للحكم.
وقد صرح الملك فهد في إحدى سهراته في أميركا لمجلة تايمز الأميركية:
«لقد أخطأ أتاتورك لأنه سعى لهدم الإسلام من الرأس، أما أنا فسأهدمه من الجذور».
وكلنا نعلم نهايه الملك فهد الذي مات مشلولا

وفي حكم الملك فهد الذي أستمر منذ 1982 وحتي 1995 لطويل، أقامت أميركا في السعودية القواعد العسكرية الضخمة، كقاعدة الأمير سلطان، وأخذت من آل سعود جميع الامتيازات المطلوبة، وحوّلت الجزيرة العربية إلى منطقة عسكرية أميركية مغلقة، استخدمتها استخداماً فعالاً في حروب الخليج الثانية والثالثة.
هذه هي العلاقات السياسية السرية منها والعلنية بين آل سعود وأميركا، ومن قبل بينهم وبين بريطانيا، تلك العلاقات التي جعلت من أرض الجزيرة، أرض الحرمين الشريفين، ترسانة عسكرية أميركية كبيرة، والتي مكَّنت أميركا عن طريقها من التحكم في أكبر صنبور للنفط في العالم أجمع.

123 التعليقات:

raghad يقول...

أتمنى تفكير المؤامرة وغيرها من هذه الأمور تبطلها، وتعتمد على البحث العلمي.
لأنني من حفيدات مرخان، وعائلتنا تلتقي مع آل سعود في جدنا التاسع مرخان -رحمه الله-.
وهناك مجموعة يجرون الآن دراسة على الأنساب-كهواية- واخذوا عينات لنا من DNA، ووجدوا أننا نلتقي معهم في جدنا السادس عشر. فأتمنى أن تتراجع عن الخطأ إن كنت تبحث عن الحقيقة.

Unknown يقول...

علمينا الصح طيب ان كان غلطان اللي على راسه بطحاء يتحسس عليها وبعدين بشري وش طلعتوا انتوا وجدكم مرخان بعد التحليل

Unknown يقول...

اول شي العرب ما كانو يسمون اولادهم بمثل هذا الاسم مرخان
هذه اسماء يهوديه بعدين شي عادي تتكلمي كذا لانك من احفاده
انا اعيش في السودان وانا من مواليد السعوديه هل تعلمي اكثر اهل الحجاز مو جودين في السودان وانا واحد منهم
وبعد كذا المفروض اخذ الجنسيه الحجازيه لاني من احفاد العباس عم نبي الله وثاني شي لاني مولود في الرياض اللي هي الحجاز
وهذا اسمي الكامل

محمد اسماعيل البكري حاج اسماعيل السيد احمد الحاج محمد ابوحراز الفقيه احمد الفقيه محمد الفقيه مكي الكبير الشيخ محمد ابو عباية الشيخ محمد مريمي الشيخ الكامل الشيخ ساتي موسى الشيخ محمد الازرق الشيخ احمد المصطفى الشيخ محمد دهمشي الشيخ صالح بدير سمره سرار كردم ابو الديس بضاعه حرقان مسروق الشيخ احمد الحجازي محمد اليمني ابراهيم الجعلي جعل سعيد الانصاري محمد الولي الفضل عبدالله حبر الامه العباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانه بن خزيمه بن مدركه بن البأس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان

Unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Unknown يقول...

يبدو لي ان سياسة السعوديه ناجحه و ذلك يعكس الامن و الأمان بعد الله ، يعني محد كفو لاحفاد الطرابيش الحمر و يبقون تاج لروسنا رغما عن انف البعض ، سواء كانوا يهود ولا اللي هم يكفي انهم شايلين همك وقت الحساب .... اللهم احفظ ولاة امورنا و ارهم طريق الصواب يا رب العالمين

Unknown يقول...

ظهور دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب :
في هذه الظروف الصعبة والأحوال السيئة ، والأزمان الحالكة ، بدأت أنوار الحق والخير تشع في الأفق ، حين شرع الإمام محمد بن عبد الوهاب بالنهوض بدعوة التوحيد والسنة ، في منتصف القرن الثاني عشر الهجري ، وكان ذلك في حياة والده ، وكان والده يشاطره هموم الدين والأمة ، لكنه كان بحكم الإشفاق عليه يأمره بالتؤدة والأناة ، وبعد أن توفي والده عام ( 1153هـ ) شرع الإمام في كشف الحقيقة ؛ يقرر التوحيد ، ويعلن السنة ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وينكر البدع والمحدثات في العقيدة والعبادات والعادات ، وينشر العلم ، ويفضح أحوال الجاهلين وأهل البدع والأهواء والشهوات ، ويقيم الحدود .
حينئذ اشتهر أمره ، وذاع صيته والتف حولـه المخلصون والمصلحون ، والغيورون ، لا سيما حين شرع يقطع الأشجار التي يقدسها الناس في العيينة ، ثم هدم القبة التي على قبر زيد بن الخطاب - رضي الله عنه - ورجم الزانية التي اعترفت عنده بعد أن توافرت عنده شروط الحد . ولما فعل هذه الأمور ذاع صيته ، واشتهرت دعوته ، وكثر مناصروه وخافه المرتابون ، وانقسم الناس عليه .
ومن هنا بدأت ردود الأفعال من خصومه من أهل البدع والأهواء والغوغاء ، والحساد ، وأهل المطامع والمنتفعين مما عليه الحال السيئة الذين شرعوا بالدعاية المضادة ، وراسلوا واستعدوا الناس في الداخل والخارج ، لا سيما أمراء الأحساء ، ثم ولاة الحجاز ونجران الذين استجابوا للمحرضين وبدأت مرحلة المقاومة المباشرة ، والتي تمثلت بإعلان المعارضة الجادة للدعوة ، وإعلان الحرب ضدها من كل وجه : دينيا وسياسيا وإعلاميا وعسكريا واقتصاديا ، مما سنتعرض لشيء منه في هذا

Unknown يقول...

23 - الإمام المجدد ودعوته
نشأته وشمائله : ظهر الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - المولود سنة ( 1115هـ ) المتوفى سنـة ( 1206هـ ) بدعوته في قلب نجد ، وكانت أحوج ما تكون إلى الإنقاذ من براثن البدع والخرافات والتشتت والجهل والإهمال ، وكانت البواعث للإصلاح قوية وضرورية ، كما سيأتي بيانه بعد قليل . وقد ولد هذا الإمام ونشأ في بيئة علم وصلاح واستقامة ، فكان أبوه وجده وكثيرون من أفراد أسرته من العلماء والوجهاء ، ولهم باع في الفتيا والقضاء والتدريس ، مما ساعد هذا الناشئ على استغلال مواهبه الفذة وتوجيهها على منهج شرعي متين وأصيل وفي جو علمي مأمون . ولعل من المفيد أن أشير هنا إلى أهم مقومات الصلاح والإصلاح والزعامة والإمامة في شخصية هذا المصلح الكبير : فهو منذ نشأته قد ظهرت عليه سمات العبقرية والمواهب الفذة والنبوغ من الذكاء والفطنة والحفظ ، والقوة في الفهم ، والعمق في التفكير ، مما أهله في وقت مبكر للتلقي والرسوخ في العلم والفقه ، مع قوة التدين والإيمان والعبادة والخصال الحميدة من الأمانة والصدق والرحمة والإشفاق والسخاء والحلم والصبر وبعد النظر وقوة العزيمة ، وغيرها من الصفات القيادية التي قل أن توجد إلا في الأفذاذ والنوادر من رجال التاريخ . وذلك بخلاف ما يشيعه عنه خصومه وما يصورونه به لأتباعهم من الغوغاء والجهلة والمحجوبين عن الحقائق من أنه جاهل وغبي وشرير وعنيف وقليل التدين والورع ! ، ونحو ذلك من الأوصاف التي يربأ العاقل بنفسه عن ذكرها فضلا عن اعتقادها أو تصديقها . وهل يعقل من جاهل وغبي أن يقوم بهذه الأعمال الجليلة وأن يثير حفيظة هؤلاء الخصوم ويحرك جيوشهم ويقض مضاجعهم ؟ ! وهل يمكن لقليل الورع والتدين أن يقوم بهذه الحركة الإصلاحية التي ملأت سمع العالم وبصره إلى اليوم ؟ ! وينصره الله ويؤيده ويعلي به الدين ؟ ! ص 24 - ركائز الدعوة :
لقد قامت دعوته على المنهج الإسلامي السليم وأرست قواعد الدين وأصوله التي أهمها : تحرير العبادة لله وحده ، والتزام طاعة الله وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وما يستلزمه ذلك من : 1 - ترسيخ التوحيد ونبذ الشرك والمحدثات . 2 - ومن إقامة فرائض الدين وشعائره بإقامة الصلاة والحسبة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 3 - وتحقيق العدل ( القضاء وغيره ) وإقامة الحدود . 4 - وبناء مجتمع إسلامي يقوم على التوحيد والسنة والوحدة والفضيلة والأمن والعدل . وهذه الركائز كلها تحققت في المواطن التي تمكنت فيها الدعوة أو تأثرت بها تأثرا كبيرا ، وتتجلى هذه الصورة في البلاد التي شملتها الدولة السعودية المباركة التي حملت لواء الحركة الإصلاحية في مراحلها الثلاث ، فكانت كلما حلت في بلاد حل فيها التوحيد والإيمان والسنة والأمن والرخاء ، وذلك تحقيقا لوعد الله تعالى في قولـه : ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور [سورة الحج ، الآيتان : 40 ، 41 . ] ، وقولـه تعالى : ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين [سورة القصص ، آية : 5 . ] .

Unknown يقول...

ميزات سيرة الإمام ودعوته :
لقد تميزت سيرة الإمام ودعوته بميزات كثيرة منها : نقاء السيرة :
إن سيرة الشيخ في شخصه وعلمه وتدينه وأخلاقه وتعامله مع الموافقين والمخالفين ، وفي سائر أحواله ، ما يجلي الحقيقة في فضله واستقامته وزعامته وإمامته من ناحية ، ومن ناحية أخرى إن في سيرته ما يبطل دعاوى الخصوم التي تطعن في شخصه أو دعوته ومنهجه ومنهج أتباعه كذلك . - ص 25 - هذا وقد شرح دعوته ومنهجه ودافع عن ذلك في رسائله وكتبه وسلوكه - هو وأتباعه كذلك - بما فيه الكفاية لكل مريد للحق ومنصف للخلق ، وسنتناول في هذا الكتاب جملة من النقول في ذلك . صفاء المشرب :
فإن المشارب التي تلقى منها الإمام علمه وأدبه وخلقه مشارب شرعية وفطرية وعرقية صافية تتمثل بالكتاب والسنة وآثار السلف الصالح ، بعيدا عن الفلسفة والتصوف والكلام ، وبالفطرة السليمة التي لم تحرفها المناهج البدعية ولا الشهوات ولا الشبهات ، وبالبيئة الأسرية النبيلة ذات الفقه والعلم والحسب والنسب . سلامة المنهج :
لقد كان منهج الإمام في نفسه ودعوته وفي أتباعه ومع مخالفيه منهجا سلفيا شرعيا نقيا خاليا من الشوائب ، يتسم بالأصالة والثبات واليقين والوضوح والشمولية والواقعية والأهلية لإقامة مجتمع مسلم يتسم بالتدين والطهر والأصالة والحيوية والرقي والأمن . كما كان منهج التأليف وتقرير الدين وعرضه عند الإمام وأتباعه منهجا شرعيا سلفيا صافيا يعتمد على القرآن والسنة والألفاظ الشرعية النقية خاليا من التخرصات الفلسفية ، والمصطلحات الصوفية ، والمحاورات الكلامية ، والتميعات الأدبية . اعتماد منهج السلف الصالح :
لقد اعتمد الإمام في دعوته منهج السلف الصالح في كل شيء ، وبذلك تميز منهجه بالأصالة والشمول والواقعية والثبات واليقين . وكان من ثمرة اعتماد هذا المنهج ، أن قامت شعائر الدين وأصوله على أتم وجه وأكمله من التوحيد والصلاة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحدود والقضاء والعدل والأمن ، وظهور الفضائل واختفاء الرذائل ، وشيوع الدين والعلم في كل بلاد وصلتها الدعوة واستقرت فيها دولتها ( الدولة السعودية ) . - ص 26 - فالأسس التي قامت عليها الدعوة هي أسس الدين وثوابت الإسلام ، ولذلك آتت ثمارها اليانعة بحمد الله على صراط الله المستقيم ، وعلى منهاج النبوة . الطموح وبعد النظر :
تميز منهج الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بالطموح واليقين في إعلاء كلمة الله ونصر الدين ونشر السنة ، ومعالجة أدواء الأمة من البدع والمحدثات والمنكرات ، والجهل ، والفرقة والظلم والتخلف . وبعد النظر والطموح في المنهج العلمي والعملي الذي سلكه في منهج الدعوة يتجلى ذلك بأمور كثيرة منها : 1 - تركيزه على الأصول الكبرى والأولويات كالتوحيد وفرائض الدين ، ومع ذلك لم يهمل ما دون ذلك . 2 - استعداده المبكر وتقديره لما ستواجهه الدعوة من الصعاب والعقبات على وجه يدل على بعد النظر وحسن التقدير للأمور والاستعداد لذلك . 3 - اهتمامه المبكر بالبحث عن سلطة قوية ومؤهلة لحمل أعباء الدعوة وحمايتها ، وحسن اختياره للأمير محمد بن سعود بعدما خذله ابن معمر . الجدارة والنجاح :
كفى الشيخ مجدا وعزا وفخرا أن ينصر الله به الدين ويظهر به السنة ، ولم يمت بحمد الله إلا وهو قرير العين . فقد عاش ورأى ثمار دعوته وهو حي متمثلة براية السنة الخفاقة ، ودولة التوحيد في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد وابنه سعود وهي ترفل بثياب العز والنصر والهيبة والقوة والأمن ، واستعلاء الدين وانكماش البدع حتى قامت خلافة مترامية الأطراف في سائر جزيرة العرب . وبمجتمع إسلامي يحاكي مجتمع السلف الصالح في القرون الفاضلة ولله الحمد والمنة . فكان بحق إماما مجددا ، وقد امتدت آثار دعوته إلى جميع بلاد المسلمين بل العالم كله ، ولا تزال بحمد الله هذه الدعوة قائمة حية .
وهي قائمة أيضا في أتباعها أهل السنة والجماعة في بلادها وفي أي بلد كانوا ، وهم بحمد الله كثير

Unknown يقول...

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كمآ يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله، ورضي الله عن صحابته الكرام، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بفضلك اللهم. وبعد: فقد ثبت في الخبر الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي وعد الله وهم كذلك وبين أنهم يقاتل آخرهم الدجال وينزل فيهم عيسى ابن مريم - عليه السلام -. عند قيام الساعة وعلم يقينا آن هذة الطائفة هم من كان على منهاج النبوة، فعمل بالسنة ولزم الجماعة وسار على نهج السلف الصالح، وأن هذه الطائفة (أهل السنة والجماعة) لا يحصرهم زمان ولا مكان، لكنهم قد يكثرون في زمان ويقلون في آخر، وقد يكثرون في مكان ويقلون في آخر كذلك. والمتأمل لحال المسلمين في القرون الأخيرة يجد أن أبرز أنموذج لهذه المسيرة الخيرة هي تلكم الدعوة الإصلاحية المباركة، ودعوة التوحيد والسنة، التي قام بها الإمام المجدد (محمد بن عبد الوهاب ت 1206 ه)، وأيدها الأمير الصالح (محمد بن سعود ت 1179 ه) ( رحمهما الله) التي ظهرت في منتصف القرن الثاني عشر الهجري في قلب نجد، ثم سائر جزيرة العرب، ثم امتدت آثارها الطيبة إلى كل أقطار العالم الإسلامي، بل إلى كل أرجاء المعمورة. ولا تزال بحمد الله كذلك. وقد لوحظ، لا سيما مع الأحداث الأخيرة، حروب الخليج، وسقوط الاتحاد السوفييتي وأحداث (11 سبتمبر) بأمريكا وما أعقبه من تداعيات، لوحظ بصورة ملفتة ومريبة انبعاث كثير من المفتريات والأوهام والأساطير حول ما يسمونه: (الوهابية) - ص 6 - . وشاعت هذه المفتريات وهذه الأكاذيب حول الدعوة وأتباعها وعلمائها ودولتها (الدولة السعودية)، وأسهم في ترويجها الحاسدون والمناوئون والكائدون وربما صدقها الجاهلون بحقائق الأمور وان الباحث في حقيقة هذة الدعوة ومفتريات خصومها، وتحفظات بعض ناقديها، والكم الهائل مما قيل في ذلك وكتب، وما حشي في أذهان الناس تجاهها من تنفير وتضليل، سيصاب بالذهول والحيرة - لأول وهلة. لكن ما إن يلج المنصف في عمق القضية فسيجد الأمر أيسر وأبين مما يتصوره، وحين يتجرد من الهوى والعصبية ستنكشف له الحقيقة، وهي: أن هذه الدعوة الإصلاحية الكبرى، إنما تمثل الإسلام الحق، ومنهاج النبوة، وسبيل المؤمنين والسلف الصالح في الجملة. كما سيظهر له جليا أن ما يثار حولها وضدها من الشبهات، إنما هو من قبيل الشائعات والمفتريات، والأوهام والخيالات، والبهتان. ومن الزبد الذي يذهب جفاء عند التحاكم إلى القرآن والسنة، والأصول العلمية المعتبرة، والنظر العقلي السليم. وما أظن حركة من الحركات الإصلاحية واجهت من التحديات، والظلم والبهتان، كما واجهت هذه الدعوة، ومع ذلك علت وانتصرت وآتت ثمارها الطيبة (ولا تزال بحمد الله) في كل مكان. وما ذلك إلا لأنها قامت على ثوابت الدين الحق (الإسلام) لكن هذه الحقيقة خفيت على كثير من الناس، فكان لا بد من تجليتها. لذا فقد لزم الإسهام - في هذا المؤلف -

Unknown يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
فهذه أجوبة وتعليقات على بعض ما يثيره خصوم الدعوة السلفية دعوة الشيخ المجدد محمد بن عدالوهاب رحمه الله تعالى
وإن التشغيب على الحق وعلى دعوة أهله سنة شيطانية وطريقة فرعونية لم يسلم منها دعوة صالحة ولا داع إلى الله تعالى كما قال الله تعالى عن بعضهم(لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)
لكن الله غالب على أمره وقد تكفل الله بحفظ دينه وبقاء ذكره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
لقد وعد الله نبيه ببقاء ذكره فقال(ورفعنا لك ذكرك) وهي رفعة له ولأتباعه والداعين إلى سنته وهديه
وقال عن أعداء رسوله(إن شانئك هو الأبتر) وهي لأعدائه وأعداء أوليائه وأعداء أتباعه على سنته ، وقد رأينا ذلك والله رأي عين وسمعناه وقرأناه في أخبار السالفين
فأين الذين سجنوا أحمد بن حنبل وجلدوه وعزروه ؟
ذهبوا وبقي علم أحمد وسيرة أحمد وأخباره الصالحة تتناقلها الأجيال ويتعبدون الله بمذهبه الذي قعّده من الكتاب والسنة ، فهل تجدون واحداً على و جه الأرض يتعبد الله بمذهب ابن أبي دؤاد أو بشر المريسي أو غيرهم من زمرة البدعة تلك
أين الذي خاصموا البخاري وآذوه وطردوه في الأرض حتى مات شريداً طريداً
وانظر الى ذكر البخاري وعلمه وصيته وهديه في الصالحين حتى لم يبق منبر للمسلمين إلا تسمع ذكر البخاري من عليه
أين خصوم ابن تيمية ذلك الحلف الصوفي الأشعري الذين سعوا عليه فسجنوه وضربوه ونفوه ،حتى مات مسجوناً مظلوماً
فأين ذكرهم وعلمهم وسيرهم ؟
أين البكري والأخنائي وابن مخلوف وزمرتهم
وانظر الى ذكر بن تيمية وطلابه وكتبه وعلومه ،حتى أصبحت علومه وسيرته منجماً للأبحاث العلمية والرسائل الجامعية
وليس الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بدعاً من أهل الصلاح والسنة والدعوة إلى الله تعالى
فله فيهم سلف ،وله منهم أسوة صالحة
فأين خصوم الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب الذين تآلبوا عليه من كل حدب صوب ،رافضة وأشاعرة وصوفية وقبورية ،ونصارى ويهود(متمثلة في الانقليز) الذين هم أمكر وأخبث خصوم عرفتهم الأرض
لقد ذهب كل من تولى كبر تلك الخصومة وبقي ذكر الشيخ وعلمه ودعوته وكتبه فهي تُشرح وتُدرس في كل بلد وكل مدينة وكل مسجد من مساجد أهل السنة السلفيين
فأين النبهاني وابن فيروز وزيني دحلان وابن سحيم الذي كان أشدهم كلَباً على الشيخ ودعوته
نعم والله لقد تجلى في أئمة السنة(ورفعنا لك ذكرك)
وصدق في خصومهم (إن شانئك هو الأبتر)
ولم تزل قافلة السنة والأتباع تسير تشق عُباب الحياة بالدعوة إلى السنة والتوحيد
وعلى جنبتي طريقها رؤس الضلالة برايات البدعة وأعلام الغواية يرثها منهم هالك عن هالك حتى يتبع آخرهم الدجال
وإن من عجائب هذه الدعوة المباركة
أنه كلما اشتدت الخصومة والحرب عليها كلما امتدت وعلت كما هو حال دعوة الأنبياء
كما وصفها هرقل في حديث أبي سفيان(ثم تكون العاقبة لهم)
ومما تميزت به هذه الدعوة أن خصومها قد تنوعوا فتجد فيهم صاحب باطل ونقيضه من الجهة الأخرى
فتجد في خصومها الرافضة والخوارج الإباضية
وتجد من خصومها الصوفية الخرافية والمدرسة العقلانية
وهكذا لم يبق صاحب بدعة ولا صاحب هوى ولا صاحب مصلحة خاصة وجد الدعوة قد حرمته إياها ،تجدهم كلهم قد تخندقوا في خندق واحد لوأد هذه الدعوة المبارك
لكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
ولا أريد أن اتوسع في هذا الجانب فقد كتب عنه أئمة هذه الدعوة وطلابها البررة ما يشفي ويكفي
بل كتب عنها وأنصفها من ليس منها ولا من طلابها ،لكن جمعهم معها الحق الذي رأوه يلوح في ثناياها ويبدوا من خللها !!!!كأشعة الشمس التي لا يمكن حجبها
من أمثال الإمام الصنعاني والإمام الشوكاني والشيخ مسعود الندوي والشيخ أحمد شاكر والشيخ محمد رشيد رضا والجبرتي والشيخ المعلمي
فكلهم يبحث عن الحق ويريد نصر السنة فلما رأوا هذه الدعوة المباركة لم يخالجهم شك في كونها دعوة سلفية رشيدة هادية مهدية

Unknown يقول...

وإن كان بعض من ذكرنا خالف الدعوة في مسائل من الأصول والفروع لكنه خلاف السلفي للسلفي والسني للسني والعالم للعالم
بل أبعد من ذلك أن تجد في خصومها من شهد لها بأنها ساعية لإعادة الناس للكتاب والسنة
وقد كانت هذه الشهادات أحياناً اعتراف طفح به القلب وأحياناً يذكر في معرض الذم ،فينطقهم الله بالحق من حيث لا يشعرون ،كما فعل عتبة بن أبي ربيعة حين أرسلته قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفاوضه في ترك دعوته ،فأجرى الله على لسانه من وصف القرآن ما يتقاصر عنه وصف كبار البلغاء حتى تقوم الحجة عليهم وعلى قومهم الذين كابروا الحقيقة
فمنها قول ر. ب. ويندر في كتابه: ” العربية السعودية في القرن التاسع عشر “:
” ونحن لا نعرف إن كانت الوهابية تستطيع مواجهة عصر الذرة والفضاء، ولكن أحدا لا ينكر قيمتها وأثرها في الفكر الإسلامي الحديث، وأنها استطاعت الانتقال من ” الواقعية ” إلى ” المثالية “، ومما كان عليه الإسلام إلى ما يجب أن يكون عليه، وبقيت محتفظة ” بحيويتها ” وفكرتها التحريرية.
ويقول المستشرق الفرنسي هنري لاوست بعد أن ذكر حركة الأفغاني ومحمد عبده:
” ويطلق لقب السلفية أيضا على الحركة الوهابية؛ لأنها أرادت إعادة الإسلام إلى صفائه الأول في عهد السلف الصالح، ولكن كلمة السلفية ليست خاصة بالوهابيين أو الحنابلة، ففي كل المذاهب السنية سلفيون “
وكتبت (معلمة الإسلام) في نسختها الإنكليزية، تحت عنوان ” الوهابية ” ما يلي:
” غاية الوهابية تطهير الإسلام، وتجريده من البدع التي أدخلت عليه بعد القرن الثالث الهجري، ولذلك نراهم يعترفون بالمذاهب الأربعة وبكتب الحديث الستة “
ويقول الكاتب الأمريكي لوثروب ستودارد في كتابه (حاضر العالم الإسلامي) :
” فالدعوة الوهابية إنما هي دعوة إصلاحية خالصة بحتة، غرضها إصلاح الخرق، ونسخ الشبهات، وإبطال الأوهام، ونقض التفاسير المختلفة والتعاليق المتضاربة التي وضعها أربابها في عصور الإسلام الوسطى، ودحض البدع وعبادة الأولياء، وعلى الجملة هي الرجوع على الإسلام، والأخذ به على أوله وأصله، ولبابه وجوهره، أي أنها الاستمساك بالوحدانية التي أوحى الله بها إلى صاحب الرسالة صافية ساذجة!!!!!!!، والاهتداء والائتمام بالقرآن المنزل مجردا، وأما ما سوى ذلك فباطل وليس في شيء من الإسلام، ويقتضي ذلك الاعتصام كل الاعتصام بأركان الدين وفروضه وقواعد الآداب كالصلاة والصوم وغير ذلك “
ويقول المستشرق الهولندي كرستيان سنوك هود خرونيه: ” لقد ظهر على أرض شرق الجزيرة العربية مصلح للإسلام كسب إلى جانبه أمراء الدرعية، الذين ساندوه في دعوته، ثم تدريجيا منت بدعوته كل مراكز الجزيرة العربية، لقد كان هذا المصلح ينوي أن يعيد الحياة للإسلام بكل ما لديه من قوله، ليس في الجزيرة وحدها، بل في كل مكان يستطيع الوصول إليه “
إلى أن قال: ” لقد كانت السمة التي تميز بها محمد بن عبد الوهاب كونه عالما تثقف بالعلوم الإسلامية، وفهم مقاصدها وأسرارها، واستطاع بجدارة تامة أن يبرز الإسلام بالصورة الصالبة النقية، كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم “.
وقال: ” لقد أدرك محمد بن عبد الوهاب الاختلاف بين الإسلام كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والإسلام الذي يمارسه الناس في عصره

Unknown يقول...

كل ذلك ليخطب ود الرافضة ويتملقهم
فسبحان الله كيف تبدأ البدعة شبراً وتنتهي ميلاً
فقد كانت بداية ضلاله في مسائل كلامية ثم لم يلبث أن تجلبب بالرفض وأتزر بالزور
كل ذلك لا أعجب منه عندما يصدر من ذلك المبتدع الخرف الذي أبا إلا أن يستمر في غيه و يطيل لنفسه في هواها الذي هو هوى الرافضة المجوس
لكن الذي شد انتباهي القاسم المشترك بينه وبين حاتم العوني الذي رفع عقيرته قبله بيوم ،ليخرج من طحاله ما يوافق فيه الكبيسي حذوا الحافر بالحافر والضلف بالضلف حتى كأنما صنعاه في محماة واحدة ، فهما يريدان أن يجعلا الفكر الداعشي امتداداً طبيعياً لفكر الشيخ ودعوته وأتباعها ،فتذكرت قول الله تعالى(أتواصوا به بل هم قوم طاغون)
هذا هو التفسير الطبيعي لهذا التوافق الذي يشبه الاتفاق
لقد اجتمع شيطانهما وكان هواهما فارسياً فأمليا فجوراً واحداً وتقيئا حقداً واحداً
وإذا قلت لهما أين التشابه بين دعوة المجدد والأسن الداعشي؟
قالوا:هذه نصوص أئمة الدعوة هي سلاح الدواعش وهذه أصولهم أصولهم
فأقول :الحمدلله الذي عرى جهلكم وفضح فهمكم
فهذه جميع الفرق الضالة من أول التاريخ الإسلامي إلى اليوم يستدلون بنصوص الكتاب والسنة ويستطيلون بها على أهل السنة فهل كان ذلك ليجعلنا ندين هذين المصدرين العظيمين!!؟؟
وإن قلتم لقد أخذوا التكفير من هذه المدرسة التي ما فتئت تكفر كل من خالفها
فأقول هذا كذب منقوض
فأما كونه كذباً فهذا تاريخ الدعوة في رسائلها لم يكفروا واحداً قط لأنه خالفهم ، وإنما يجتهدون كما يجتهد غيرهم من أئمة أهل السنة في تقرير الأصول من الكتاب والسنة ثم يجتهدون في الدعوة إليها
فمن خالفهم في أمر اجتهادي فلن تجد لهم حرفاً في تكفيره
وأما من يرونه قد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام فهم يكفرون جنسه
فإن قامت عليه الحجة بعينه ورأوه كابر وعاند في قطعيات الدين كمن يعبد المشاهد والقبور مع الله تعالى ،فربما اجتهد أحد العماء في الحكم عليه وتكفيره ، وهذا أمر سائغ قد فعله كبار الأئمة ،كما كفر الشافعي حفص الفرد وكفر محمد بن الحسن بشر المريسي وغير ذلك من صور تحقيق المناط ، فمن عيّر الشيخ أو أئمة الدعوة بذلك ،لزمه أن يعير الشافعي ومحمد بن الحسن وغيرهما كثير من أئمة السلف
ورما لا يتورع الكبيسي عن ذلك ، وأجل العوني عنه
وأما نقض هذه التهمة فإنك لا تجد مدرسة علمية في تاريخ المذاهب والمدارس الإسلامية بمختلف ألوانها وأشكالها أقل تكفيراً من المدرسة السلفية في ماضيها وحاضرها
فلوا ذهبنا نبحث عن التكفير عند الرافضة الذين يخفض لهم الكبيسي والعوني جناحهما من الذل واللطف حتى يلاصق الأرض ،وإذا سمعا فيهم قولا شديداً انتفضا وأرعدا وأزبدا حتى كأنما نيل من أصحاب رسول الله
فما هو وضع التكفير عند الرافضة!؟
هل يعلم الشيخان أن التكفير عند الرافضة يبدأ بأول شخصية في الإسلام بعد رسول الله-أبو بكر الصديق-وفي طريقهم يأخذون بقية العشرة خلا علياً
ثم لا يزايلون طبقة الصحابة إلا وقد حكموا لهم بالكفر جملة وتفصيلاً ،الأخيَر في الأخير حتى لا يبقون إلا سبعة أو قريباً منهم
ثم هم كذلك مع كل من ليس رافضياً حكمه الكفر حتى يصلوا إلى آخر مسلم يولد قبيل الساعة
فلوا جمعتم ما في الأرض من تكفير ما بلغ مد الرافضة ولا نصيفة
وهل علم الشيخان عن التكفير عند المعتزلة الذين تشرب حبهم ومذهبهم الكبيسي حتى النخاغ
فلعله لا يجهل وإن جهل العوني ، أن أئمة من المعتزلة كفرت بعض الصحابة وأسقطت عدالتهم ،وكفرت الأئمة ، ولما تسلطت العتزلة في عهد المأمون ساموا أمة الإسلام وأئمتها سوء العذاب
حتى استحلوا دماءهم وابدانهم ،وكان ابن ابي دؤاد. دوءاد يقول للمعتصم اقتل أحمد بن حنبل فقد كفر ودمه في رقبتي
فهل وجدت لأهل السنة كهذا الصنيع وهذا التكفير عند المعتزلة

Unknown يقول...

ويطهر الله الدعوة منهما
كما طهر علياً عن الرافضة ورجسها
ثم أقول أي ذنب للشيخ ودعوته إذا أصل من الكتاب والسنة ثم خرج من حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام من الدواعش والجامية من يطبق هذه الأصول الصحيحة في ذاتها كما يطبق الرافضة قول الله تعالى(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)فيجعلها دليلاً قاطعاً على عصمة آل البيت
وكما يطبق المعتزلة قوله تعالى (الله خالق كل شيئ) فيجعلون منه دليلاً قاطعاً على خلق القرآن
وكما يطبق الخوارج قوله تعالى( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً) فيجعلون منها دليلاً قاطعاً على أن صاحب الكبيرة خالد مخلد في النار
وكما يطبق الصوفية قوله تعالى( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) فيجعلونه دليلاً على زندقتهم وقولهم أن الولي إذا بلغ اليقين رفعت عنه التكاليف
وكما طبق الأشاعرة قوله تعالى(بما كسبت أيديكم) فجعلوه دليلاً على قولهم بالكسب الذي لا ولم ولن يفهمه أحد من البشر حتى الأشاعرة أنفسهم
وغير ذلك عشرات بل مئات الآيات التي لا يشك مسلم في قطعيتها في الثبوت والصدق والحق ،ثم لا يشك أنها قد وضعت في غير موضعها
فهل كان ذلك ليجعلك تدين القرآن كم أدنت أصول الشيخ الصحيحة التي طبقتها طائفتان بدعيتان ، كما طبقت الفرق البدعية السالفة لآيات الله تعالى
وأما تلبيسكم على الناس وقولكم إن الجرأة على الدماء عند الدواعش إنما أخذوها من تاريخ دعوة محمد بن عبدالوهاب الدموي ،الذي كان فيه يتبجح بقتل المسلمين
فأقول :لو ذات خمار لطمتني
فمن المتحدث عن القتل للمخالفين!؟
هل هم أحبابكم الرافضة أحفاد ابن العلقمي الذي دبر لإبادة اكثر من مليون من أهل بغداد ، وأصحاب فرقة الحشاشين الذين طالوا كل نفس نفيسة من أهل السنة
وأصحاب الأيادي السوداء في الغزو على أفغانستان والعراق ، وأصحاب فرق الموت التي صفت آلاف العلماء العراقيين وذبح أهل السنة على الهوية ،فالذبح الداعشي أشبه بالذبح المجوسي الرافضي منه بجهاد السلفيين الشريف الذي لا تجد لهم فيه حرفاً ولا موقفاً لذبح المخالف على هو يته واسمه ، ألا يستحي من يتهم دعوة الشيخ بهذه الفرية وهو يبصر مواقع السواطير الرافضية في الأطفال قبل غيرهم!!؟؟
أم هل يتكلم عن القتل عند الدعوة السلفية ، الإباضية الخوارج الذين يتبجحون بقتلهم لعلي رضي الله عنه ، فأولهم££££ قتلة وآخرهم فجرة في خصومتهم ، ولولا أن الله خضد شوكتهم لرأيت منهم دعشنة لا نظير لها
أخي القارئ لهذ الفرية على الدعوة ، هل أسمعوك ما فعله الجيش المصري العثماني حينما حاصر الدرعية سبعة أشهر أباد فيها الأخضر واليابس ، وقتل الصغار والكبار وبعثر من في القبور ، هل أخبروك أنهم استحلوا من أهل الدرعية كل ما ما حرمه الله وحلله الشيطان ، حتى لو جمعت جميع من قتل في جهاد الدعوة فلن يوازوا من جُزِر من أهل الدرعية في تلك العادية عليهم من الجيش الفاجر الغادر الذي اصطحب معه النصاري والقبورية وكل موتور من دعوة التوحيد ليشف غليله من الدعوة وأهلها

Unknown يقول...

لقد قتلوا من أمراء آل سعود في تلك المجزرة قرابة أربعين أمير وهم يرابطون على الحصون ، فما بالك بمن قُتل من عامة الناس!!؟؟
هل بلغك أنهم أخذوا أعلم أهل نجد بل أهل الجزير الشيخ الإمام سليمان بن عبدالله حفيد الشيخ محمد ، فأتوا به على أعين الناس ومسمع أبيه المسن العابد الصالح ، فأطلقوا عليه البنادق دفعة واحدة حتى جعلوه أشلاء متناثرة ، فقل بربك أيهم أشبه بقتل ادوعش!!! وطريقتها !!؟؟
هل بلغك أخي أن الدعوة أتت على مجتمع متوحش لا يأمن فيه الراكب على نفسه بضعة أميال ، فخضدت الدعوة أيد السراق حتى أصبح الراكب يسير من بغداد إلى مكة لا يخاف إلا الله ،- فيتباكون على تلك العصابات -فأين هذا في عهد طواغيت الرافضة أو الصوفية الذين كانت حكوماتهم أكبر إرهاب على الآمنين ، وإني والله وبالله وتالله أقولها شهادة لله أن دعوة الشيخ وما صاحبها من نصر سعودي لمفخرة لأهل السنة أبد الدهر ، ولولا ذلك ما حرص على الإطاحة بها كل عدو للإسلام والمسلمين حتى أسقطوها بجيشهم الذي سيروه بأنواع من الكفر والفجور لا نظير له
لقد كانت الدعوة تجاهد من يعترض دعوتها لتبلّغ دين الله إلى الناس الذين استعبدهم شيوخ السؤ وأمراء الجور ، فأرادوا أن يبقوا رعاياهم تحت عبوديتهم وأرادت الدعوة أن تخرجهم إلى عبادة الله تعالى ، وكانت تجاهد كذلك لدفع عادية أعدئها عليها ،فهل تلام على ذلك !؟
ومع كل جهادها الذي جاهدته فقد كانوا بشراً يحصل منهم ما يحصل من البشر ، لكن والله لا تجد لهم من التجاوزات عشر معشار ما يفعله غيرهم من الفجرة القتلة في أيام
فهل علم ذلك الكبيسي والعواني وأضرابهما ممن أُشرب قلبه حب إسقاط هذه الدعوة المباركة من خلال إسقاط أو التشكيك في رموزها أحياء وأمواتاً!؟
أخي القارئ ادعوك للبحث في كتابات الكبيسي والعوني ، هل ستجد فيها توصيفاً لما كانت عليه الجزيرة العربية قبيل الدعوة المباركة
لن يخبروك أن من الناس من كان يعبد غير الله جهاراً نهاراً كما يفعل الرافضة والصوفية اليوم في أماكن نفوذهم
لن يخبروك أن الصحابة كانوا يُلعنون على بعض منابر الحرمين في القرن الحادي عشر قُبيل دعوة الشيخ ،حينما كانت الزيدية المطورة تحكم الحرمين لمدد طويلة
لن يخبروك عن اندثار حكم الله في تلك الحكومات المتعاقبة على جزيرة العرب قبيل الدعوة إلا بقايا شكلية
سلوهم عن المجازر التي كانت تحدث بين بيوت الأشراف في الحجاز عند كل انقلاب لأحدهم على الآخر وما يتبع ذلك من مجازر في القبائل والعوائل التي كانت مع المغلوب
،التي لو بقيت إلى اليوم لأتت على كثير ممن يتبجح بتجريم الدعوة التي حفظت له دمه ودينه وأهله وماله
سلوهم عن الحملة العثمانية المصرية التي أتت للقضاء على الدعوة ،ماذا فعلت وماذا كانت تحمل من شعارات ورايات ، لن يخبروكم بالصلبان التي كانوا يحملونها ، ولن يخبروكم بالقيادات النصرانية التي كانت تصاحب تلك الحملة ،ولن يخبروكم بما فعلوه في الأعراض والدماء والأموال
وسلوهم عن خصوم الدعوة الذين حاولوا اغتيال الشيخ محمد رحمه عدة مرات ، ونجاه الله منها ، وعن إعدامهم لبعض أئمة تلك الدعوة مثل الشيخ سليمان بن عبدالله ، وعن اغتيال بعض أمراء تلك الدعوة كما فعلوا بأميرها الصالح العابد العالم الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود الذي اغتالته أيد الغدر والخيانة الرافضية القبورية ، اغتالته وهو يقيم صلاته في محرابه ، وسلوهم ماذا فعل خصوم الدعوة بأمراء الدعوة الذين أعطوهم العهد والميثاق في حصار الدرعية ،ثم غدرهم بهم وإرسالهم إلا مصر ثم إلى تركيا في حالة من الإذلال والهوان ،ثم قتلهم بعد ذلك ،

Unknown يقول...

لن يخبروكم بشيئ من ذلك ، لقد أشغلهم حقدهم على الدعوة وتجريمها عن كل ذلك
سلوهم سلوهم سلوهم إن كانوا ينطقون .
لقد تناقلت المعرفات الداعشية هذه الشهادة الجائرة من الكبيسي والعوني وأشباههما عن ربط داعش بالدعوة ورأوها شهادة لهم ، وقالوا هذه شهادة القوم على أننا الامتداد الطبيعي لعقيدة الدعوة السلفية ، فكانت شهادات الزور تلك تقوية لداعش ولم تضعف الدعوة ولله الحمد-وهو مقصودهما-
فأين المدعشن للشباب !؟
لقد ساهمت تلك الشاهدات المزورة في إقناع الشباب أن داعش هي الوارث الطبيعي للدعوة السلفية ، وكذبوا والله جميعاً ، فما نصيب داعش من دعوة الشيخ إلا كنصيب الرافضة من كتاب الله .
أما شبهتهم المزعومة بأن كتاب الدرر السنية هو المصدر الأساس للدواعش وغيرهم من التكفيريين ،ثم ينقلون بعض النقولات من الدرر فيها تكفير ودعوة للقتل والقتال لبعض أحياء ومناطق الجزيرة
فأقولا جواباً عن هذه الفرية التي اجتمع عليها زمرة الناقمين على الدعوة مع الدواعش ،فهم يقولون ما سبق والدواعش يأتون بتلك النقولات ليغطوا بها إجرامهم واستحلالهم للدماء المعصومة ،بحجة أن هذا هو منهج إئمة الدعوة وهذه فتاواهم وأقوالهم وأفعالهم ،
وأتباع الدعوة وكل منصف ينكر على الطائفتين ذلك ،
وأقول :إن كتاب الدرر السنية مجمع رسائل وفتاوى وردود أئمة الدعوةوبعض أخبارهم ، ويمكن تقسيمها إلى قسمين ،فقسم منها هو رسائل تقرر عقيدتهم وتحرر أصولهم وتبني منهجهم ويستدلون عليها وينظرون لها ،فهم في هذا القسم على ثلاث حالات ،فإما أن يؤصلوا أصلاً سلفياً لا خلاف عليه بين أهل السنة ،فهم فيه كبقية أئمة السنة ،مثل تحريم صرف شيئ من العبادة لغير الله وجعل ذلك من الشرك الأكبر ، وإما أن يقرروا أصلاً وقع فيه خلاف ،وقولهم الذي اختاروه ونصروه أرجح دليلاً وأصح استدلالاً مثل تحريمهم دعاء الله بجاه أحد من البشر وجعلهم ذلك من البدع المحدثة المحرمة ، وإما أن يقرروا أصلاً وقع فيه الخلاف ويكون قول غيرهم أرجح ، ولا تجد لهم من هذا النوع شيئاً اتفقوا عليه بل تجد الخلاف بين أئمة الدعوة أنفسهم ،فمنهم أن أخذ بهذا ومنهم من أخذ بالقول الآخر ،وتبقى هذه المسألة في دائرة الخلاف السائغ ،فهذا القسم من الدرر السنية لا مستمسك فيه لأحد إلا صاحب بدعة من مرجئة أو صوفية قبورية أو رافضة عباد الأئمة فلا عبرة بكلامهم ،وهذا القسم هو الذي جرى على طريقة الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد ونحوها من الرسائل التقريرية المحررة بدلائل الكتاب والسنة
أما القسم الثاني من الدرر السنية فهو الردود والفتاوى والنوازل المعينة التي وقعت لهم ،فهذا القسم بعضه من القسم الأول وعلى طريقته ومنواله ، وبعضه الآخر هو الذي شغب به العوني وحزبه واستدل به الدواعش ، فتقاربت في ذلك أفهامهم وتباينت أغراضهم ، وأقول إن هذا القسم قد دخلته الخصومات من الطرفين-أئمة الدعوة وخصومهم-وقد بلي أئمة الدعوة بأقذر وأقذع خصوم ،ولو أنصفهم العوني وأمثاله لأتوك بالقول وقول الخصوم ،وكيف كان خصومهم أشد تكفيراً وتبديعاً وتشف بقتلهم وتقتيلهم ،وكيف كان خصومهم يكيدون لهم ويكتبون ويكاتبون كل من ظنوا عندهم أمل في قتال أهل هذه الدعوة واستئصالهم ،فحالفوا لذلك الرافضة والنصارى والقبورية ،وسعوا في ذلك وله ،وأوقعوا بأهل هذه الدعوة عدة مرات ،ولم يزالوا يسعون لذلك حتى أدركوا طلبتهم على يد الجيش المصري الذي تجيش فيه كل حاقد على هذه الدعوة ،فهل يلامون على الدفع عن أنفسهم بالسنان وبالقلم واللسان ،مع خصوم هم أفجر خصوم وأخبثهم ،ولو نقل لك ما كتبه كل طرف لعلمت أن جانب أئمة الدعوة مع ما في بعضه من شدة ومبالغة أحياناً وربما تجاوز للحد الشرعي من بعضهم في بعض أقوالهم أو توصيفاته ، لتبين لك أنهم الأرفق والأرحم وخصمهم الأظلم والأشد كلباً خصومة ، فأين الإنصاف أيها العوني ، وقد وقعت الخصومة بين الصحابة وهم أطهر الخلق ،فوقع من بعضهم على بعض ما قد علمتموه ،ولم يكن ذلك ليجعل منهم عند الأئمة ومن بعدهم مادة للتشويه والتسفيه ،أو للحتجاج على فعل مثلما فعلوا، بل جعلوها من مسائل الخصومات التي تطوى ولا تروى ، ولم يبنوا عليها أصلاً ولا فرعاً ، ولعل أوضح مثال على هذا النوع من الخصومات مقولة عمار بن ياسر رضي الله عنه عن عثمان رضي الله عنه في معركة صفين ، التي انتهره عليها علي وغيره من الصحابة ، ثم لم تتجاوز تلك الكلمة محلها
ومن يقرأ تاريخ الدعوة وما مرت به من محاولات مستميتة لاستئصالها واقتلاعها من جذورها وما بذل في ذلك من خصومهم الفجرة ، لم يعجب مما بذله أئمة الدعوة لبقاء دعوتهم التي لم تتجاوز الكتاب والسنة

Unknown يقول...

ووجه آخر في معرفة وجه تلك النقولات المستشنعة من الدرر السنية ، أن الناقم عليها ينقلها وكأنها حدثت في أحد الفنادق ، وليست نازلة في واقع معين ،يلزم المنصف أن ينقل تفاصيل الحادثة ،وسبب تلك الفتوى ،فإن بعضها حدث قبل قرنين من الزمان أو أكثر أو أقل ،فإذا عجزت عن نقل مااكتنف تلك الفتوى من أحداث ،فلا تعدوا أن تكون تلك الفتوى تاريخاً أكثر من كونها مادة علمية تؤصل بها الأصول ، خصوصاً إذا خالفت ما قرروه في كتبهم التأصيلية التي لم تتأثر بواقع معين ،
وسأذكر مثالاً على ذلك ليتبين لك أخي أثر التضليل التاريخي ، فإن بعض هذه النقول التي يشنع بها على الدعوة كانت في دخول الجيش المصري إلى الجزيرة ثم إلى نجد ومحاصرة الدرعية
فيأتيك من يضلل على تلك الحادثة ويصورها على أنها حملة اعتيادية ارسلتها الخلافة لقمع التمرد الوهابي في نجد ، ثم يأتيك بتلك النقولات التي فيها تكفير لتلك الحملة ومن عاونهم ووووو إلى آخر تلك النقولات ، فإذا علمت حقيقة تلك الحملة وما كانت تحمله من شعارات كفرية ومن صلبان يحملها من شارك فيها من النصارى الذين كانوا هم العقول المدبرة لتلك الحملة ،وما استحلته من أعراض ودماء وما هدمت من معالم الدين وما أقامته من شعائر الشرك والمنكرات وما أماتت من فرائض الدين إلى غير ذلك من العظائم التي جرها ذلك الجيش الذي فاق في فجوره جيوش اليهود والنصارى ، إذا عرفت ذلك كله وزيادة ،عرفت الجو التي خرجت فيه تلك الفتاوى ، فعند ذلك إن لم تقل بها فلن تستنكرها ،
فلا تعجل أخي على الحكم حتى تعرف الجو الذي صدرت فيه ، ولا تأخذنك عصبية الآباء والأجداد ،فتخرج المسألة من الدين إلى الدنيا ، ومن البحث إلى التعيير والتشفي
ثم أقول إن دليل كون هذه النقولات لا تمثل تأصيلاً لمنهج الدعوة ،وإنما يمثله عندهم القسم الأول من كتابات الشيخ والأئمة من بعده ،أنك لا تجد هذا التخريج على تلك النقولات عند علماء الدعوة اليوم وقبله ، وإنما انفرد بذلك الدواعش وأمثالهم ممن قل علمه وكثر جهله
فإن قلتم :فما الحل في تلك النقولات ،فأقول لم تشكل تلك النقولات أي خطر على المنهج السلفي ولله الحمد ،فهي وثائق تاريخية لحقبة زمنية ،وهي اجتهادات علماء أفذاذ في نوازل نزلت بهم ،لو نزل بنا مثلها ربما توصنا لنفس النتيجة أو قريباً منها ، وليست للتقعيد والتأصيل ،وليس هناك أقدر على إبطال شبه الخوارج والتكفيريين الدواعش من أتباع تلك المدرسة ، لصحة أصولهم ومعرفة مكامن الخلل في تطبيق الجهلة لتلك الأصول ، كعلماء التفسير هم أقدر الناس على إبطال استدلالات المبطلين على باطلهم بآيات القرآن الكريم ،وليس كما يزعمه العوني من عجز علماء الدعوة وأتباعها عن الرد لاشتراكهم في نفس الأصول ، بل هم الأقدر والأجدر برد عاديتهم بالسنان وباللسان ، وليس الحل التحلل من الأصول السلفية وانتحال جوانب من الإرجاء والعبث العلمي الذي يمارسه العوني وأمثاله ، ليسقط أصول هذه الدعة السلفية بزعمه الرد على الفكر التكفيري ، ولو صدق لبحث له في كتب بلدييه من صوفية الحجاز الذي كانوا يكفرون أئمة الدعوة زرافات ووحداناً
ومن يقرأ ما يكتبه العوني في نقده لدعوة الشيخ ومدرسته السلفية يجد الكيل بمكيالين ، فبينما تجد رحمته وشفقته على الرافضة وتلطفه بهم حتى يدفع في صدر كل من يلمزهم بالمجوسية التي هي أساس دينهم ، ويتلمس لهم أبرد التأويلات حتى وصل به الحال إلى تمحل احتمال التأويل لما تقيئ به الفاجر الخبيث ياسر الخبيث ، تجده يتشنج في كتاباته عن الدعوة حتى كأنه يتميز من الغيض ، وقد كنت والله أجد هذا في نفَسه من سنوات لكنا لم نعجل عليه حتى بدت البغضاء من فمه وما يخفي صدره أكبر ، فنكل سرسرته إلى الله ، ونأخذه بما قال وكتب
هذا ما يتعلق بجواب هذه الشبهة باختصار
ولا يفوني أن أقول إن كتاب الدرر السنية من أنفع الكتب للعالم وأضرها للمبتدئ حاله في ذلك حال المحلى لابن حزم رحمه الله
وقديماً قيل طعام الكبار داء للصغار
وأخيراً أقول:
إن موضة الدعشنة للمخالف التي ينتحلها الكبيسي والعوني وأشباههما لتوحي إلينا بأمور خفية الله أعلم بها
لكن من أبدا لنا قرنه كسرناه ،ومن شوّك لنا ملمسه خضدناه ، ولا يزال في أهل السنة من يرد عاديتكم ويكسر قناتكم وإن بني عمك فيهم رماح
وأقول للكبيسي والعوني وأضرابهما الخارجين من ضئضئ النبهاني وابن فيروز : اشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
وقد بقي بعض الشبهات التي يشغب بها على هذه الدعوة المباركة ، فمنها ما يتعلقون به من الخروج على الدولة العثمانية وغير ذلك من الشبهات فلها جواب مفصل في مقال مستقل، سأتكلم عنها لا حقاً بإذن الله
اللهم اغفر للشيخ الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب وارفع درجته في المهديين وجميع أئمة هذه الدعوة المباركة وجميع المسلمين ، وبارك لنا في علمائنا وانفعنا بعلومهم وفهومهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين.

Unknown يقول...

لماذا يهاجمون دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟أضيف في يوم الأربعاء 25 شوال 1435 في قسم: حول الدعوة د.عبدالعزيز آل عبداللطيف واجهت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - منذ بداية ظهورها حملة ضارية وعداء سافرا، سواء من قبل أمراء وحكام، أو من قبل بعض المنتسبين إلى العلم، وقد تنوعت أساليب هذه المعارضة وتعددت جوانبها من تأليف وترويج الكتب ضد هذه الدعوة السلفية التجديدية ، وتحريض الحكام عليها، ورميها بالتشدد والتكفير وإراقة الدماء.وقد تحدث الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - عن هذه الهجمة قائلا: "فلما أظهرت تصديق الرسول فيم جاء به سبوني غاية المسبة، وزعموا أني أكفر أهل الإسلام وأستحل أموالهم" (مجموعة مؤلفات الشيخ 5/26).ويصف الشيخ عداوة الخصوم وفتنتهم في رسالته للسويدي - أحد علماء العراق - فيقول _رحمه الله_: "ولبسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس، وكبرت الفتنة وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله" (مجموعة مؤلفات الشيخ 5/36).ولاحظت من خلال استقراء كتب خصوم هذه الدعوة (1) أن غالبهم إما من الروافض أو غلاة الصوفية، فالروافض ينافحون عن وثنيتهم ​​وعبادتهم للأئمة، وكذلك الصوفية يفعلون.وعمد العلمانيون في هذه البلاد - ومن تأثر بهم من التنويريين والإصلاحيين - إلى الطعن في هذه الدعوة من أجل التوثب على قواعد الشريعة والتفلت منها، ومنهم من شغب على هذه الدعوة، لأن ثوابت هذه الدعوة كالجهاد في سبيل الله _تعالى_، وبغض الكافرين والبراءة منهم تعكر ما يصبوا إليه من ركون إلى الدنيا وإيثار للسلامة والسلام مع الكفار، فهدف أرباب العقول المعيشية أن يأكلوا ويقتاتوا بسلام ولو على حساب وأد الثوابت العقدية والقواطع الشرعية.وأما عداوة الغرب لهذه الدعوة فقديمة قدم هذه الدعوة المباركة، فما إن سقطت الدرعية سنة 1234 ه على يد إبراهيم باشا حتى أرسلت الحكومة البريطانية مندوبها مهنئا على هذا النجاح، ومبديا رغبة الإنجليز في سحق نفوذ الوهابيين بشكل كامل (2)! لا سيما وأن الإنجليز - وفي ذروة غطرستهم وهيمنتهم - قد كابدوا أنواعا من الهجمات الموجعة من قبل "القواسم" أتباع الدعوة، وذلك في بحر الخليج العربي.ولا عجب أن يناهض الغرب هذه الدعوة الأصيلة، فالغرب يدين بالتثليث والشرك بالله _تعالى_، وهذه الدعوة قائمة على تحقيق التوحيد لله _تعالى_، وأشرب الغرب حب الشهوات المحرمة وعبودية النساء والمال، وهذه الدعوة على الملة الحنيفية تدعو إلى التعلق بالله _تعالى_، والإقبال على عبادته والإنابة إليه ، والإعراض والميل عما سوى الله _تعالى_.وأما عن أسباب مناهضة هذه الدعوة السلفية، فيمكن أن

Unknown يقول...

نجمل ذلك في الأسباب الآتية:1- غلبة الجهل بدين الله _تعالى_، وظهور الانحراف العقدي على كثير من أهل الإسلام، فالتعصب لآراء الرجال والتقليد الأعمى، وعبادة القبور، والتحاكم إلى الطاغوت، والركون إلى الكفار والارتماء في أحضانهم .. كل ذلك مظاهر جلية في واقع المسلمين الآن، وهذه الدعوة تأمر باتباع نصوص الوحيين، وتدعو إلى عبادة الله _تعالى_ وحده، وتقرر أن من أطاع العلماء أو الأمراء في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله _تعالى_، وتنهى عن موالاة الكفار، وتقرر أن مظاهرة الكفار ضد المسلمين من نواقض الإسلام ، فلما أظهر الله _تعالى_ هذه الدعوة السلفية استنكرها الرعاع وأدعياء العلم والعوام، لأنها خالفت عوائدهم الشركية ومألوفاتهم البدعية.2- ومن أسباب هذه الحملة الجائرة: ما ألصق بهذه الدعوة ومجددها وأنصارها من التهم الباطلة والشبهات الملبسة، فقد كذب على الشيخ محمد بن عبدالوهاب كما "كذب على جعفر الصادق"، ومثال ذلك رسالة ابن سحيم - أحد الخصوم المعاصرين للشيخ - حيث بعث برسالة إلى علماء الأمصار، يحرضهم ضد الشيخ، وقد حشد في تلك الرسالة الكثير من الأكاذيب والمفتريات، ثم جاءت مؤلفات أحمد دحلان ضد الدعوة فانتشرت في الآفاق والبلاد.3- النزاعات السياسية والحروب التي قامت بين أتباع هذه الدعوة وبين الأتراك من جهة، وبين أتباع هذه الدعوة والأشراف من جهة أخرى، فلا تزال آثار تلك النزاعات باقية إلى الآن، يقول محب الدين الخطيب - رحمه الله - في هذا الشأن: "كان الأستاذ محمد عبده - رحمه الله - يستعيذ بالله من السياسة ومن كل ما يتصرف منها، لأنها إذا احتاجت إلى قلب الحقائق، وإظهار الشيء بخلاف ما هو عليه اتخذت لذلك جميع الأسباب، واستعانت على ذلك بمن لهم منافع شخصية من وراء إعانتها، فتنجح إلى حين في تعمية الحق على كثير من الخلق، ومن هذا القبيل ما كان يطرق آذان الناس في مصر والشام والعراق وسائر الشرق الأدنى في المائة السنة الماضية من تسمية الدعوة التي دعا بها الشيخ المصلح محمد بن عبدالوهاب _رحمه الله_ باسم "الوهابية" اتهاما بأنه جديد مذهب .. (مجلة الزهراء ، 1354 ه، ص 84).ويقول الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله-: "إن سبب قذف الوهابية بالابتداع والكفر سياسي محض، كان لتنفير المسلمين منهم لاستيلائهم على الحجاز، وخوف الترك أن يقيموا دولة عربية، ولذلك كان الناس يهيجون عليهم تبعا لسخط الدولة، ويسكتون عنهم إذا سكنت ريح السياسة "(مجلة المنار، م 24، ص 584).4- ومن أسباب هذه المناهضة: الجهل بحقيقة هذه الدعوة، وعدم الاطلاع على مؤلفات ورسائل علماء الدعوة، فجملة من المثقفين يتعرفون على هذه الدعوة من كتب خصومها، أو من خلال كتب غير موثقة ولا محررة.إن المنصف لهذه الدعوة ليدرك ما تتميز به هذه الدعوة من سلامة مصادر تلقيها، وصفاء عقيدتها، وصحة منهجها، وما قد يقع من زلات أو تجاوزات فهذا يتعلق بجوانب تطبيقية وممارسات عملية لا ينفك عنها عامة البشر، وعلماء الدعوة لا يدعون لأنفسهم ولا لغيرهم العصمة، فكل يؤخذ منه ويرد إلا المصطفى _صلى الله عليه وسلم_.كما أن الدفاع عن هذه الدعوة ليس مجرد دفاع عن أئمة وأعلام فحسب، بل هو ذب عن دين الله _تعالى_، وذود عن منهج السلف الصالح.وفي الختام ندعو أهل الإسلام عموما للانتفاع بالجهود العلمية والتراث النفيس الذي سطره علماء الدعوة، والانتفاع بمواقفهم العملية وتجاربهم الاحتسابية والإصلاحية، والله أعلم.

Unknown يقول...

فهد بن صبح
إن الدارس لحال نجد يلاحظ أنها منذ القرن الثالث الهجري كانت تنازعها سلطات مختلفة، فصلتها عن التبعية المباشرة لدولة الخلافة العباسية ثم العثمانية، فمنذ سنة «251 هجرية» استقلت دولة بني الأخيضر الزيدية في الحجاز عن الدولة العباسية وضمت إليها نجد واليمامة، ثم خضعت نجد واليمامة لنفوذ القرامطة إلى منتصف القرن الخامس الهجري.
وبعدها بقيت هذه الديار مهملة تتنازع عليها الدويلات وفيها زعامات ورئاسات محلية إلى أن جاء الأتراك إلى الأحساء واليمن والحجاز فكانت نجد تحت إشراف الولاة الأتراك في الأحساء أو الحجاز، وفي كل الأحوال كان هذا الإشراف غير مباشر بل هو إلى الشكلي والرمزي أقرب منه إلى الفعلي ومع ذلك انقطع هذا الإشراف كلية حين استقل زعيم بني خالد بالأحساء عام «1080 هجرية».
وحين بدأ الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوته قبيل منتصف القرن الثاني عشر الهجري كان الحكم في نجد كلها لإمارات ومشيخات صغيرة متنازعة، وليس لها تبعية لحكومات أخرى، إلا التبعية الرمزية لحاكم الأحساء وهو مستقل عن الدولة العثمانية عمليا، وكان كل أمير وشيخ في نجد يشعر بالاستقلالية المطلقة.
ومن عقيدة الشيخ «أرى السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته وحرم الخروج عليه».
وهل يخالف الشيخ فعله قوله وهو مشهود له بالعلم والعمل والإمامة في الدين، هذا من إحسان الظن بعلمائنا رضي الله عنهم.
وعلى كل حال فما يدل من كلام الشيخ على أن الدولة العثمانية ليس لها سلطان على نجد مايلي:
يقول: أن هذا الأمر الذي أنكروا علي، وأبغضوني وعادوني من أجله، إذا سألوا عنه كل عالم في الشام واليمن أو غيرهم، يقولون هذا حق وهو دين الله ورسوله، ولكن ما أقدر أظهره في مكاني لأجل أن الدولة مايرضون وابن عبدالوهاب أظهره، لأن الحاكم عنده في بلده ما أنكره، بل لما عرف الحق اتبعه.
وقوله للأمير بن معمر في بداية الدعوة: أرجو إن نصرت التوحيد أن يملكك الله نجدا وأعرابها.
نجد قبل الشيخ لم تكن تابعة للدولة العثمانية وبالرجوع إلى (قوانين آل عثمان مضامين دفتر الديوان) وهو عبارة عن التقسيمات الإدارية للدولة العثمانية تثبت أنه لا يوجد وال لنجد ولا نفوذ عليها من قبل العثمانيين كبقية العالم الإسلامي لأنه معلوم ليس كل الدول الإسلامية تابعة للدولة العثمانية.
وقبل الدعوة ليس هناك نفوذ واضح لبني خالد بل قتال بين الدرعية وبني خالد وكذلك الدولة الجبرية ولا الأشراف في مكة بل هي مسرح للصراع القبلي.
يقول أمين سعيد حاولنا أن نبحث عن اسم وال لنجد فلم تسعفنا المصادر العثمانية بذلك.
يقول حسين خزعل لما ظهر العثمانيون على المسرح السياسي لم يكن لهم عليها نفوذ.. ويقول جاكلين بيرين: الجزيرة العربية ظلت ممتنعة على العثمانيين لم يخضعوها بسبب صحرائها الممتدة.
قال الشيخ ابن باز لم يخرج الشيخ ابن عبدالوهاب على الدولة العثمانية فيما أعلم فلم يكن فيها رئاسة ولا إمارة للعثمانيين إنما خرج على الأوضاع الفاسدة في بلده.
ويقول نسيب الرفاعي ان المتصوفة هم من أوغر صدر الخليفة العثماني على دولة آل سعود وقلبوا له الأمور.
ويقول د.عجيل النشمي لم نعثر على فتوى له تكفر الدولة العثمانية بل حصر افتاءاته في البوادي القريبة منه التي كان على علم بأنها على شرك.
وقال النشمي أيضا: نجد وما جاورها لم تعرها دولة الخلافة أهمية تذكر ولم تحرك ساكنا أو امتعاض يذكر رغم توالي أربعة سلاطين في حياة الشيخ.
وقد صرحت بريطانيا على لسان مندوبها الكابتن سادلير الذي بعثته لإبراهيم باشا عندما اسقط الدولة السعودية الأولى تهنئة على هذا النصر وطلبت منه التعاون لسحق نفوذ الوهابيين بشكل كامل.

Unknown يقول...

سليمان آل مهنا
بسم الله الرحمن الرحيم
لكل قوم وارث
حقيقة ظاهرة لا يمكن نفيها، ولعل من شواهدها ما يدور هذه الأيام من صراع حول الدعوة الوهابية، ولكون الكثير مما يُطرح مكروراً مبتذلا فإن النفس لا تنشط إلى رده، خاصة وأن التهمة الأكثر حضوراً هي الغلو!، وهي تهمة عجوز ولدت في حياة إمام الدعوة نفسه، وعمّرت قروناً، وفي زماننا هذا أدخلت مراكز التجميل في محاولة يائسة لإعادتها لشبابها، ولكن..
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟
وما أفسدته ببيانها حقائق التاريخ؟!
وقد ركب خصوم الإمام كل صعب وذلول لأجل إخماد الدعوة وتشويه سمعتها، ودافع هو عن نفسه ببسالة قلَّ نظيرها، وكاتب الناس ذابا عن نفسه الكذب، ومبينا الحق في المسائل التي ذمه خصومه بها وهي ممادح يُتمدَّح بها، وكذلك فعل تلاميذه وأنصاره، فصنفوا المصنفات في كشف الكذب ورد الأباطيل؛ فلذا تجد عامة الكلام الذي يثار الآن مبسوطاً رده في كتب الوهابيين.
وفي هذه المرحلة خرجت طائفة سلكت مسلك الغلو، فكفرت المسلمين المجاهدين وقاتلتهم –أعني التنظيم الملقب بـ داعش-، فاستغل بعض الخصوم ذلك فنسبوهم إلى دعوة الشيخ الإمام..
قبل زمن ليس بالبعيد حدثني أحد الإخوة عن نقد منصف للدعوة، وذكر أن صاحبه مدح الدعوة وأعطاها حقها ونقد بعض أفكارها. وبعثه إلى مجموعة (الواتس) ولم أنشط حينها لقراءة نقده، ثم بعثه إلي غيرُه قبل أيام، فرأيت أن أقرأ هذا الرد “المنصف” فطبعته..
طبعته حفاوة به، ثم قرأته، فرأيت تدوين بعض النقاط التي ليس القصد منها استيعاب أغاليط الرجل في رسالته فإن ذلك يطول، وبعض المسائل طويلة الذيول، تحتاج إلى بسط وتحرير، ولعل ما في هذه النقاط التي تأتيك مرتبة حسب ذكر الكاتب لها ما يكفي في بيان “إنصافه” المزعوم.
›› عرض موجز لما في الرسالة.
في أول صفحة من هذه الرسالة/
“الأجوبة الوفية عن الأسئلة الزكية في العذر بالجهل ومناقشة الحركة النجدية”
“تأليف العلامة الداعية المصلح أبي محمد الحسن بن علي الكتاني”.
وهي جواب على أسئلة بعثت إليه وهو في سجنه كما يقول، السؤال الأول في حكم التحاكم إلى القانون الوضعي في البلاد التي لا يوجد فيها محاكم شرعية، والثاني في مسائل تتعلق بالتكفير واستدلال الغلاة بما في “الدرر السنية” و”فتاوى ابن تيمية” وغيرهما كحجة لتكفير المعين، وهذا الثاني أفاض في الجواب عنه، ابتدأ بذكر تاريخ موجز جداً للدعوة، ثم عقد فصلاً في موقف العلماء

Unknown يقول...

من الدعوة، ثم عقد فصلا في محاسن الدعوة، ثم عقد فصلا آخر في نقد “الحركة والدعوة النجدية”، ثم عقد فصلا بعده في ذكر أخطاء النجديين، وفيه تكلم عن الإعذار بالجهل، فاقتضى كتابة فصل فيما حضره من النقول عن ابن تيمية في مسألة العذر، ثم رجع بفصل جديد إلى أخطاء النجديين، و أتبعه فصولا ثلاثة في نفس الشأن، ثم أجاب عن السؤال الثالث وهو هل يلزم جميع المسلمين العلم بدقائق مسائل التوحيد والكفر بالطاغوت؟.
›› ومقصودي التنبيه على بعض ما في جوابه على السؤال الثاني..
1. زعم أن سبب خروج الإخوان على الملك عبد العزيز –رحمه الله- علمهم بعلاقته بالإنجليز، وأن الملك استعان عليهم بطائرات الانجليز –يعني في وقعة السبلة الشهيرة-، وهذا من ضعف تحقيقه، فإنه ما استعان عليهم بذلك، وأما مآخذ الإخوان فأبرزها توقف الجهاد، وذكروا أموراً أخرى مثل اللاسلكي وأنه سحر، وغير ذلك، وأما الطائرات فهي إنما ضربت الإخوان لما قاربوا الحدود العراقية والكويتية، هاربين من الملك عبد العزيز بعد الفتن التي جرت.
2. زعم أن أئمة الدعوة سبوا ذراري خصومهم، وهذا ليس بصحيح؛ فإن الشيخ عبد الله بن الإمام –وهو معتدل في نظر الكاتب- نص على أنهم لا يرون سبي العرب، قال رحمه الله: “ومما نحن عليه أنا لا نرى سبي العرب، ولم نفعله، ولم نقاتل غيرهم، ولا نرى قتل النساء والصبيان” [الدرر السنية 9/296]، وكأنه يحكي بذلك القول العام للشيخ وأتباعه.
3. قسم العلماء بالنسبة لمواقفهم من الدعوة إلى ثلاث طوائف، وتقسيمه فيه إجمال وإشكال، فإنه ذكر أن أغلب علماء ذلك الوقت من سائر المذاهب هم من الطائفة الأولى، وهم الذين اتخذوا موقف الرفض للدعوة والحركة، واتهموا أصحابها بأنهم خوارج ضلال مجرمون يجب القضاء عليهم.
وقدم ابن عابدين الحنفي في الذكر، وذكر أنه ذكر النجديين في فصل الخوارج من حاشيته الشهيرة.
وقبل الخوض في كلام ابن عابدين ينبغي التنبه إلى أن المسائل التي صارع الشيخ الإمام من أجلها هي مسائل قطعية مجمع عليها، فإذا كان بعض من ينتسب إلى العلم مخالفاً في جليل المسائل لأهل الإسلام قاطبة فلا ينبغي حمل قوله في الشيخ الإمام وأتباعه على أنه حق أو وجهة نظر مقبولة.
يتبين ذلك بهذا المثال: راجع ترجمة ابن عابدين في حلية البشر لعبد الرزاق البيطار صـ1230 لترى استغاثاته الشركية بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا شرك محض لا يُختلَف فيه، فرجل هو واقع في هذا الأمر المشين من الطبيعي ألا يرى فاعليه واقعين في الشرك، وإذا كان الأمر كذلك فمن أقام عليهم الحجة وكفرهم وقاتلهم مكفر مقاتل للمسلمين في نظره..!
يتبين بهذا أن كلامه ناتج عن ضلاله في هذه المسألة الكبرى.
وذكر أحمد زيني دحلان و وصفه بأنه “إمام الشافعية ومفتيهم في الحجاز” وأنه صنف مصنفات في الرد على الوهابيين، وشنع عليهم تكفير المسلمين وسفك الدماء!، واكتفى بهذا!.
وهذا من قلة إنصافه وسوء عرضه، فإن أحمد زيني دحلان صوفي مخرف، كذاب، أحد المجوزين للشرك، يزعم أن دعاء الموتى نداء لا دعاء!، فانظر إلى “إمام الشافعية”، وهو بعد معطل يرمي إمامنا بالتجسيم على طريقة المبتدعة في ذم أهل السنة [الدرر السنية في الرد على الوهابية لدحلان صـ34]، والقول فيه كالقول في الذي سبقه، بل أشد، فإنه عادى أهل التوحيد وافترى عليهم من الأكاذيب ما لم يفعله غيره. و قد لقيت الدعوة من كذبه وتزويره أمرا عظيماً، وكونه كان في الحجاز فقد أتاح له ذلك إيصال الكذب إلى حيث يريد من بلاد الإسلام، عن طريق الحجاج، فعامله الله بعدله وانتقم لأهل التوحيد منه.

Unknown يقول...

كما ذكر الكاتبُ ابنَ كيران ورده على أهل الدعوة، وابن كيران هذا يعترض على الإمام وأتباعه في تكفير من استغاث بالأولياء [راجع جوابه على رسالة الإمام سعود صـ318-ضمن الردود المغربية]، فلأي شيء يُذكر اعتراضه دون تنبيه على سوء مذهبه وأن اعتراضه كان على ما أجمعت الأمة عليه ولم يخالف فيه أحد؟!.
كما أنه ذكر ابن فيروز وزعم أن النجديين كفروه لموالاته للعثمانيين! هكذا قال، ولم يذكر غير ذلك، والحق أن ابن فيروز صنف في الرد على الإمام مصنفاً يقرر فيه أن ما يفعل عند قبر يوسف وغيره هو الدين الصحيح، والخصومة التي جرت له مع الإمام كانت في التوحيد والشرك وليس في الموالاة، وهذا ظاهر من المراسلات.
فذكر هؤلاء في عداد العلماء دون بيان فساد مذاهبهم في التوحيد تشويه للدعوة، وليس من الإنصاف في شيء.
4. كأن الكاتب يحتج على كون القصيدة التي فيها رجوع الصنعاني = له، بأنه شرحها، والمعروف أن شارحها حفيده يوسف بن إبراهيم في كتابه: “محو الحوبة في شرح أبيات التوبة” ورجوع الصنعاني نفاه العلامة سليمان بن سحمان في تبرئة الشيخين، فهو يرى أن القصيدة مكذوبة على الصنعاني، ولعل أهم الحجج التي احتج بها على عدم رجوعه مخالفة ما في القصيدة لتقريرات الصنعاني في تطهير الاعتقاد وغيره.
وعلى كل حال فإن رجوعه فيما ذكر كان بسبب المعلومات التي شوه بها مربد التميمي دعوة التوحيد، وبُعد البلاد يجعل من الصعب التحقق مما يحدث.
5. ذكر الكاتب العلامة الشوكاني في جملة من وافق الدعوة وخالف الحركة، وفي هذا نظر؛ ذلك أن الشوكاني كان حفيا بالدعوة غير أن أخباراً ترد إليه تشوه الدعوة، ولكنه رحمه الله كان إذا ذكر كلام القوم قال: “الله أعلم بصحة ذلك”.
ومن كلامه رحمه الله: “… وتبلغ أمور غير هذه الله أعلم بصحتها. وبعض الناس يزعم أنه يعتقد اعتقاد الخوارج، وما أظن ذلك صحيحاً فإن صاحب نجد وجميع أتباعه يعملون بما تعلموه من محمد بن عبد الوهاب وكان حنبلياً ثم طلب الحديث بالمدينة المشرفة فعاد إلى نجد وصار يعمل باجتهادات جماعة من متأخري الحنابلة كابن تيمية وابن القيم وأضرابهما، وهما من أشد الناس على معتقدي الأموات، وقد رأيت كتابا من صاحب نجد الذي هو الآن صاحب تلك الجهات [يعني عبد العزيز بن محمد] أجاب به على بعض أهل العلم وقد كاتبه وسأله بيان ما يعتقده فرأيت جوابه مشتملا على اعتقاد حسن موافق للكتاب والسنة فالله أعلم بحقيقة الحال”.
وقال رحمه الله: “وأما أهل مكة فصاروا يكفرونه [يكفرون الإمام محمد بن عبد الوهاب] ويطلقون عليه اسم الكافر وبلغنا أنه وصل إلى مكة بعض علماء نجد لقصد المناظرة فناظر علماء مكة بحضرة الشريف في مسائل تدل على ثبات قدمه وقدم صاحبه في الدين.
وفي سنة 1215 وصل من صاحب نجد المذكور مجلدان لطيفان أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حفظه الله أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة، والمجلد الآخر يتضمن الرد على جماعة من المقصرين من فقهاء صنعاء وصعدة ذاكروه في مسائل متعلقة بأصول الدين وبجماعة من الصحابة فأجاب عليهم جوابات محررة مقررة محققة تدل على أن المجيب من العلماء المحققين العارفين بالكتاب والسنة وقد هدم عليهم جميع ما بنوه وأبطل جميع ما دونوه لأنهم مقصرون متعصبون فصار ما فعلوه خزيا عليهم وعلى أهل صنعاء وصعدة وهكذا من تصدر ولم يعرف مقدار نفسه”.

Unknown يقول...

فلا يصح ضم الشوكاني إلى الطائفة الثانية الذين وصفهم الكاتب بأنهم موافقون للدعوة معارضون للحركة.
6. ذكر الكاتب الشيخ محمد بن أحمد الحفظي في جملة الموافقين للدعوة المخالفين للحركة، وهذا خطأ، فإن الحفظي من أنصار الدعوة، وله قصائد في مدحها ومدح قادتها، ودعا الإمام عبد العزيز بن محمد بـ”فاروق الزمان”، وغاية ما كان منه أنه أنكر على بعض الغلاة من أنصار الدعوة في ناحيته فهل يكون بذلك معارضاً؟! هذا والله العجب!.
اقرأ كلامه في اللجام المكين رسالتِهِ إلى الإمام بشأن هؤلاء، فإنه كتب إلى الإمام عبد العزيز يبين له حال هؤلاء في غلوهم وإلزامهم الناس بمذهبهم مخالفين بذلك طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ترك الناس على مذاهبهم في الفروع، وهو بإخباره للإمام بذلك يرجو منه تأديب هؤلاء.
فأنت ترى أنه لم يعارض الدعوة في شيء، وإنما أخبر الإمامَ بفعل هؤلاء الذين خرجوا عن الطريق، وغلوا في دين الله.
وما زال أئمة الدعوة يردون على الغلاة ويناصحونهم، والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رد على بعض الغلاة ممن ينتسب إلى طريقة الإمام محمد بن عبد الوهاب فهل نضمه إلى المخالفين للحركة؟!
وكذلك الشيخ سليمان بن سحمان فإن له ردوداً على الغلاة مشهورة فهل نجعله من هذا الصنف ممن يوافق الدعوة دون الحركة؟!.
7. أما الشيخ محمود شكري الألوسي رحمه الله فهو من أنصار الدعوة وسياق كلامه الذي أشار إليه الكاتب جاء بعد ذكر معلومات خاطئة فانبنى عليها هذا الكلام، وقد تعقبه تلميذه المقرب الشيخ محمد بهجة الأثري فقال: “الغلو أو التعصب الذي التزمه بعض عامة نجد في بعض الأعمال هو ما لا يسلم منه خواص الناس في كل عصر ومصر أبداً
يقولون في هذي البلاد تعصب ** وأي بلاد ليس فيها تعصب
ولكن علماءهم لا يسكتون لهم على منكر ارتكبوه، وحاشا لله أن يكون علماء نجد الأعلام غلاة متشددين يلتزمون العزائم واجتناب الرخص ولا يفقهون أسرار التشريع!
ولو أتيح للأستاذ رحمه الله إعادة النظر في الكتاب لحذف هذه العبارة التي جرى بها قلمه على خلاف ما يعتقده في النجديين ومعتقداتهم السلفية التي لم يحولوا فيها عن هدى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قيد شعرة كما حققنا ذلك من كتبهم وبلغنا من ثقات الرواة”ا.هـ.
هذا واعلم أن الشيخ محمود رفع الله درجته ذكر أموراً لم تقع، ولعله أخذها عن غير ثبت، فإنه زعم أن الإمام سعود منع الحج، وهذا غير صحيح، بل منع البدع التي يأتي بها الحاج الشامي فامتنع الشاميون أنفسهم عن الحج، وكتابه هذا لم يطبع في حياته، وإنما وجد في آثاره.
وعلى كل حال فالعلامة محمود شكري الألوسي هو القائل عن أئمة الدعوة: “بل هم الفرقة الناجية إن شاء الله، وهم أهل السنة والجماعة، وهم عصابة الحق” [غاية الأماني 1/120].
8. وأما آل الشطي فذكرهم في هذا القسم لا أدري ما وجهه، بل كتابة حسن الشطي تدل على خلاف ما ذكر الكاتب، فهو منحرف عن طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية، بل كلامه في التوسل والاستغاثة سفسطة لا غير، فخذ كلامه لتعرف مدى بعده عن جادة أهل الحق:
“فإن قلت شبهة من منع التوسل رؤيتهم بعض العوام يطلبون من الصالحين أحياء وأمواتا أشياء لا تطلب إلا من الله، ويجدونهم يقولون للولي افعل لي كذا وكذا، فهذه الألفاظ الصادرة منهم توهم التأثير لغير الله.
أجيب بأن الألفاظ الموهمة محمولة على المجاز العقلي، والقرينة عليه صدوره من موحد، ولذا إذا سئل العامي عن صحة معتقده بذلك فيجيبك بأن الله هو الفعال وحده لا شريك له، وإنما الطلب من هؤلاء الأكابر عند الله تعالى المقربين لديه على سبيل التوسط بحصول المقصود” أ.ه [دعاوى المناوئين للشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف صـ325].
بعد هذا اقرأ قول الله تعالى: ((والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)).
9. وكذلك ابن حميد صاحب السحب الوابلة فإنه ليس من هذا القسم بسبيل، فقد خالف الدعوة والحركة، ورد على شيخه عبد الله أبا بطين –الذي لم يترجم ابن حميد لغيره من الوهابيين- مدافعا عن بردة البوصيري التي تفوح بالشرك!.
ويبدو لي أن الكاتب ليس له اطلاع في هذا الشأن بحيث يمكنه النقد.
10. ذكر أن أنصار الحركة هم جماهير علماء نجد، وهذا خطأ إن كان يقصد المعاصرين للشيخ، بل هم أول من ناصب العداء لهذه الدعوة المباركة، وحرضوا على قتالها، وكتبوا إلى علماء الأمصار في تشويه سمعة الإمام المجدد وبث الأكاذيب عنه، وإن كان يقصد تلاميذ الشيخ ومن جاء بعده فصحيح.
11. ذكر السهسواني وفقال: “ومن شدة السهسواني في مذهبه وغلوه فيه أنه حج مرة وتعمد ترك زيارة المدينة المنورة صلى الله على صاحبها وسلم؛ ليقرر مذهبه في تحريم شد الرحال لزيارة القبر الشريف”

Unknown يقول...

قلت: الشيخ محمد بشير السهسواني رحمه الله من العلماء الأجلاء، وقد ناظر أحمد زيني دحلان في التوحيد، ثم لما عاد إلى الهند صنف كتابه “صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان” وطبع في حياته منسوبا إلى عبد الله بن عبد الرحمن السندي، على عادة أنصار الدعوة في التخفي خشية الضرر، وكذلك فعل الألوسي فإنه لم يكتب اسمه على غاية الأماني بل كتب: “أبو المعالي الشافعي السلامي”.
المقصود أن محمد بشير رحمه الله كان من العلم بمكان، حتى قال الشيخ رشيد رضا مبينا منزلته: “كان الشيخ محمد بشير السهسواني رحمه الله تعالى من فحول علماء الهند وكبار رجال الحديث فيهم، ومن النظار الجامعين بين العلوم الشرعية والعقلية مع العمل بالعلم والتقوى والصلاح” [مقدمة رشيد لصيانة الإنسان].
واعلم أن من طرائق أهل العلم ترك الشيء المشروع مخافة شيء غير مشروع ينتج عنه، راجع ما كتبه الطرطوشي في “الحوادث والبدع” صـ44 لترى ترك بعض السلف من الصحابة والتابعين ذبح الأضاحي خشية أن يُظن أنها واجبة!.
فبهذا تعلم أن صنيع السهسواني رفع الله درجته ليس من الغلو في شيء.
أما إن كان الكاتب يظن صحة حديث: «من حج فلم يزرني فقد جفاني» وغيره من الأحاديث الواردة في هذا الشأن فيلزمه النظر في الصارم المنكي للحافظ ابن عبد الهادي ليعلم ضعف كل هذه الأحاديث.
12. قال الكاتب: “وعندهم أيضا أن كل من بلغته دعوتهم ثم أعرض عنها، أو لم يدخل فيها، ولا حاربها، أو خالفها لأنه لم يقتنع بها فهو كافر حلال الدم والمال والعرض”.
وهذا الكلام أشبه بأكاذيب دحلان، وهذه الفرية أثارها خصوم الدعوة في حياة الإمام، فقال في إحدى رسائله: “وكذلك تمويهه على الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر!، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان ومكان” [مجموع مؤلفات الإمام 5/60].
وكلام الكاتب يدل على عدم إنصافه، وعدم تحققه مما يكتب، والعجب من بعض إخواننا كيف يصفه بالمنصف!، عافانا الله من إنصاف كهذا.

Unknown يقول...

13. تكلم الكاتب عن مسألة العذر بالجهل وجعل من أخطاء النجديين تضييقهم للعذر بالجهل أو نفيهم له، وهذه المسألة الأمر فيها دائر بين الأجر والأجرين، وقد اختلف أئمة الدعوة فيها على القولين المعروفين، فجعْلُ ذلك من أخطائهم خطأ.
14. ذكر أن الذين يعذرون بالجهل في أصل الدين مخالفون لمنهج أهل السنة وذلك أن أول من قسم الدين إلى أصول وفروع هم المعتزلة.
والجواب أن هذا التعبير صدر عن أئمة أهل السنة كإسحاق بن راهويه وابن أبي حاتم وابن قتيبة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن جرير الطبري وابن بطة وأبي نصر السجزي، وغيرهم. واستعمله كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع. فتبين أن صنيعهم ليس مما يتعقب. [راجع: "ابن تيمية وتقسيم الدين إلى أصول وفروع" للشيخ: عبد الله الزهراني فقد بسط القول في هذه المسألة وحررها].
15. ذكر الحديث الذي أخرجه ابن ماجه (4049) عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدرى ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك، ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة، لا إله إلا الله، فنحن

Unknown يقول...

نقولها» فقال له صلة: “ما تغني عنهم: لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة؟” فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال : “يا صلة، تنجيهم من النار” ثلاثا.
ثم قال الكاتب: “فأين هذا من ابن عبد الوهاب في جملة ما كتبه من أن من نطق بكلمة التوحيد وهو لا يفهم معناها فهو كافر؟! وقد ذكر ذلك في نواقض الإسلام العشرة”.
أقول هذا من جهل الكاتب، وليس من أخطاء الشيخ الإمام، فإن الإيمان اعتقاد وقول وعمل، وهي مسألة لا خلاف فيها، وقد قررها علماء الإسلام، وأكثر من طرقها إمام الدعوة وأصحابه، ولا أدري كيف يقول هذا الرجل هذا الكلام ثم يُكتب على غلاف رسالته “العلامة”!.
وأنا ناقل لهذا الرجل كلام أحمد بن عيسى فقيه بجاية من المعيار المعرب [2/382] لعل كلام المغاربة يقنعه.
يقول رحمه الله: “الحمد لله. من نشأ بين أظهر المسلمين وهو ينطق بكلمة التوحيد مع شهادة الرسول عليه السلام ويصوم ويصلي إلا أنه لا يعرف المعنى الذي انطوت عليه الكلمة الكريمة كما ذكرتم [يعني السائل]، لا يضرب له في التوحيد بسهم ولا يفوز منه بنصيب ولا ينسب إلى إيمان ولا إسلام، بل هو من جملة الهالكين وزمرة الكافرين…وذهبت غلاة المرجئة، وهي طائفة من المبتدعة، إلى أن النطق المجرد عن المعرفة بما انطوت عليه الكلمة الكريمة مع صلاة أو صيام أو مع عدم ذلك يكفي في الإيمان، ويكون للمتصف به دخول الجنان. عصمنا الله من الآراء المغوية والفتن المحيرة، وأعاذنا من حيرة الجهل وتعاطي الباطل، ورزقنا التمسك بالسنة ولزوم الطريقة المستقيمة إنه كريم منان”.
وذكره محمد بن أحمد ميارة وهو من المالكية، ثم قال: “وهذا الذي أفتوا به في حق هذا الشخص ومن كان على حالته جلي في غاية الجلاء لا يمكن أن يختلف فيه اثنان” [الدر الثمين].
نقل كلامه الإمام الشهيد بإذن الله سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في تيسير العزيز الحميد (1/219) وهو من أقرب المراجع إلى طلاب العلم.
والله المستعان!.
وأما حديث حذيفة فليس فيه أنهم لا يعرفون معناها، الذي فيه: أنهم لم يبق عندهم من الإسلام إلا هذه الكلمة ولم يفعلوا ما يناقضها، وهؤلاء معذورون لعدم بلوغ الشرائع لهم. وراجع كلام الشيخ عبد اللطيف في “منهاج التأسيس” وكلام تلميذه ابن سحمان في “كشف الشبهتين”.
16. سمى الكاتب كتاب الشيخ الإمام بـ”مفيد المستفيد في حكم جاهل التوحيد”، وهذا الكتاب الذي يقصده اختلف في اسمه على أقوال:
1- مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد.
2- إفادة المستفيد في كفر تارك التوحيد.
3- شرح حديث عمرو بن عبسة.
فأنت ترى أن تسمية الكاتب للكتاب ليست مذكورة عند أئمة الدعوة، وإنما تعقبته في هذا لأنه زعم أن الشيخ يكفر الجاهل في هذا الكتاب، وهذا الكتاب ليس موضوعه العذر بالجهل، وإنما موضوعه تكفير المعين.
وها أنت ترى أننا كلما تقدمنا في رسالة هذا الرجل تبين لنا أن اطلاعه على تراث أئمة الدعوة ضعيف لا يمكِّنه من نقدها.
17. ذكر من أخطاء النجديين الغلو في التكفير وتعميمه، وبنى ذلك على كونهم لا يعذرون بالجهل أو يضيقون العذر به، ثم قال: “فهؤلاء مخالفون للسلف أهل السنة والجماعة” وهذا كلام شديد، وقد قدمت أنها مسألة خلافية، ويكفي أن يقول إن اجتهادهم في هذه المسألة كان خاطئاً، هذا مع العلم بأنهم ليسوا على قول واحد في هذه المسألة، وما أحسن كلام الشوكاني في البدر الطالع حين قال في معرض كلامه عن إمام الدعوة وتكفيره من ترك الصلاة:”نعم من ترك صلاة فلم يفعلها منفردا ولا في جماعة فقد دلت أدلة صحيحة على كفره وعورضت بأخرى فلا حرج على من ذهب إلى القول بالكفر”.
وجواباً على هذا أحيل الكاتب على ما كتبه عبد الله بن الإمام [الدرر 1/234]، وما كتبه عبد اللطيف بن عبد الرحمن في هذه المسألة.
ونحو هذه المسألة مسألة الموالاة فإنها مسألة خلافية، وقد اختلف فيها أئمة الدعوة أنفسهم، فما رمى المكفرون بالموالاة إخوانهم بالإرجاء ولا رمى الآخرون الأولين بالغلو ومخالفة السلف.
وهذه طرائق العلماء يعرفون قدر كل مسألة.
18. ومن أشد ما في كتابته افتراؤه وكذبه الظاهر حيث زعم أن الشيخ الإمام في مفيد المستفيد كفر مدينة كاملة لعدم دخولها في طاعته!

Unknown يقول...

نقول كما يقول الشيخ في جوابه على أكاذيب الخصوم: “سبحانك هذا بهتان عظيم”.
فإن الشيخ بين أن أهل هذه البلدة “يصرحون بمسبة الدين ويفعلون ويقولون ما هو من أكبر الردة وأفحشها”.
وإني لأظن أن هذا الرجل كاذب في ادعائه قراءة الكتاب؛ لأجل هذا ولأجل ما سبق من عدم معرفته موضوع الكتاب واسمه، وهذا الكلام الذي أرسله الكاتب مسقط جميع قوله، فإنه من أفحش الكذب والبهتان [راجع الدرر 9/252].
واعلم أن تكفير بلدة من البلدان لا يعني تكفير كل من فيها بأعيانهم، قال حسين وعبد الله ابنا الشيخ الإمام: “وقد يحكم بأن أهل هذه القرية كفار حكمهم حكم الكفار، ولا يحكم بأن كل فرد منهم كافر بعينه لأنه يحتمل أن يكون منهم من هو على الإسلام، معذور في ترك الهجرة أو يظهر دينه ولا يعلمه المسلمون، كما قال تعالى في أهل مكة: «ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم» الآية”[مجموع الرسائل والمسائل 1/44].
19. قال الكاتب: ” وقرأت رسالة في “تكفير الجهمية” لسليمان بن سحمان الخثعمي يرد فيها على عالم من أحفاد ابن عبد الوهاب لا يكفر الأشاعرة، ويغلظ له القول، ويحكم فيها بكفر جميع مؤولي صفات الله تعالى من أشاعرة وزيدية وإباضية، ويقول: إن هؤلاء يعتقدون أنه لا يوجد كفار إلا في لندن!!””
هذه الرسالة التي يعنيها رسالة: “كشف الأوهام والالتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس” وهي كما قال صدر كلامه في تكفير الجهمية، وليس كما زعم بعد ذلك أنه يرد على رجل لا يكفر الأشاعرة، وليس في هذه الرسالة ما قاله هذا الكاتب، بل فيها تقرير كفر الجهمية ونقل إجماع أهل السنة على تكفيرهم، وهذا حق ظاهر.
20. بعد كلامه السابق قال: “فهذه نماذج قليلة تبين مدى الغلو عند النجديين في هذا الباب”.
وقد تبين لك أن ما كتبه تحت هذا الفصل الذي ذكر فيه الغلو كله غلط، لا في مسألة العذر بالجهل ولا في الموالاة ولا في تسمية مكة دار شرك، ولا في تكفير الجهمية.
فضلا عن كذبه في كون الشيخ الإمام يكفر مدينة كاملة لأنها لم تدخل في طاعته.

Unknown يقول...

واعترض على إطلاق اسم الشرك على من وقع فيه ممن ينتسب إلى الإسلام واحتج بأن الله سمى اليهود والنصارى أهل كتاب ولم يسمهم مشركين، وهذا الكلام يغني ذكره عن رده.
22. اعترض على تكفير السلاطين العثمانيين بحديث “لتفتحن القسطنطينية فنعم الجيش جيشها، ونعم الفاتح ذلك الأمير”.
والجواب على هذا من وجهين:
- الأول: أن أئمة الدعوة لم يكفروا السلطان محمد الثاني الملقب بـالفاتح.
- والثاني: أن الحديث لا يصح [السلسلة الضعيفة (878)].
23. ذكر من أخطاء النجديين التجاري في سفك الدماء.
وذكر تحت هذا أنهم يسبون النساء والذرية، وزعم أنه قرأ في مذكرات جده أنهم كانوا يسبون النساء ويبيعونهن في دبي، وتقدم أن هذا لا يصح.
24. ذكر ما جرى من ابن بجاد في الطائف وتبرؤ الملك عبد العزيز من ذلك.
وهذا لا ينسب للدعوة، فإن الأخطاء وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنكر على خالد قتل جماعة ما كان ينبغي له أن يقتلهم.
ولو صح أن ينسب إلى الدعوة خطأ أفرادها لصح أن ينسب خطأ خالد وأسامة إلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم، وهذا لا يقوله أحد.
25. ثم عاد إلى ذكر رسالة الحفظي وهي دليل على أن الدعوة حرب على الغلو، فالعلماء ينكرون على الغلاة، والحكام يتبرؤون من صنيعهم ويؤدبونهم.
26. ذكر أن عوام النجديين عندهم غلو كبير، والحق أن طائفة قليلة من العامة جرى منهم شيء من ذلك وكان علماء الدعوة له بالمرصاد، وقد ذكر الكاتب أن ابن سحمان رد عليهم، وهذا يؤكد ما تقدم من أن الدعوة بريئة من الغلو.
27. زعم أن بعض الملوك السعوديين دخلوا في طاعة العثمانيين وذكر أن الإمام عبد الله الفيصل فعل ذلك.
أما دخوله في الطاعة فلا أعلمه وقع منه، أما استعانته بالترك فنعم، ولكن العلامة عبد اللطيف أنكر عليه ذلك [الدرر 9/18]، وكتب باسمه رسالة إلى الترك ينقض طلبه عونهم، ورسائل عبد اللطيف في تلك المرحلة الحرجة شاهدة على علمه وتقواه وحكمته رحمه الله.
هذا ما أحببت تعليقه، وتركت أشياء لضيق الوقت، ولكون كثير من الشبه ردها عدد من مشايخنا وأصحاب الأقلام من أنصار الإمام.
وإنني أود من طلاب العلم أن يتحققوا مما يُكتب، فإنكم ترون بأعينكم الكذب والتلبيس، والتشويه المقصود، فلا ينبغي بعد رؤية ذلك قبول ما يأتي به الخصوم دون تحقق، كما أن ثناء الناقد على الدعوة لا يعني أنه منصف، بل ينبغي التنبه لكلامه.
وكتب أئمة الدعوة خاصة السفر العظيم “الدرر السنية” مليئة بكشف الشبه والأكاذيب التي أوردت على الدعوة، فيحسن بطالب العلم مراجعتها عند سماع أي شيء مما يكتبه هؤلاء.
وقد كتب الشيخ الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف كتاباً جامعاً أسماه “دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – عرض ونقض” جمع فيه مقالاتهم وناقشها نقاشا علمياً متيناً، فعلى طالب العلم مراجعته ففيه من الفوائد في التوحيد والتاريخ وغير ذلك الكثير.
واعلم أن كثيرا من شداة العلم في العصور المتأخرة قد خالفوا الحق في مسائل الإيمان والكفر، فاعتراضهم على التكفير الواقع من أئمة الدعوة ناتج عن هذا، فأنت تعلم أن الإرجاء عم في العالم آنذاك بحكم انتشار المذهب الحنفي الذي تتبناه الدولة التركية، إضافة إلى أن مذهب الأشاعرة والماتريدية –ومعلوم ضلالهم في مسائل الإيمان- كان هو المذهب السائد في البلاد الإسلامية آنذاك، فما يصدر عن علمائهم من نقد للدعوة في هذه المسائل ناتج عن ضلالهم في هذا الباب، أما دعاة الشرك كدحلان فلا ينبغي ذكر أقوالهم وكأنهم من العلماء المعتبرين.
هذا ما يسر الله كتابته وصلى الله على أعظم دعاة التوحيد محمد بن عبد الله الهاشمي وعلى آله وصحابته ومن تبعهم من الأئمة المجددين وسلم تسليما كثيرا.

Unknown يقول...

لإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته
أضيف في يوم الأربعاء 09 ذو القعدة 1435 في قسم: تاريخ الدعوة
عبدالعزيز بن باز

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
أما بعد: أيها الإخوان الفضلاء، أيها الأبناء الأعزاء، هذه المحاضرة الموجزة أتقدم بها بين أيديكم تنويرا للأفكار، وإيضاحا للحقائق، ونصحا لله ولعباده، وأداء لبعض ما يجب علي من الحق نحو المحاضر عنه، وهذه المحاضرة عنوانها: الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، دعوته وسيرته.
لما كان الحديث عن المصلحين والدعاة والمجددين، والتذكير بأحوالهم وخصالهم الحميدة، وأعمالهم المجيدة، وشرح سيرتهم التي دلت على إخلاصهم، وعلى صدقهم في دعوتهم وإصلاحهم، لما كان الحديث عن هؤلاء المصلحين المشار إليهم، وعن أخلاقهم وأعمالهم وسيرتهم، مما تشتاق إليه النفوس، وترتاح له القلوب، ويود سماعه كل غيور على الدين، وكل راغب في الإصلاح، والدعوة إلى سبيل الحق، رأيت أن أتحدث إليكم عن رجل عظيم ومصلح كبير، وداعية غيور، ألا وهو الشيخ المجدد للإسلام في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية هو الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي.
لقد عرف الناس هذا الإمام ولاسيما علماؤهم ورؤساؤهم، وكبراؤهم وأعيانهم في الجزيرة العربية وفي خارجها، ولقد كتب الناس عنه كتابات كثيرة ما بين موجز وما بين مطول، ولقد أفرده كثير من الناس بكتابات، حتى المستشرقون كتبوا عنه كتابات كثيرة، وكتب عنه آخرون في أثناء كتاباتهم عن المصلحين، وفي أثناء كتاباتهم في التاريخ، وصفه المنصفون منهم بأنه مصلح عظيم، وبأنه مجدد للإسلام، وبأنه على هدى ونور من ربه، وإن تعدادهم يشق كثيراً.
ومن جملتهم المؤلف الكبير أبو بكر الشيخ حسين بن غنام الإحسائي. فقد كتب عن هذا الشيخ فأجاد وأفاد، وذكر سيرته وذكر غزواته، وأطنب في ذلك وكتب كثيرا من رسائله، واستنباطاته من كتاب الله عز وجل، ومنهم أيضا الشيخ عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد، فقد كتب عن هذا الشيخ أيضا، وعن دعوته، وعن سيرته، وعن تأريخ حياته، وعن غزواته وجهاده، ومنهم خارج الجزيرة الدكتور أحمد أمين في كتابه زعماء الإصلاح، فقد كتب عنه وأنصف، ومنهم الشيخ الكبير مسعود الندوي، فقد كتب عنه وسماه: المصلح المظلوم، وكتب عن سيرته وأجاد في ذلك، وكتب عنه أيضا آخرون، منهم الشيخ الكبير الأمير محمد

Unknown يقول...

بن إسماعيل الصنعاني، فقد كان في زمانه وقد كان على دعوته. فلما بلغه دعوة الشيخ سر بها وحمد الله عليها.
وكذلك كتب عنه العلامة الكبير الشيخ محمد بن علي الشوكاني، صاحب نيل الأوطار ورثاه بمرثية عظيمة، وكتب عنه جمع غير هؤلاء يعرفهم القراء والعلماء وبمناسبة كون كثير من الناس قد يخفى عليه حال هذا الرجل وسيرته ودعوته رأيت أن أساهم في بيان حال هذا الرجل، وما كان عليه من سيرة حسنة، ودعوة صالحة، وجهاد صادق، وأن أشرح قليلا مما أعرفه عن هذا الإمام حتى يتبصر في أمره من كان عنده شيء من لبس، أو شيء من شك في حال هذا الرجل، ودعوته، وما كان عليه، ولد هذا الإمام في عام (1115) هجرية، هذا هو المشهور في مولده رحمة الله عليه، وقيل في عام (1111) هجرية، والمعروف الأول: أنه ولد في عام 1115 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية.

Unknown يقول...

وتعلم على أبيه في بلدة العيينة، وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمة الله عليه وهي قرية معلومة في اليمامة في نجد، شمال غرب مدينة الرياض، بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو متر، ولد فيها رحمة الله عليه، ونشأ نشأة صالحة، وقرأ القرآن مبكرا واجتهد في الدراسة والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان وكان فقيها كبيرا، وكان عالما قديرا، وكان قاضيا في بلدة العيينة. ثم بعد بلوغ الحلم حج وقصد بيت الله الحرام، وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف. ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فاجتمع بعلمائها، وأقام فيها مدة، وأخذ عن عالمين كبيرين مشهورين في المدينة ذلك الوقت. وهما الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي، أصله من المجمعة، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة. هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة، ولعله أخذ عن غيرهما ممن لا نعرف.
ورحل الشيخ لطلب العلم إلى العراق، فقصد البصرة واجتمع بعلمائها، وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله، ودعا الناس إلى السنة، وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله، وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وناقش وذاكر في ذلك، وناظر من هنالك من العلماء واشتهر من مشايخه هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعي، وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة، وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى، فخرج من أجل ذلك، وكان من نيته أن يقصد الشام، فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة الكافية، فخرج من البصرة إلى الزبير، وتوجه من الزبير إلى الأحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين، ثم توجه إلى بلدة حريملاء وذلك (والله أعلم) في العقد الخامس من القرن الثاني عشر، لأن أباه كان قاضيا في العيينة، وصار بينه وبين أميرها نزاع، فانتقل عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية، فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد انتقاله إليها سنة 1139 هجرية، فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 هجرية أو ما بعدها، واستقر هناك، ولم يزل مشتغلاً بالعلم والتعليم، والدعوة في حريملاء حتى مات والده عام 1153 هجرية، فحصل من بعض أهل حريملاء شر عليه، وهمَّ بعض السفلة بها أن يفتك به، وقيل إن بعضهم تسور عليه الجدار، فعلم بهم بعض الناس فهربوا، وبعد ذلك ارتحل الشيخ إلى العيينة رحمة الله عليه.
وأسباب غضب هؤلاء السفلة عليه أنه كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، وكان يحث الأمراء على تعزير المجرمين، الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والإيذاء، هؤلاء السفلة الذين يقال لهم العبيد هناك، ولما عرفوا من الشيخ أنه ضدهم، وأنه لا يرضى بأفعالهم، وأنه يحرض الأمراء على عقوباتهم، والحد من شرهم، غضبوا عليه وهموا أن يفتكوا به، فصانه الله وحماه، ثم انتقل إلى بلدة العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن ناصر بن معمر، فنزل عليه ورحب به الأمير، وقال: قم بالدعوة إلى الله، ونحن معك وناصروك، وأظهر له الخير، والمحبة والموافقة على ما هو عليه.
فاشتغل الشيخ بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله عز وجل، وتوجيه الناس إلى الخير، والمحبة في الله رجالهم ونسائهم، واشتهر أمره في العيينة، وعظم صيته، وجاء إليه الناس من القرى المجاورة، وفي يوم من الأيام قال الشيخ للأمير عثمان: دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه فإنها أسست على غير هدى، وإن الله جل وعلا لا يرضى بهذا العمل، والرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد، وحصل بها الشرك فيجب

Unknown يقول...

هدمها، فقال الأمير: لا مانع من ذلك، فقال الشيخ: إني أخشى أن يثور أهل الجبيلة، والجبيلة قرية هنالك قريبة من القبر، فخرج عثمان ومعه جيش يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة. ومعهم الشيخ رحمة الله عليه، فلما قربوا من القبة خرج أهل الجبيلة لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها. فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك. فباشر الشيخ هدمها وإزالتها، فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه. ولنذكر نبذة عن حال نجد قبل قيام الشيخ رحمة الله عليه، وعن أسباب قيامه، ودعوته.
كان أهل نجد قبل دعوة الشيخ على حالة لا يرضاها مؤمن، كان الشرك الأكبر قد نشأ وانتشر، حتى عبدت القباب وعبدت الأشجار، والأحجار، وعبدت الغيران، وعبد من يدعي بالولاية. وهو من المعتوهين، وعبد من دون الله أناس يدعون بالولاية، وهم مجانين مجاذيب لا عقول عندهم، واشتهر في نجد السحرة والكهنة، وسؤالهم وتصديقهم وليس هناك منكر إلا من شاء الله، وغلب على الناس الإقبال على الدنيا وشهواتها، وقل القائم لله والناصر لدين الله، وهكذا في الحرمين الشريفين، وفي اليمن اشتهر في ذلك الشرك، وبناء القباب على القبور، ودعاء الأولياء والاستغاثة بهم، وفي اليمن من ذلك الشيء الكثير، وفي بلدان نجد من ذلك ما لا يحصى، ما بين قبر وما بين غار، وبين شجرة وبين مجذوب ومجنون يدعى من دون الله ويستغاث به مع الله، وكذلك مما عرف في نجد واشتهر دعاء الجن والاستغاثة بهم، وذبح الذبائح لهم، وجعلها في الزوايا من البيوت رجاء نجدتهم، وخوف شرهم، فلما رأى الشيخ الإمام هذا الشرك وظهوره في الناس، وعدم وجود منكر لذلك، وقائم بالدعوة إلى الله في ذلك، شمر عن ساعد الجد، وصبر على الدعوة، وعرف أنه لا بد من جهاد، وصبر وتحمل للأذى، فجد في التعليم والتوجيه والإرشاد وهو في العيينة، وفي مكاتبة العلماء في ذلك، والمذاكرة معهم رجاء أن يقوموا معه في نصر دين الله، والمجاهدة في هذا الشرك وهذه الخرافات، فأجاب دعوته كثيرون من علماء نجد وعلماء الحرمين، وعلماء اليمن، وغيرهم وكتبوا إليه بالموافقة، وخالف آخرون وعابوا ما دعا إليه وذموه، ونفروا عنه وهم بين أمرين، ما بين جاهل خرافي لا يعرف دين الله ولا يعرف توحيد الله، وإنما يعرف ما هو عليه آباؤه وأجداده من الجهل والضلال والشرك، والبدع، والخرافات، كما قال الله عز وجل عن أمثال أولئك: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}[1]، وطائفة أخرى ممن ينسبون إلى العلم ردوا عليه عنادا وحسدا، لئلا يقول العامة: ما بالكم لم تنكروا علينا هذا الشيء؟ لماذا جاء ابن عبد الوهاب وصار على الحق، وأنتم علماء ولم تنكروا هذا الباطل؟!. فحسدوه وخجلوا من العامة، وأظهروا العناد للحق، إيثارا للعاجل على الآجل، واقتداء باليهود في إيثارهم الدنيا على الآخرة، نسأل الله العافية والسلامة.
أما الشيخ فقد صبر وجد في الدعوة، وشجعه من شجعه من العلماء والأعيان في داخل الجزيرة، وفي خارجها، فعزم على ذلك واستعان بربه عز وجل، وعكف قبل ذلك على كتاب الله، وكانت له اليد الطولى في تفسير كتاب الله، والاستنباط منه، وعكف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه، وجد في ذلك وتبصر فيه، حتى أدرك من ذلك ما أعانه وثبته على الحق، فشمر عن ساعد الجد، وصمم على الدعوة وعلى أن ينشرها بين الناس، ويكاتب الأمراء والعلماء في ذلك، وليكن في ذلك ما يكون.

Unknown يقول...

فحقق الله له الآمال الطيبة، ونشر به الدعوة، وأيد به الحق، وهيأ الله له أنصارا ومساعدين وأعوانا، حتى ظهر دين الله، وعلت كلمة الله فاستمر الشيخ في الدعوة في العيينة بالتعليم والإرشاد، ثم شمر عن ساعد الجد إلى العمل وإزالة آثار الشرك بالفعل، لما رأى الدعوة لم تؤثر، باشر الدعوة عمليا ليزيل بيده ما تيسر، وما أمكن من آثار الشرك، قال الشيخ للأمير عثمان بن معمر: لا بد من هدم هذه القبة التي على قبر زيد. وزيد بن الخطاب رضي الله عنه هو أخو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عن الجميع. وكان من جملة الشهداء في قتال مسيلمة الكذاب في عام 12 من الهجرة النبوية، فكان ممن قتل هناك، وبني على قبره قبة فيما يذكرون، وقد يكون قبر غيره، لكنه فيما يذكرون أنه قبره، فوافقه عثمان كما تقدم، وهدمت القبة بحمد الله، وزال أثرها إلى اليوم ولله الحمد والمنة، أماتها جل وعلا لما هدمت عن نية صالحة، وقصد مستقيم ونصر للحق، وهناك قبور أخرى منها قبر يقال إنه قبر ضرار بن الأزور، كانت عليه قبة هدمت أيضا، وهناك مشاهد أخرى أزالها الله عز وجل، وكانت هناك غيران وأشجار تعبد من دون الله جل وعلا، فأزيلت وقضي عليها وحذر الناس عنها.

Unknown يقول...

والمقصود أن الشيخ استمر رحمة الله عليه على الدعوة، قولاً وعملاً كما تقدم، ثم إن الشيخ أتته امرأة، واعترفت عنده بالزنا عدة مرات، وسأل عن عقلها فقيل إنها عاقلة ولا بأس بها، فلما صممت على الاعتراف، ولم ترجع عن اعترافها، ولم تدع إكراها ولا شبهة وكانت محصنة، أمر الشيخ رحمة الله عليه بأن ترجم فرجمت بأمره، حالة كونه قاضيا بالعيينة، فاشتهر أمره بعد ذلك بهدم القبة، وبرجم المرأة، وبالدعوة العظيمة إلى الله، وهجرة المهاجرين إلى العيينة.
وبلغ أمير الأحساء وتوابعها من بني خالد سليمان ابن عريعر الخالدي أمر الشيخ، وأنه يدعو إلى الله، وأنه يهدم القباب، وأنه يقيم الحدود، فعظم على هذا البدوي أمر الشيخ، لأن من عادة البادية -إلا من هدى الله- الإقدام على الظلم، وسفك الدماء، ونهب الأموال، وانتهاك الحرمات، فخاف أن هذا الشيخ يعظم أمره، ويزيل سلطان الأمير البدوي، فكتب إلى عثمان يتوعده، ويأمره أن يقتل هذا المطوع الذي عنده في العيينة، وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا، وكذا!! فإما أن تقتله، وإما أن نقطع عنك خراجك الذي عندنا.!! وكان عنده للأمير عثمان خراج من الذهب، فعظم على عثمان أمر هذا الأمير، وخاف إن عصاه أن يقطع عنه خراجه أو يحاربه، فقال للشيخ: إن هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا، وإنه لا يحسن منا أن نقتلك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت، فقال الشيخ: إن الذي أدعو إليه هو دين الله، وتحقيق كلمة لا إله إلا الله وتحقيق شهادة أن محمداً رسول الله، فمن تمسك بهذا الدين، ونصره وصدق في ذلك نصره الله وأيده وولاه على بلاد أعدائه، فإن صبرت واستقمت، وقبلت هذا الخير فأبشر، فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته. فقال: أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته، ولا صبر لنا على مخالفته. فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية، جاء إليها ماشياً فيما ذكروا، حتى وصل إليها في آخر النهار، وقد خرج من العيينة في أول النهار مشيا على الأقدام، لم يرحله عثمان، فدخل على شخص من خيارها في أعلى البلد يقال له محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه ويقال إن هذا الرجل خاف من نزوله عليه، وضاقت به الأرض بما رحبت، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود فطمأنه الشيخ وقال له: أبشر بخير وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله، وسوف يظهره الله. فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد، ويقال إن الذي أخبره زوجته، جاء إليها بعض الصالحين، وقال لها: أخبري محمدا بهذا الرجل، وشجعيه على قبول دعوته، وحرضيه على مؤازرته ومساعدته، وكانت امرأة صالحة طيبة، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها، قالت له: أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجل داعية يدعو إلى دين الله، يدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته، ولا تقف في ذلك أبدا، فقبل الأمير مشورتها، ثم تردد هل يذهب إليه أم يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصده في منزله وأن تقصده أنت، وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير رحمة الله عليه، وأكرم مثواه، فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم وقصده وسلم عليه وتحدث معه، وقال له يا شيخ محمد: أبشر بالنصرة وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة فقال له الشيخ: وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة، هذا دين الله من نصره نصره الله، ومن أيده أيده الله، وسوف تجد آثار ذلك سريعا، فقال: يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله، وعلى الجهاد في سبيل الله، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على أعداء الإسلام أن تبتغي غير أرضنا، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى، فقال: لا؛ أبايعك على هذا، أبايعك على أن الدم بالدم، والهدم بالهدم، لا أخرج عن بلادك أبداً، فبايعه على النصرة، وعلى البقاء في البلد، وأنه يبقى عند الأمير يساعده، ويجاهد معه في سبيل الله، حتى يظهر دين الله، وتمت البيعة على ذلك. وتوافد الناس إلى الدرعية من كل مكان، من العيينة، وعرقة، ومنفوحة والرياض وغير ذلك من البلدان المجاورة، ولم تزل الدرعية موضع هجرة يهاجر إليها الناس من كل مكان، وتسامع الناس بأخبار الشيخ، ودروسه في الدرعية ودعوته إلى الله وإرشاده إليه، فأتوا زرافات ووحدانا، فأقام الشيخ بالدرعية معظما مؤيدا محبوبا منصورا، ورتب الدروس في الدرعية في العقائد، وفي القرآن الكريم، وفي التفسير، وفي الفقه، والحديث، ومصطلحه، والعلوم العربية، والتاريخية، وغير ذلك من العلوم النافعة.

Unknown يقول...

وصار أعداؤه وخصومه قسمين: قسم عادوه باسم العلم والدين، وقسم: عادوه باسم السياسة لكن تستروا بالعلم، وتستروا باسم الدين، واستغلوا عداوة من عاداه من العلماء، الذين أظهروا عداوته وقالوا إنه على غير الحق، وإنه كيت وكيت، والشيخ رحمة الله عليه مستمر في الدعوة يزيل الشبه، ويوضح الدليل، ويرشد الناس إلى الحقائق على ما هي عليه من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وطورا يقولون: إنه من الخوارج، وتارة يقولون: يخرق الإجماع ويدعي الاجتهاد المطلق، ولا يبالي بمن قبله من العلماء والفقهاء وتارة يرمونه بأشياء أخرى، وما ذاك إلا من قلة العلم من طائفة منهم، وطائفة أخرى قلدت غيرها، واعتمدت على غيرها، وطائفة أخرى خافت على مراكزها فعادته سياسة، وتسترت باسم الإسلام والدين، واعتمدت على أقوال المخرفين والمضللين.
والخصوم في الحقيقة ثلاثة أقسام: علماء مخرفون يرون الحق باطلا والباطل حقا، ويعتقدون أن البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، ودعاءها من دون الله والاستغاثة بها وما أشبه ذلك دينٌ وهدى، ويعتقدون أن من أنكر ذلك فقد أبغض الصالحين، وأبغض الأولياء، وهو عدو يجب جهاده.
وقسم آخر: من المنسوبين للعلم جهلوا حقيقة هذا الرجل، ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه، بل قلدوا غيرهم، وصدقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين، وظنوا أنهم على هدى فيما نسبوه إليه من بغض الأولياء والأنبياء، ومن معاداتهم وإنكار كراماتهم. فذموا الشيخ، وعابوا دعوته ونفروا عنه.
وقسم آخر: خافوا على المناصب والمراتب، فعادوه لئلا تمتد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم، فتزيلهم عن مراكزهم، وتستولي على بلادهم، واستمرت الحرب الكلامية والمجادلات والمساجلات بين الشيخ وخصومه، يكاتبهم ويكاتبونه، ويجادلهم ويرد عليهم ويردون عليه، وهكذا جرى بين أبنائه وأحفاده وأنصاره، وبين خصوم الدعوة، حتى اجتمع من ذلك رسائل كثيرة، وردود جمة، وقد جمعت هذه الرسائل والفتاوى والردود فبلغت مجلدات، وقد طبع أكثرها والحمد لله، واستمر الشيخ في الدعوة والجهاد، وساعده الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية، وجد الأسرة السعودية على ذلك؛ ورفعت راية الجهاد، وبدأ الجهاد من عام 1158هـ، بدأ الجهاد بالسيف وبالكلام، وبالحجة والبرهان، ثم استمرت الدعوة مع الجهاد بالسيف، ومعلوم أن الداعي إلى الله عز وجل إذا لم يكن لديه قوة تنصر الحق، وتنفذه فسرعان ما تخبو دعوته وتنطفئ شهرته، ثم يقل أنصاره، ومعلوم ما للسلاح من الأثر العظيم في نشر الدعوة، وقمع المعارضين، ونصر الحق وقمع الباطل، ولقد صدق الله العظيم في قوله عز وجل، وهو الصادق سبحانه في كل ما يقول: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[3] فبين سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل بالبينات، وهي الحجج والبراهين الساطعة، التي يوضح الله بها الحق، ويدفع بها الباطل، وأنزل مع الرسل الكتاب الذي فيه البيان، والهدى والإيضاح، وأنزل معهم الميزان، وهو العدل الذي ينصف به المظلوم من الظالم، ويقام به الحق وينشر به الهدى، ويعامل الناس على ضوئه بالحق والقسط، وأنزل الحديد فيه بأس شديد، فيه قوة، وردع وزجر لمن خالف الحق، فالحديد لمن لم تنفع فيه الحجة، وتؤثر فيه البينة، فهو القامع.
ولقد أحسن من قال في مثل هذا:
وما هو إلا الوحي أو حد مرهف *** تزيل ظباه أخدعي كل مائل
فهذا دواء الداء من كل جاهل *** وهذا دواء الداء من كل عادل
فالعاقل ذو الفطرة السليمة، ينتفع بالبينة، ويقبل الحق بدليله، أما الظالم التابع لهواه فلا يردعه إلا السيف، فجد الشيخ رحمه الله في الدعوة والجهاد، وساعده أنصاره من آل سعود طيب الله ثراهم على ذلك، واستمروا في الجهاد والدعوة من عام 1158 هـ إلى أن توفي الشيخ في عام 1206 هـ فاستمر الجهاد والدعوة قريباً من خمسين عاماً، جهاد، ودعوة ونضال، وجدال في الحق، وإيضاح لما قال الله ورسوله، ودعوة إلى دين الله، وإرشاد إلى ما شرعه رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى التزم الناس بالطاعة، ودخلوا في دين الله، وهدموا ما عندهم من القباب، وأزالوا ما لديهم من المساجد المبنية على القبور، وحكموا الشريعة، ودانوا بها وتركوا ما كانوا عليه من تحكيم سوالف الآباء والأجداد،

Unknown يقول...

وقوانينهم ورجعوا إلى الحق وعمرت المساجد بالصلوات، وحلقات العلم وأديت الزكوات، وصام الناس رمضان كما شرع الله عز وجل، وأُمِر بالمعروف، ونُهي عن المنكر، وساد الأمن في الأمصار والقرى والطرق والبوادي، ووقف البادية عند حدهم، ودخلوا في دين الله وقبلوا الحق، ونشر الشيخ فيهم الدعوة، وأرسل الشيخ إليهم المرشدين، والدعاة في الصحراء والبوادي، كما أرسل المعلمين، والمرشدين، والقضاة إلى البلدان والقرى، وعم هذا الخير العظيم والهدى المستبين نجدا كلها، وانتشر فيها الحق، وظهر فيها دين الله عز وجل.
ثم بعد وفاة الشيخ رحمة الله عليه، استمر أبناؤه وأحفاده، وتلاميذه، وأنصاره، في الدعوة والجهاد، وعلى رأس أبنائه الشيخ الإمام عبد الله بن محمد، والشيخ حسين بن محمد، والشيخ علي بن محمد، والشيخ إبراهيم بن محمد، ومن أحفاده الشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ علي بن حسين والشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد، وجماعة آخرون، ومن تلاميذه أيضا الشيخ حمد بن ناصر بن معمر، وجمع غفير من علماء الدرعية، وغيرهم استمروا في الدعوة والجهاد ونشروا دين الله تعالى، وكتابة الرسائل وتأليف المؤلفات، وجهاد أعداء الدين، وليس بين هؤلاء الدعاة وخصومهم شيء، إلا أن هؤلاء دعوا إلى توحيد الله وإخلاص العبادة لله عز وجل، والاستقامة على ذلك، وهدم المساجد، والقباب التي على القبور، ودعوا إلى تحكيم الشريعة والاستقامة عليها، ودعوا إلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود الشرعية، هذه أسباب النزاع بينهم وبين الناس. والخلاصة: أنهم أرشدوا إلى توحيد الله، وأمروهم بذلك، وحذروا الناس من الشرك بالله، ومن وسائله وذرائعه، وألزموا الناس بالشريعة الإسلامية، ومن أبى واستمر على الشرك بعد الدعوة والبيان، والإيضاح والحجة، جاهدوه في الله عز وجل، وقصدوه في بلاده حتى يخضع للحق، وينيب إليه، أو يلزموه به بالقوة والسيف حتى يخضع هو وأهل بلده إلى ذلك، وكذلك حذروا الناس من البدع والخرافات، التي ما أنزل الله بها من سلطان، كالبناء على القبور، واتخاذ القباب عليها والتحاكم إلى الطواغيت، وسؤال السحرة والكهنة، وتصديقهم وغير ذلك، فأزال الله ذلك على يدي الشيخ وأنصاره رحمة الله عليهم جميعاً.

Unknown يقول...

وعمرت المساجد بتدريس الكتاب العظيم والسنة المطهرة، والتأريخ الإسلامي، والعلوم العربية النافعة، وصار الناس في مذاكرة، وعلم، وهدى، ودعوة، وإرشاد، وآخرون منهم فيما يتعلق بدنياهم من الزراعة والصناعة وغير ذلك، علم، وعمل، ودعوة، وإرشاد، ودنيا ودين، فهو يتعلم ويذاكر، ومع ذلك يعمل في حقله الزراعي، أو في صناعته أو تجارته وغير ذلك، فتارة لدينه، وتارة لدنياه، دعاة إلى الله وموجهون إلى سبيله، ومع ذلك يشتغلون بأنواع الصناعة الرائجة في بلادهم، ويحصلون من ذلك على ما يغنيهم عن خارج بلادهم. وبعد فراغ الدعاة وآل سعود من نجد امتدت دعوتهم إلى الحرمين، وجنوب الجزيرة، وكاتبوا علماء الحرمين سابقا ولاحقا، فلما لم تجد الدعوة واستمر أهل الحرمين على ما هم عليه من تعظيم القباب، واتخاذها على القبور، ووجود الشرك عندها، والسؤال لأربابها، سار الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بعد وفاة الشيخ بإحدى عشرة سنة متوجها إلى جهة الحجاز، ونازل أهل الطائف ثم قصد أهل مكة، وكان أهل الطائف قد توجه إليهم قبل سعود الأمير عثمان بن عبد الرحمن المضايفي، ونازلهم بقوة أرسلها إليه الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد أمير الدرعية بقوة عظيمة من أهل نجد وغيرهم، وساعدوه حتى استولى على الطائف، وأخرج منها أمراء الشريف، وأظهر فيه الدعوة إلى الله وأرشد إلى الحق، ونهى فيها عن الشرك وعبادة ابن عباس وغيره مما كان يعبده هناك الجهال، والسفهاء من أهل الطائف. ثم توجه الأمير سعود عن أمر أبيه عبد العزيز إلى جهة الحجاز، وجمعت الجيوش حول مكة.
فلما عرف شريفها أنه لا بد من التسليم أو الفرار فر إلى جدة، ودخل سعود ومن معه من المسلمين البلاد من غير قتال، واستولوا على مكة في فجر يوم السبت ثامن محرم من عام 1218 هـ وأظهروا الدعوة إلى دين الله وهدموا ما فيها من القباب التي بنيت على قبر خديجة وغيره، فأزالوا القباب كلها، وأظهروا فيها الدعوة إلى توحيد الله عز وجل، وعينوا فيها العلماء المدرسين، والموجهين، والمرشدين، والقضاة الحاكمين بالشريعة، ثم بعد مدة وجيزة فتحت المدينة، واستولى آل سعود على المدينة في عام 1220 هـ بعد مكة بنحو سنتين، واستمر الحرمان في ولاية آل سعود، وعينوا فيها الموجهين والمرشدين، وأظهروا في البلاد العدل وتحكيم الشريعة، والإحسان إلى أهلها ولا سيما فقراؤهم ومحاويجهم فأحسنوا إليهم بالأموال، وواسوهم وعلموهم كتاب الله، وأرشدوهم إلى الخير، وعظموا العلماء وشجعوهم على التعليم والإرشاد، ولم يزل الحرمان الشريفان تحت ولاية آل سعود إلى عام 1226 هـ، ثم بدأت الجيوش المصرية والتركية تتوجه إلى الحجاز، لجهاد آل سعود وإخراجهم من الحرمين، لأسباب كثيرة تقدم بعضها، وهذه الأسباب كما تقدم هي أن أعداءهم، وحسادهم، والمخرفين الذين ليس لهم بصيرة، وبعض السياسيين الذين أرادوا إخماد هذه الدعوة وخافوا منها أن تزيل مراكزهم، وأن تقضي على أطماعهم، كذبوا على الشيخ وأتباعه وأنصاره، وقالوا: إنهم يبغضون الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنهم يبغضون الأولياء، وينكرون كراماتهم وقالوا إنهم أيضا يقولون كيت وكيت، مما يزعمون أنهم يتنقصون به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وصدق هذا بعض الجهال، وبعض المغرضين، وجعلوه سلما للنيل منهم والجهاد لهم، وتشجيع الأتراك والمصريين على حربهم، فجرى ما جرى من الفتن والقتال، وصار القتال بين الجنود المصرية والتركية ومن معهم، وبين آل سعود في نجد، والحجاز، سجالا مدة طويلة من عام 1226 هـ إلى عام 1233 هـ سبع سنين كلها قتال ونضال بين قوى الحق وقوى الباطل.
والخلاصة أن هذا هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، إنما قام لإظهار دين الله، وإرشاد الناس إلى توحيد الله، وإنكار ما أدخل الناس فيه من البدع والخرافات، وقام أيضا لإلزام الناس بالحق، وزجرهم عن الباطل، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر

Unknown يقول...

هذه خلاصة دعوته رحمة الله تعالى عليه، وهو في العقيدة على طريقة السلف الصالح يؤمن بالله وبأسمائه وصفاته، ويؤمن بملائكته، ورسله، وكتبه، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره على طريقة أئمة الإسلام في توحيد الله، وإخلاص العبادة له جل وعلا، وفي الإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله سبحانه، لا يعطل صفات الله، ولا يشبه الله بخلقه، وفي الإيمان بالبعث والنشور، والجزاء والحساب، والجنة والنار، وغير ذلك ويقول في الإيمان ما قاله السلف إنه قول وعمل يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، كل هذا من عقيدته رحمة الله عليه، فهو على طريقتهم وعلى عقيدتهم، قولا وعملا، لم يخرج عن طريقتهم تلك البتة، وليس له في ذلك مذهب خاص، ولا طريقة خاصة، بل هو على طريقة السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان. رضي الله عن الجميع.
وإنما أظهر ذلك في نجد وما حولها، ودعا إلى ذلك، ثم جاهد عليه من أباه، وعانده، وقاتلهم، حتى ظهر دين الله وانتصر الحق، وكذلك هو على ما عليه المسلمون من الدعوة إلى الله، وإنكار الباطل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق، ويلزمونهم به، وينهونهم عن الباطل، وينكرونه عليهم، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه، وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى أزالها الله سبحانه بسبب دعوته، فالأسباب الثلاثة المتقدمة آنفا هي أسباب العداوة والنزاع بينه وبين الناس وهي:
أولا: إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص. ثانيا: إنكار البدع، والخرافات، كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة. ثالثا: إنه يأمر الناس بالمعروف، ويلزمهم به بالقوة فمن أبى المعروف الذي أوجبه الله عليه، ألزم به وعزر عليه إذا تركه، وينهى الناس عن المنكرات، ويزجرهم عنها، ويقيم حدودها، ويلزم الناس بالحق، ويزجرهم عن الباطل وبذلك ظهر الحق وانتشر، وكبت الباطل وانقمع، وصار الناس في سيرة حسنة، ومنهج قويم في أسواقهم، وفي مساجدهم، وفي سائر أحوالهم.

Unknown يقول...

لا تعرف البدع بينهم، ولا يوجد في بلادهم الشرك، ولا تظهر المنكرات بينهم. بل من شاهد بلادهم وشاهد أحوالهم وما هم عليه ذكر حال السلف الصالح وما كانوا عليه زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وزمن أصحابه، وزمن أتباعه بإحسان في القرون المفضلة رحمة الله عليهم. فالقوم ساروا سيرتهم. ونهجوا منهجهم، وصبروا على ذلك، وجدوا فيه، وجاهدوا عليه، فلما حصل بعض التغيير في آخر الزمان بعد وفاة الشيخ محمد بمدة طويلة، ووفاة كثير من أبنائه رحمة الله عليهم وكثير من أنصاره حصل بعض التغيير جاء الابتلاء وجاء الامتحان بالدولة التركية، والدولة المصرية، مصداق قوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[4] نسأل الله عز وجل أن يجعل ما أصابهم تكفيرا وتمحيصا من الذنوب، ورفعة وشهادة لمن قتل منهم رضي الله عنهم ورحمهم. ولم تزل دعوتهم بحمد الله قائمة منتشرة إلى يومنا هذا فإن الجنود المصرية لما عثت في نجد، وقتلت من قتلت، وخربت ما خربت، لم يمض على ذلك إلا سنوات قليلة ثم قامت الدعوة بعد ذلك وانتشرت، ونهض بالدعوة بعد ذلك بنحو خمس سنين الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمة الله عليه فنشر الدعوة في نجد وما حولها، وانتشر العلماء في نجد وأخرج من كان هناك من الأتراك، والمصريين، أخرجهم من نجد وقراها، وبلدانها، وانتشرت الدعوة بعد ذلك في نجد في عام 1240 هـ.
وكان تخريب الدرعية والقضاء على دولة آل سعود في عام 1233 هـ. فمكث الناس في نجد في فوضى، وقتال، وفتن نحو خمس سنين من أربع وثلاثين إلى عام 1239 هـ ثم في عام أربعين بعد المائتين وألف اجتمع شمل المسلمين في نجد على الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، وظهر الحق وكتب العلماء الرسائل، إلى القرى والبلدان، وشجعوا الناس ودعوهم إلى دين الله وانطفأت الفتن التي بينهم بعد الحروب الطويلة التي حصلت على أيدي المصريين وأعوانهم، وهكذا انطفأت الحروب والفتن التي وقعت بينهم على إثر تلك الحروب وخمدت نارها، وظهر دين الله، واشتغل الناس بعد ذلك بالتعليم والإرشاد، والدعوة، والتوجيه، حتى عادت المياه إلى مجاريها، وعاد الناس إلى أحوالهم، وما كانوا عليه في عهد الشيخ، وعهد تلامذته، وأبنائه، وأنصاره، رضي الله عن الجميع ورحمهم، واستمرت الدعوة من عام 1240 هـ إلى يومنا هذا بحمد الله، ولم يزل يخلف آل سعود بعضهم بعضا، وآل الشيخ وعلماء نجد بعضهم بعضا، فآل سعود يخلف بعضهم بعضا في الإمامة والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله.
وهكذا العلماء يخلف بعضهم بعضا في الدعوة إلى الله والإرشاد إليه، والتوجيه إلى الحق. إلا أن الحرمين الشريفين بقيا مفصولين عن الدولة السعودية دهراً طويلاً ثم عادا إليهم في عام 1343 هـ واستولى على الحرمين الشريفين الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد ابن سعود رحمة الله عليه، ولم يزالا بحمد الله تحت ولاية هذه الدولة إلى يومنا هذا.

Unknown يقول...

فلله الحمد، ونسأل الله عز وجل أن يصلح البقية الباقية من آل سعود، ومن آل الشيخ، ومن علماء المسلمين جميعا في هذه البلاد وغيرها وأن يوفقهم جميعا لما يرضيه، أن يصلح علماء المسلمين أينما كانوا، وأن ينصر بالجميع الحق، ويخذل بهم الباطل، وأن يوفق دعاة الهدى أينما كانوا للقيام بما أوجب الله عليهم، وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم، وأن يعمر الحرمين الشريفين، وملحقاتهما، وسائر بلاد المسلمين بالهدى، ودين الحق، وبتعظيم كتاب الله، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن يمن على الجميع بالفقه فيهما، والتمسك بهما، والصبر على ذلك، والثبات عليه، والتحاكم إليهما، حتى يلقوا ربهم عز وجل، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. وهذا آخر ما تيسر بيانه، والتعريف به، من حال الشيخ، ودعوته وأنصاره، وخصومه، والله المستعان، وعليه الاتكال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه والحمد لله رب العالمين.
[1] الزخرف الآية 23.

Unknown يقول...

هل يعقل أن الشرك كان موجوداً في بلاد نجدٍ قبل الشيخ محمد بن عبدالوهاب ؟!
أضيف في يوم الجمعة 16 محرم 1436 في قسم: شُبهات وردود
بندر بن عبدالله الشويقي
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ محمد ـ رحمه الله ـ خرج في مطلع القرن الثاني عشر الهجري ، و هذا الفترة تدخل ضمن ما اصطُلح على تسميته بـ (عصور الانحطاط). حيث كانت بلاد المسلمين تعاني انحطاطاً شاملاً في جميع مناحي الحياة : دينياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً.
وكانت صور الشرك والوثنية أكبر مظاهر هذا الانحطاط. حيث شاع بين الناس دعاء الأموات والتعلق بالأضرحة والمزارات ، والغلو في الصالحين والذبح لقبورهم والنذر لها، والاستغاثة بها عند الشدائد ، علاوةً على السحر والشعوذة ، وتصديق مدعي علم الغيب ، ونبذ الشرائع والتحاكم إلى العوائد الجاهلية.
وقبل الحديث عن نصيب بلاد نجدٍ من ذلك الضلال، لا بدَّ قبل ذلك من النظر للصورة العامة لبلاد الإسلام في القرون المتأخرة ، قبيل دعوة الشيخ وأثناءها وإلى اليوم :
ففي بلاد مصر ـ مثلاً ـ يذكر على باشا مبارك في كتابه (الخطط التوفيقية 1/244) أنه كان في زمنه في القاهرة وحدها مائتان وأربعة وتسعون ضريحاً!!. وقبله ذكر المؤرخ الجبرتي أن أغنى الناس في مصر وأعظمهم ثراءً في وقته هم سدنة القبور والأضرحة (3/426)!
أما في بلاد الشام فيذكر عبدالرحمن بك سامي ، صاحب كتاب (القول الحق في بيروت ودمشق ص 97) أنه زار في دمشق وضواحيها فقط مائةً وأربعة وتسعين ضريحاً ومزاراً. وكان ذلك عام (1890م ).
وأما في العراق فقد ذكر محمد رؤوف في كتابه (مراحل الحياة في الفترة المظلمة وما بعدها ) أنه في أول القرن الرابع عشر الهجري كان يوجد في بغداد مائة وخمسون جامعاً قلَّ أن يخلو جامعٌ منها من ضريح!
ويذكر صاحب كتاب (ترجمة الأولياء في الموصل الحدباء ) أن بلدة الموصل في وقته كانت تشتمل على أكثر من ستة وسبعين ضريحاً مشهوراً!
وقد صنف علامة العراق محمود الآلوسي كتاباً عنوانه (القول الأنفع في الردع عن زيارة المدفع). وسبب تصنيفه لهذا الكتاب أن أهل بغداد كانوا يتبركون بمدفعٍ قديمٍ من بقايا العثمانيين! وقد ذكر الشيخ محمد بهجت الأثري في كتابه (أعلام العراق ص145 ) أن الناس “كانوا يعتقدون في هذا المدفع اعتقاد الجاهلية في اللات والعُزَّى ومناة الثالثة الأخرى”!
وأما في بلاد المغرب فقد ذكر صاحب كتاب (الإعلام بمن حلَّ بمراكش وأغمات من الأعلام 3/195 ) أن القبائل هناك قاموا بثورة عارمة ضد المحتلين الأسبان فقط عندما بنوا مركز حراسة قرب ضريح لأحد الأولياء!
وأما مكة المكرمة ، فقد ذكر المؤرخ محمود فهمي المهندس المتوفى سنة (1311هـ ) في كتابه (البحر الزاخر ) : أن النجديين بعد دخولهم لمكة هدمُوا فيها ما يزيد على ثمانين قبة فاخرة مبنية على قبور وأضرحة منسوبة لآل بيت النبوة.
وأما في اليمن فيذكر الشوكاني ـ رحمه الله ـ في كتابه (الدر النضيد ص28 ) أن كثيراً من العوام في زمانه وبعض الخواص ـ أيضاً ـ غلوا في الصالحين حتى صاروا : “يدعونهم تارةً مع الله وتارةً استقلالاً، ويصرخون بأسمائهم ويعظمونهم تعظيم من يملك

Unknown يقول...

الضر والنفع ويخضعون لهم خضوعاً زائداً على خضوعهم عند وقوفهم بين يدي ربهم في الصلاة والدعاء”. ويقول ـ رحمه الله ـ (ص93 ) : “اعلم أن ما حررناه وقرَّرناه ـ من أن كثيراً مما يفعله المعتقدون في الأموات يكون شركاً ـ قد يخفى على كثيرٍ من أهل العلم، وذلك لا لكونه خفياً في نفسه ، بل لإطباق الجمهور على هذا الأمر ، وكونه قد شاب عليه الكبير ، وشبَّ عليه الصغير وهو يرى ذلك ويسمعه ، ولا يرى ولا يسمع من ينكره ، بل ربما سمع من يُرَغِّب فيه ويندب الناس إليه”.
وأما في الآستانة عاصمة السلطنة العثمانية فقد كان هناك أربعمائة وواحد وثمانون جامعاً لا يكاد يخلو جامعٌ فيها من ضريح!
وأما بلاد الهند فحدث عن بحر الشرك ولا حرجٍ.
هذه الأرقام والإحصاءات التي ذكرتها خاصةٌ بالحواضر والمدن الكبرى حيث يفترض وجود العلم والعلماء، وأما في القرى والأرياف والبوادي فالأمر أشدُّ وأطمُّ. ومن أراد المزيد من ذلك فليراجع كتاب (الانحرفات العقدية في القرن الثالث عشر والرابع عشر).
ويكفي المرء أن يعلم أن الأمراء والوجهاء والأثرياء في ذلك الوقت كانوا يتسابقون على الصَّرف ببذخ على المشاهد الشركية. وكانت هذه النفقات تُعد من أعظم مآثر الأمراء والسلاطين!
فبعد هذا كله يبرز سؤالٌ كبيرٌ :
ما الذي سيجعل بلاد نجدٍ استثناءً من هذه الصورة القاتمة؟!
وهل أهلها منزهون عما يجوز على غيرهم ؟! أو أنهم خلقوا من طينةٍ خاصةٍ لا تقبل الضلال والشرك ؟!
إذا كان من ينفى وجود الشرك ببلاد نجدٍ يعتمد على وجود علماء وقضاة عندهم، فما عند غيرهم في سائر الأمصار أضعاف أضعاف ما عند النجديين. ومع ذلك لم يكن مجرَّد وجود أولئك العلماء عاصماً لتلك البلاد من الوقوع في تلك المظاهر الوثنية.
وبلاد نجدٍ مهما حاول الباحثون تفخيمها وتضخيم الحركة العلمية فيها في تلك الحقبة ، فمن اليقين أنها لم تبلغ عُشر معشار ما هو موجود ببلاد مصر والشام والعراق واليمن والهند. وقد كان أصحاب الهمة من النجديين يرحلون لتلك الحواضر إذا رغبوا في توسيع علومهم ومعارفهم.
و كانت نجدٌ إلى وقت خروج الشيخ محمد ـ رحمه الله ـ تكاد تكون نسياً منسياً، حيث ظلت تعيش على هامش التاريخ قروناً متطاولةٍ.

Unknown يقول...

لهذا السبب قلت في مطلع مقالتي إن ذاك السؤال معكوس مقلوبٌ. فالسياق التاريخي كله يدل على أن بلاد نجدٍ قبل الدعوة السلفية لم يكن لديها أيُّ حصانة تميزها عن غيرها حتى يظن أحدٌ سلامتها من مظاهر التخلف والجهل التي شاعت في سائر بلاد المسلمين.
هذا إذا نظرنا للمسألة نظراً عقلياً مجرداً. وإلا فإن مؤرخي الدعوة السلفية (ابن غنام، وابن بشر) ـ رحمهما الله ـ وصفوا تلك المظاهر بوضوح تامٍ. وقد رأيتُ الأخ الباحث (راشد العساكر) في مقالته بجريدة الرياض تسرَّع كثيراً في التشكيك في نقلهما دون مستندٍ معتبرٍ سوى أنه لم يجد أثراً لتلك المظاهر الشركية في مؤلفات فقهية وقف عليها لبعض علماء ذلك الوقت!
وبناءً على هذا المنهج الذي سار عليه الأخ راشد ينبغي له أن يُنكر أيضاً ـ وجود المظاهر الشركية في جميع بلاد الإسلام؛ إذ من السهل جداً أن يجمع الباحث عشرات المصنفات الفقيهة الخالية من الشرك. فمن المعلوم أن كثيراً من فقهاء تلك الحقبة وما بعدها لم يقعوا في تلك الوثنيات ولا دعوا إليها، لكنهم ـ أيضاً ـ لم ينتدبوا لمحاربتها كما فعل الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ . والشيخ نفسه يذكر أن كثيراً من علماء وقته كانوا يوافقونه في بطلان تلك المظاهر، لكنهم يعارضونه في التكفير.
وإذا كان الأخ راشد يصرُّ على التشكيك في نقل ابن غنام وابن بشر، فيكفيه النظر في المراسلات التي كانت تتم بين الشيخ محمد ـ رحمه الله ـ وبين معارضيه من المنافحين عن أهل الشرك والضلال من أهل نجد وعلمائها، وتنصيصه على أسماء بعض البلاد النجدية مثل الخرج ومعكال وسدير الرياض وغيرها. وفي جميع تلك المراسلات لم يكن هناك جدالٌ حول وجود ما يذكره الشيخ من مظاهر وثنية، لكن الجدال كان في حكمها وحكم أهلها.
وأول ما يُذكر هنا المصنف الذي كتبه أخوه سليمان عبدالوهاب في الرَّد عليه ونقض دعوته.
ومن ذلك رسالة ضمن مجموع مؤلفات الشيخ (5/26 ) تحدَّث فيها عن معارضة مطوع بلدة (رغبة) أحمد بن يحيى ، ومحمد بن سليمان مطوع (أثيثية). وذكر أنهما كانا يعاديان دعوته للتوحيد.
و في رسالة بعث بها الشيخ إلى عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى يقول : “إنكم لا تفهمون شهادة أن لا إله إلا الله ولا تنكرون هذه الأوثان التي تعبد في (الخرج ) وغيره التي هي الشرك الأكبر”. الرسائل الشخصية رقم (39 )
وفي رسالة أخرى يقول :”إذا كان من اعتقد في عيسى ابن مريم مع أنه نبي من الأنبياء وندبه ونخاه فقد كفر فكيف بمن يعتقدون في الشياطين كالكلب أبي حديدة وعثمان الذي في (الوادي ) والكلاب الأخر في (الخرج ) وغيرهم”. الدرر السنية (1/77-78 )
وفي رسالةٍ أخرى يقول : “من أعظم الناس ضلالاً متصوفةٌ في (معكال ) وغيره مثل ولد موسى بن جوعان وسلامة بن مانع وغيرهما يتبعون مذهب ابن عربي وابن الفارض”. الدرر السنية (2/28 )
وفي رسالة من الشيخ لعبدالرحمن بن ربيعة مطوع أهل ثادق ، قال ـ رحمه الله ـ : “من عبد الله ليلا ونهارا ثم دعا نبياً أو ولياً عند قبره فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا الله لأن الإله هو المدعو كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير أو عبد القادر غيرهم وكما يفعل قبل هذا عند قبر زيد وغيره”. الرسائل الشخصية رقم (24 )
وزيد المذكور هنا هو زيد بن الخطاب وقد كان له ضريحٌ ببلدة الجبيلة قرب العيينة في وسط نجدٍ.
و يصف ـ رحمه الله ـ لأهل العلم ردة فعل الناس في بلدته تجاه دعوته للتوحيد فيقول : “من محمد بن عبدالوهاب إلى من يصل إليه من علماء الإسلام … أما بعد : فإنه قد جرى عندنا فتنة عظيمة بسبب أشياء نهيت عنها بعض العوام من العادات التي نشأوا عليها ، وأخذها الصغير عن الكبير ، مثل : عبادة غير الله ، وتوابع ذلك من تعظيم المشاهد وبناء القباب على القبور وعبادتها واتخاذها مساجد وغير ذلك مما بينه الله ورسوله غاية البيان…”. (الدرر السنية 2/49 ).

Unknown يقول...

وفي رسالة بعث بها الشيخ إلى شريف مكة سنة (1204هـ ) يقول:
“سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : جرى علينا من الفتنة ما بلغكم وبلغ غيركم . وسببه هدم بناء في أرضنا على قبور الصالحين ، ومع هذا نهيناهم عن دعوة الصالحين وأمرناهم بإخلاص الدعاء لله ، فلما أظهرنا هذه المسألة مع ما ذكرنا من هدم البناء على القبور كبر على العامة وعاضدهم بعض من يدعي العلم، لأسباب ما تخفى على مثلكم”. الدرر1/57
وممن ذكرهم الشيخ بأسمائهم وذكر عداواتهم لدعوة التوحيد وتحسينهم للشرك وتكفير أتباع الشيخ والمؤيدين له : (عبدالله بن مويس ) ، وهو من علماء بلدة حرمة بسدير. (الدرر 2/62 ). وكذلك (عبدالله بن سحيم ) قاضي بلدان سدير ، و(سليمان بن سحيم ) من أهل (معكال ).
وقد كان بعض هؤلاء يصنفون الردود، ويكتبون لعلماء الحرمين والشام والعراق ويؤلبونهم ضد الشيخ ويشوهون دعوته عندهم.
كل هؤلاء كان الشيخ ـ رحمه الله ـ يذكر منافحتهم عن الشرك وأهله، واجتهادهم في نقض دعوته للتوحيد. فإذا لم يكن في نجدٍ شركٌ ، فعمَّن كان هؤلاء يجادلون؟!
وقد كتب حمد بن معمر تلميذ الشيخ محمد ـ رحمهما الله ـ وصفاً لمبدأ دعوة شيخه ، فقال : “بدأ فدعا الناس من أهل قريته وما قرب منها : أن يتركوا عبادة أرباب القبور والطواغيت وعبادة الأشجار والأحجار والذبح للجن ونحو ذلك. و كل هذا قد وقع في قرى نجدٍ وغيرها كالبوادي”. الدرر (2/220 )
ومن أبلغ صور الإثبات إقرار بعض أهل الشرك التائبين بحالهم وما كانوا عليه قبل دعوة الشيخ. فمن ذلك ما كتبه الإمام المجاهد عبدالعزيز بن محمد بن سعود ـ رحمه الله ـ لأهل المخلاف السليماني حيث قال :
“لما منَّ الله علينا بمعرفة ذلك ، وعرفنا أنه دين الرسل اتَّبعناه ودعونا الناس إليه، وإلا فنحن قبل ذلك على ما عليه غالب الناس من الشرك بالله من عبادة أهل القبور والاستغاثة بهم ، والتقرب إلى الله بالذبح لهم وطلب الحاجات منهم … “. الدرر السنية (1/226 ).
وفي رسالةٍ ثانية له يقول الإمام عبدالعزيز : “كنا والناس فيما مضى على دينٍ واحدٍ، ندعوا الله وندعوا غيره، وننذر له وننذر لغيره، ونذبح له نذبح لغيره ، ونتوكل عليه ونتوكل على غيره، ونخاف منه ونخاف غيره، ونقرُّ بالشرائع من صلاةٍ وصوم وحج،ٍ والذي يعمل بهذا عندنا القليل … إلى أن قال : وبيَّن الله لنا التوحيد في آخر هذا الزمان على يدي ابن عبدالوهاب ، وقمنا معه ، وقام علينا الناس بالعدوان والإنكار لما خالف دين الآباء والأجداد…” الدرر 1/279 ).
فإن كان الأخ راشد العساكر سيشكك في جميع هذه المراسلات ويطعن في مصداقيتها فسوف أنقل له نصاً لأحد معاصري الشيخ محمد ، وهو الأمير الصنعاني ـ رحمه الله ـ فقد قال في مقدمة كتابه (تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد ) : “هذا تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد ، وجب عليَّ تأليفه وتعين عليَّ ترصيفه ، لما رأيته و علمته من اتخاذ العباد الأنداد في الأمصار والقرى وجميع البلاد، من اليمن والشام ومصر ونجد وتهامة وجميع ديار الإسلام، وهو الاعتقاد في القبور وفي الأحياء ممن يدعي العلم بالمغيبات والمكاشفات”.
فكما نرى فإن الصورة واضحة تمام الوضوح.
ونجدٌ قبل دعوة الشيخ لم تكن سوى قطعة من بلاد المسلمين العريضة بتخلفها وانحطاطها.
فما الذي بقي لمن يشكك في حقيقة حال تلك البلاد قبل دعوة الشيخ؟ وعلى أي شيء سيعتمد ؟ وهل سيصرُّ على النفي المجرَّد المبني على لا شيء ؟!
لقد أمرنا الله ـ سبحانه ـ بالتحدث بنعمته والإقرار بفضله ومنته. وإني أخشى أن يكون إنكار تلك الحال القديمة ـ مع شهرتها ـ مما يدخل في جحود نعمة الله علينا حين اختص هذه الأرض بدعوة الشيخ الإمام محمد ـ رحمه الله ـ . فأصبح أهلها (العامة منهم والخاصة ) من أبعد الناس عن مظاهر الوثنية التي لا تزال موجودة في سائر الأقطار.
انشر، جزاك الله خيرا

Unknown يقول...

الشيخ محمد بن عبدالوهاب في التاريخ
ظهر الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الجزيرة العربية، فكان أول داعية خلال هذا العصر يضع يده على مواطن الداء الحقيقي، الذي يتمثل في طبيعة ما آل إليه بناء الأمة الداخلي فكريًّا وعقديًّا ونفسيًّا.
فبينما كان العالم الإسلامي مستغرقًا في هجهته ومُدلجًا في ظلمته على النحو الذي صوره “ستودار”: “إذا بصوت ابن عبدالوهاب يُدوي موقظًا النائمين، داعيًا المسلمين إلى الرجوع إلى سواء السبيل، فلم تلبث دعوته أن اتَّقدت واشتعلت، واندلعت ألسنتها في كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي، ثم أخذ يحض المسلمين على إصلاح النفوس واستعادة المجد الإسلامي القديم والعز التليد، فتبدَّت تباشير صُبح الإصلاح، ثم بدأت اليقظة الكبرى في عالم الإسلام (حاضر العالم الإسلامي1/260، ولم تكن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب إلا دعوة إلى العودة الصادقة الواعية إلى الحقيقة الإسلامية في مصدريها الثابتين الخالدين: الكتاب، والسنة الشريفة، ودعوة – في الوقت نفسه – إلى التخلص مما خلَّفته قرون التخلف من شوائب أصابت بناء الإنسان المسلم الداخلي، فأصبح مسلمًا مشركًا، يقرأ القرآن ويُؤمن بالخرافات، ويصلي لله، ويتقرب لعبيده، إلى غير ذلك من الشوائب التي كانت سببًا في انحطاط المسلمين.
وبالتالي، وانطلاقًا من نواحي هذا العقل، وبالإضافة إلى الأسس التي ألْمَعنا إليها بإجمال قبل ذلك، نذكر أن الإمام محمد بن عبدالوهاب ركز اهتماماته الإصلاحية على النواحي التالية:
أولاً: تصحيح العقيدة الإسلامية في فكر المسلمين، وتطهيرها من مظاهر الشرك التي علِقت بها، وبإيجاز: إعادة المسلمين إلى عقيدة (التوحيد)، كما وردت في الكتاب والسنة، دون تشبيه أو تجسيم، أو تعطيل أو تأويلٍ، و(التوحيد) لا يكون كذلك – في دعاء ولا نذرٍ ولا استعانة إلا بالله، وبتوحيد الأسماء والصفات، فيوصف الله بما وصف به نفسه، واعتقاد أن الله ليس كمثله شيء، وقد بلغ من عناية الشيخ بالعقيدة حدًّا كبيرًا، لدرجة أنه قام بتتبُّع مجالات تصحيحها، ومقاومة صور الإشراك في كل كتاباته وخطبه ورسائله، وكانت العقيدة هي المحور التي تدور حوله كل اهتماماته، وذلك بالإضافة إلى الكتب والرسائل التي تكاد تفرد لقضية التوحيد ككتابه (التوحيد) الذي جاء في ستة وستين بابًا، سد فيها الشيخ كل منافذ الشرك، ورسالة (كشف الشبهات)، ورسالة (ثلاثة الأصول)، ورسالة (القواعد الأربع)، وكتاب (فضل الإسلام)، وكتاب (أصول الإيمان)، ورسالة (القواعد الأربع)، وكتاب (فضل الإسلام)، وكتاب (أصول الإيمان)، ومجموعة رسائله في التوحيد والإيمان التي بلغت ثلاث عشرة رسالة، وكتاب (الكبائر)، ورسائله الإحدى وخمسين التي وردت في تاريخ الشيخ ابن غنام الأحسائي، وفي الدُّرر السنية في الأجوبة النجدية، والتي تناولت جوانب خمسة تتصل كلها بالعقيدة؛ كبيان أنواع التوحيد، وبيان معنى لا إله إلا الله، وما يناقضها من الشرك، والأشياء التي يكفر مرتكبها؛ (انظر: هذه الرسائل في القسم الخاص للرسائل الشخصية)، من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، طبع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتنظر كذلك بقية أعمال الشيخ في هذه الطبعة.
ثانيًا: تصحيح عقيدة المسلمين أيضًا في مجالات التوسل والشفاعة والاستغاثة.
ثالثًا: رفض الانحرافات التي أقحمت على الإسلام بتأثير جماعة (الصوفية) التي كانت من أقوى أسباب تخلف العالم الإسلامي.
رابعًا: إنكار زيارة القبور الشركية والبناء عليها، أو اللجوء إلى الموتى – مهما كان قدرهم – في تحقيق أمر؛ لأن هذا وثنية تدخل في باب الشرك بالله، أما زيارة القبور دون شد الرِّحال إلى مقبرة خاصة، بهدف التذكر والاعتبار والدعاء للميت والترحم عليه، فلا شيء فيه.
خامسًا: مقاومة الخرافات والبدع بكل أشكالها، وأغلبها مما انتشر أيام الفاطميين في المغرب (298-361هـ)، ومصر (361هـ – 567هـ)، ومن رواسب عصور التخلف.
ومن هذه البدع التي أنكرها الشيخ: بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، وبدعة المحمل، وغيرهما من البدع التي روَّجها الطرقية والشيعة.
سادسًا: فتح باب الاجتهاد – عند توافر وسائله – وعدم التعصب لمذهب معين، وضرورة أن يعود المسلمون إلى الاتصال المباشر بالكتاب والسنة.
سابعًا: ضرورة إحياء فريضة (الحسبة)؛ أي: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحياء فريضة الجهاد التي خمدت في نفوس المسلمين.
وتلك هي أبرز الجوانب التي ركز الشيخ ابن عبدالوهاب عليها، باعتبارها الأصول التي تحيا بحياتها بقية أركان الإسلام وفروعه.
وقد حرَصنا على ذكرها؛ لتكون الأصل الذي نقارن به اتجاه الحركة الإسلامية الإصلاحية في الجزائر خلال العصر الاستعماري وبعده.

Unknown يقول...

وفي القرنين السابع والثامن للهجرة، ظهر مصلح سلفي آخر انتشرت آراؤه الإصلاحية في الجزائر، وهو أبو الحسن على بن عبدالخالق الزويلي الشهير بالصغير، ومع أن المغرب والأندلس بصفة عامة يغلب عليهم مذهب الإمام مالك، إلا أن المصلح الصغير دعا إلى فتح باب الاجتهاد، متأثرًا فيما يبدو بمعاصره الإمام ابن تيمة الذي عمت شهرته العالم الإسلامي، وقد توفي ابن الصغير سنة 719هـ؛ أي: إنه عاصر ابن تيمية قرابة ستين سنة.
وكان من تلامذة المصلح الصغير تلميذ سار على دربه وحمَل دعوته، وهو العالم الجزائري الحافظ ابن مرزوق الحفيد – من علماء القرن الثامن – الذي كان يشيد بأستاذه، وقد رد على معاصر جزائري له يدعى قاسم العقباني التلمساني – كتب رسالة ينتصر فيها لمتصوفة زمانه، وقد سَمَّى ابن مرزوق رسالته: “النصح الخالص في الرد على مُدعي رتبة الكامل الناقص”، وعقب هذا دارت معركة بين الاتجاهين السلفي والصوفي، أرخت لها كتب النوازل (الوقائع) ككتاب: “الدرر المكنونة في نوازل مازونة”، وفتاوى أحمد بن بحي الونشريسي المجموعة في (المعيار).
وقد شارك في المعركة كثير من الجزائريين؛ منهم: (عبدالرحمن الوغليس) فقيه بجاية (مدينة بالشرق الجزائري كان لها ماض حضاري مُزدهر، وفيها تعلم ليونارد فنش، وكانت عاصمة الجزائر ووريثة القيروان مدة قرن من الزمان) المشهور، وسعيد العقباني التلمساني، وعيسى الغبريني البجائي، ابن أحمد الغبريني صاحب كتاب ” عنوان الدراية فيمن عُرِف من العلماء بالمائة السابعة ببجاية”.
وخلال القرنين التاسع والعاشر للهجرة اتَّخذت الدعوة السلفية قاعدتها بنواحي بجاية في الشرق الجزائري، وكانت قرية (تامقرة) المنطلق الأساسي للدعوة؛ إذ كانت هذه القرية تضم منارة علمية جزائرية عالية المكانة، وهي (معهد يحيى العبدلي)، وفي هذا المعهد نبع العالم السلفي (أحمد زورق) بعد إقامته الطويلة بين تلمسان (بالغرب الجزائري)، والعاصمة قسطنطينة، وما شاهده من شيوع الفوضى العقدية التي أدخلها العوام، وركب موجتها المشعوذون من محترفي المتصوفة، وقد ساعد (أحمد زورق) على النجاح استقامته ونزاهته وتضلُّعه في علوم الحديث والتفسير والفقه، فضلاً عن تأثيره في مجموعة من الطلبة الذين حملوا رسالته على رأسهم ابن على الخروبي دفين الجزائر، وهو ممن أخذوا الدعوة السلفية عن الشيخ أحمد زورق.
وقد ترك ” الخروبي” تأثيره على أسرة جزائرية اشتَهر معظمها بالسلفية، وهي أسرة الأخضري التي نبع فيها سلفي جليل هو (عبدالرحمن الأخضري) المتوفى سنة953هـ، والمولود (ببنطيوس الزاب) بالشمال الغربي الجزائري، وكانت له رسائل في الفلك؛ ككتابه (السراج في الفلك)، و(أزهار المطالب في علم الأرسطرلاب)، وتربو تآليفه في بقيَّة الفروع على الثلاثين؛ (المهدي البوعبدلي: مرجع. ص 25).
ولكي نعرف قيمة الدعوة السلفية التي قام بأعبائها (عبدالرحمن الأخضري)، فإنه يجب أن نتصور حالة الجزائر في ذلك العصر؛ أي: خلال القرن العاشر الهجري، فإن بجاية (العاصمة الحضارية الجزائرية)، كانت قد سقطت بيد الإسبان، وبدأت مدن الساحل الشمالي الجزائري كله تتداعى أمام أساطيلهم، كتنس، ووهران، ودلس، وغيرهما، وللأسف، فإن رجال الصوفية كانوا عونًا للغزاة ولرؤساء الإقطاع الظلمة، وتسبَّبوا في مزيد من الانهيار.
وقد قام (عبدالرحمن الأخضري) بالتصدي لهم، وكشْف ضلالهم في عدد من القصائد، إحداها تُسمى (القدسية)، وتحتوي على 357 بيتٍا، وفيها يقول عن الصوفية:
قد ادعوا مراتبًا جليلهْ
والشرع قد تجنبوا سبيلهْ
قد نبذو شريعة الرسول
والقوم قد حادوا عن السبيل
لم يدخلوا دائرة الحقيقة
كلا ولا دائرة الطريقة
لم يقتدوا بسيد الأنام
فخرجوا عن ملة الإسلام
لم يدخلوا دائرة الشريعة
وأولعوا ببدع شنيعة
لم يعملوا بمقتضى الكتاب
وسنة الهادي إلى الصواب
قد ملكت قلوبهم أوهام
فالقوم إبليس لهم إمام
كفاك في جميعهم خيانة
إن أخلطوا الدني بالديانة
إلى أن يقول:
من كان في نيل الكمال راجيا
وعن شريعة الرسول نائيا
فإنه مبلس مفتونُ
وعقله مخبل مجنونُ
ثم يتعرض للمتصوف الحقيقي، فيصفه بقوله:
واعلم بأن الولي الرباني
لتابع السنة والقرآن
والفرق بين الإفك والصواب
يعرف بالسنة والكتاب
والشرع ميزان الأمور كلها
وشاهد بفرعها وأصلها
والشرع نور الحق منه قد بدَا
فانفجرت منه ينابيع الهدى
ثم ينتقل إلى وصف حالة البلاد إذ ذاك، فيقول:
هذا زمان كثُرت فيه البدع
واضطربت عليه أمواج الخدع
وخسفت شمس الهدى وأفلت
من بعد ما قد بزغت وكملت

Unknown يقول...

وقد حظيت هذه المنظومة بشروح قيمة، أهمها شرح الحسين الورتلاني صاحب الرحلة؛ لأنه ألقى فيه أضواء على حالة المجتمع الجزائري، وأحصى تأثير العادات السيئة التي أُلصقت بالدين.
وعلى خطى (الأخضري)، ظهر أعلام آخرون عزَّزوا الاتجاه السلفي، وذلك خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر للهجرة، ومنهم الشيخ عبدالكريم بن الفكون القسنطيني المتوفي سنة1073هـ، وصاحب كتاب (منشورات الهداية في كشف حال من ادَّعى العلم والولاية)، وهو كتاب من أحسن ما ألَّف في بابه، بل فريد في بابه؛ كما يقول الشيخ البوعبدلي، وهو يُبيِّن هدفه من الكتاب في مقدمته، فيقول: “أما بعد، فلما رأيت الزمان بأهله تعثَّر، وسفائن النجاة من أمواج البدع تنكسِر، وسحائب الجهل خسيسًا، وصاحب أهل الطريقة قد أصبح وأعلام الزندقة على رأسه لائحة، وروائح السلب والطرد من المولي فائحة”.
وقد ظهر خلال العصر بعض (المنظومات) التي اقتفَت أثر منظومة الأخضري (القدسية) كمنظومة عبدالرحمن بن محمد على المجاجي، وظهرت بمستغانم منظومة الشيخ محمد بن حواء من علماء القرن الثاني عشر، وقد سماها “سبيكة العقيان فيمن حل بمستغانم وأحوازها من الأعيان”، تعرض فيها لتراجم علماء الجزائر، وتكلم عن البدع المنتشرة.
ثم ظهرت رسالة الشيخ/ محمد بن عبدالله الجلالي، كتبها إلى زميله في الدراسة بفاس الشيخ/ أحمد التيجاني (انظر المرجع السابق)، مؤسس الطريقة التيجانية عندما أبلغه أنه بصدد إنشاء الطريقة التيجانية، فأرسل إليه ينهاه ويحذره من مغبة ذلك، وينصحه بالاقتداء بالسلف الصالح والبعد عن الطريقة، لكن ذلك لم يكن له تأثير في الشيخ التيجاني، ومضى في سبيله!!
ونحن نستطيع بعد هذا الذي أوردناه أن نقول: إن ثمة حقيقة مؤكدة هي أن كل هذه الجهود التي بذلت في الجزائر لعودة المسلمين إلى الإسلام الصحيح، حتى نهاية القرن الثاني عشر للهجرة، والتي ألمحنا إلى بعضها كانت أشبه بجهود فردية، ولم تصل إلى مستوى (التيار العام) المؤثر، بل إن العكس هو الصحيح، فالتيار العام المؤثر والشائع كان تيار الطريقة الصوفية، والخرافات والبدع، والاستغاثة والتوسل والشفاعة لغير الله، والتعصُّب المغالَى فيه لمذهب الإمام مالك، لدرجة أن المغرب كله يكاد يخلو من المذاهب الأخرى، ومن المجتهدين المتصلين اتصالاً مباشرًا بفقه القرآن والسنة.
ونتيجة للسيطرة الطاغية التي يتمتع بها الصوفية، وغيرهم من المبتدعة، كان أكثر المصلحين الذين ظهروا خلال القرون المنصرمة يميلون إلى لون من (الإصلاح)، لا يذهب بهم إلى درجة الصراع المباشر الواضح مع الصوفية، فكان بعضهم يَعمِد إلى القول بأنه إنما يريد تنقية الطرق الصوفية وتقويمها، وقد ألف (أحمد زورق) – الذي تحدثنا عنه – كتبًا من هذا القبيل (قواعد التصوف)، و(أصول الطريقة)، وكتاب البدع، كما أن عبدالرحمن الأخضري نفسه صاحب المقطوعات الطويلة في تصحيح العقيدة ومقاومة البدع، يورد نظمًا نحس منه كأنه يستميل الصوفية، فيقول:
وقال بعض السادة الصوفية
مقالة جليلة صفِية
إذا رأيت رجلا يطيرُ
أو فوق ماء البحر قد يسيرُ
ولم يقف عند حدود الشرعِ
فإنه مستدرج وبدعيْ
وفي إطار هذا المستوى من الفردية والإصلاح الجزئي المحدود، يجب أن نضع كل المحاولات التي سبقت تيار السلفية العام القوي الذي سيطر على الجزائر، ممثَّلاً في جيل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وفيمن سبقه من روَّاد مهَّدوا له بعد أن تأثَّروا بالدعوة الإصلاحية التي قامت في جزيرة العرب.

Unknown يقول...

دخول حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى الجزائر:
مع تلك التخوم التي تفصل بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة بدأت إشعاعات حركة الإصلاح في الجزيرة تنفذ إلى الجزائر عبر منافذ متعددة سوف نتعرض لها بالبحث.
وكان أول من حمل الدعوة إلى الجزائر المؤرخ الجزائري (أبو رواس الناصري)؛ (الأصالة عدد (53) الشيخ المهدي البو عبدلي)، الذي قدر له أن يجتمع بتلاميذه الإمام محمد بن عبدالوهاب في موسم الحج، ويذاكرهم في أمور انتهى بعدها إلى الاقتناع باتجاه حركة الشيخ ابن عبدالوهاب، وكان ذلك بحضور وفد الحجيج المغربي الذي كان يرأسه ولي عهد المغرب آنذاك.
وقد أشاد المؤرخ (أبو رواس) بآراء ابن عبدالوهاب عندما دون تفاصيل رحلته للحج بعد عودته إلى الجزائر.
والحق أنه بعد (أبي رواس) كان من الممكن أن تَنفُذ حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى الجزائر في النصف الأول من القرن الثالث عشر للهجرة من طرق أقوى وأفسح مجالاً، إلا أن تطورت الظروف على النحو الذي أدَّى إلى وقوع الجزائر تحت قبضة الاحتلال الفرنسي سنة 1246هـ (1830م) حال دون ذلك.
نقول: إنه كان من الممكن حدوث ذلك التأثير لولا هذا الحدث الكئيب، بل إننا لنعتقد أن ذلك كان أمرًا توجبه طبيعة الأمور، ولا سيما أن تلك الحركة التجديدية الكبرى التي أصبحت تنتسب إلى ليبيا، وهي الحركة السنوسية، كانت حركة جزائرية الأصل، فإن إمام هذه الحركة السيد/ محمد بن على السنوسي الخطابي، إنما هو جزائري وُلِد في بلدة مستغانم بالغرب الجزائري سنة 1202هـ (1787م) – ولولا أن العثمانيين – من جانب – قد تربَّصوا به، وراقبوه على امتداد الحواضر المغربية كلها، ثم ظهر الفرنسيون منذ 1246هـ فتربصوا به، وبكل حركة تجديد- من جانب آخر- لولا هذا لكان أمرا طبيعيا أن تكون الجزائر هي محضن الحركة السنوسية ولما اضطر السيد السنوسي إلى اللجوء إلى الصحراء، وإلى واحة جغبوب من أرض ليبيا.
وأن التشابه في كثير من الأُسس بين حركتي الشيخ محمد بن عبدالوهاب والسيد محمد السنوسي، لا يحتاج إلى دليل، فالدعوتان – كما يقول الأستاذ العقاد: “تتشابهان في حماسة الدعوات، وفي نبذ البدع والخُرافات والرجوع بالإسلام إلى الكتاب والسنة، ولكنهما تختلفان بعد ذلك في أمور كثيرة؛ (الإسلام في القرن العشرين ص 81، طبع نهضة مصر).
أمَّا تعرف السيد السنوسي على الدعوة الوهابية، فقد تَمَّ له حين جاب بعض بلدان العالم الإسلامي؛ كالمغرب، ومصر، وتونس، وحين ذهب لأداء فريضة الحج؛ (انظر المهدية مريم المجدلية: الإسلام بين النظرية والتطبيق، ص 106 بمكتبة الفلاح بالكويت ومحمد السلمان: رشيد رضا 66 (ماجستير) بكلية العلوم الاجتماعية)؛ “حيث بقِي مدة يأخذ من أساتذتها الوهابيين”؛ (ستودارد: حاضر العالم الإسلامي 1/259، وانظر كمال جمعة: انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب 216).
ومع ذلك فنحن لم نعدم أن نجد في الجزائر – خلال القرن الثالث عشر – بالرغم من كل الظروف التي وقعت تحتها إشعاعات سلفية نفَذت؛ إما عن طريق الاتصال بمدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الجزية مباشرة، وإما عن طريق تأثير الدعوة السنوسية الجزائرية الأصل والقريبة من الحدود، وإما عن طريق الجامعة الزيتونية التي تعلم فيها كثير من الجزائريين، وقد ظهرت في قسنطينة بالشرق الجزائري – خلال هذا القرن حملة ضد البدع والخرافات، وكان مركزها (نادي صالح باي)، الذي ألقى فيه بعد تأسيسه مباشرة الشيخ (ابن الموهوب) سلسة محاضرات ضد الخرفات والبدع.
كما ظهر بقسنطينة أيضًا العالم السلفي الشهير (صالح بن مهنا) الذي كان قد تخرج من الزيتونة بتونس والأزهر بالقاهرة، وبعد رجوعه انتصب للتدريس بمدينة قسنطينة، وكتب رسالة يهاجم فيها شيوخ الطرق الذين يسميهم الناس (الأشراف)، حينما بالغ في تعظيمهم بعض المنحرفين، وسمَّى رسالته: “تنبيه المغتربين في الرد على إخوان الشياطين”، ومما جاء في رسالته عن هؤلاء الأشراف: “أن من خالف السنة والشرع غير معتبر، ولو كان مُدَّعيًا للصلاح أو الشرف أو العلم”.
وأن الشريف الفاسق لا يعتبر حتى ولو أنكر ذلك بعض الأرذال ممن قرأ مستلتين، ونعلم باب مسح الخفين”!؛ (البو عبدلي مرجع سابق 31).
وقد أحدث صالح بن مهنا وكتابه ضجةً كبيرة، وثارت عليه طائفة المتصوفة والدجالين، وألَّفوا في الرد عليه الرسائل والكتب، وسبُّوه بقصائد كثيرة

Unknown يقول...

طريق الجزائر إلى الإسلام الصحيح:
وفي سنة 1264 هـ (1847م) استسلم الأمير عبد القادر الجزائري بعد مقاومة للاحتلال الفرنسي استمرت سبعة عشر عاما، ضرب فيها أروع أمثلة البطولة الإسلامية التي أعادت ذكرى بطولات المسلمين الأول من فاتحي إفريقية والمغرب، وتحمل فيها من المشاق ما نوه به المؤرخون الفرنسيون أنفسهم.
وباستسلام الأمير عبدالقادر فرضت فرنسا أبشع إجراءات الاضطهاد، وأقسى أنواع الملاحقة للإسلام الصحيح واللغة العربية، وبذَلت جهودًا كبيرة في سبيل طمْس معالم الحضارة الإسلامية في الجزائر؛ سواء بواسطة المبشرين النصارى، أو بواسطة إجراءات (الفَرنْسَة) التي ترمي إلى إزالة كل ما هو إسلامي وعربي.
وفي الوقت نفسه سلَّطت فرنسا على الجزائر المسلمة قوافل (المتصوفة)، ينشرون البدع والخرافات ويحاربون كل بادرة وعي إسلامي صحيح!
وقد زاد الطين بلة أنه خلال السنوات الأخيرة من هذا القرن احتلت فرنسا تونس سنة (1299هـ)، واحتلت إيطاليا ليبيا في العقد الثالث من القرن التالي!
ولقد بدا من خلال الأسوار العالية المحكمة أن إسلامية الجزائر وعروبتها في محنة شديدة، وكان يُخيل لبعض المؤرخين أن تاريخ الجزائر سيتَّجه إلى الفرنسية والتغريب أكثر من اتجاهه إلى الإسلام والتعريب، أما الفرنسيون، فكانوا يعتبرون الجزائر (ولاية) فرنسية إلى الأبد.
لكن الحقيقة أن هناك منافذَ مضادة، إذا لم يكن المؤرخ العَجِل قادرًا على إبصارها، فإن الباحث الحضاري كان باستطاعته أن يَلمسها، وأن يحس بآثارها الهادئة البطيئة والحاسمة في الوقت نفسه!
إنها منافذ تتصل بطبيعة الحضارة الإسلامية نفسها في الدرجة الأولى.
فإن فرنسا على كثرة ما اتَّخذت من إجراءات – لم تستطع أن تلغي – كل الإلغاء أداء المسلم الجزائري لركن من أركان دينه هو الركن الخامس من أركان الإسلام “الحج”.
ولَمَّا كانت حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – بقوتها وريادتها ونقائها قد نشأت في البلد الذي تؤدَّى فيه شعيرة الحج، فقد أدَّى هذا الارتباط دورًا كبيرًا في نشر الدعوة على امتداد العالم الإسلامي كله.
فعن طريق “الحج” (انظر محمد كمال جمعة: انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب خارج الجزيرة 73، 80، 84، 90، 94، 99، 106 وغيرها)، انتشرت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الهند والبنجال بواسطة السيد أحمد شهيد بريلي، وزميله الشهيد إسماعيل، والحاج شريعة الله البنجالي، ونزار علي.

Unknown يقول...

وعن طريق الحج انتشرت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في جاوة وإندونيسيا بواسطة الزعيم (توانكونان رنتجه)، و(الحاج مسكين)، و(البدري).
وعن طريق الحج انتشرت الدعوة في إفريقيا على يد الشيخ عثمان بن فودي.
وقد أوجز أحد الكتاب المعاصرين التأثير العام للحج في نشر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية، فقال:
“انتشرت دعوة الشيخ في خارج نجد من أجل استيلاء الدولة السعودية على مكة المكرمة سنة 1218هـ، وأصبح حجاج البلاد الإسلامية يَفِدون إلى مكة المكرمة، ويشاهدون علماء هذه الدعوة الحقة، ويستمعون خطبهم ومواعظهم، وإرشاداتهم السديدة، وتوجيهاتهم القَيِّمة، فتأثر بعض الحجاج بدعوة الشيخ، فأخذ ينشر في بلاده التوحيد ويحارب الخرافات الشائعة في بلاده، فانتقلت بهذا مبادئ الدعوة إلى السودان والهند، وسومطرة والعراق، والشام ومصر، والجزائر وجاوة، وعمان وفارس؛ “أحمد بن حجر أبو طامي والشيخ محمد بن عبدالوهاب 79).
وهكذا؛ فإن طريق الحج كان واحدًا من أهم الطرق التي عبرت من خلالها دعوة الشيخ إلى الجزائر، متخطية تلك الأسوار القوية التي أقامها الاستعمار الفرنسي!
والطريق الثاني الذي اخترقت به الدعوة هذه الأسوار هو (طريق معنوي)، لم يستطع الاستعمار الفرنسي أن يفهمه؛ لأنه لا يستطيع بتركيبه المادي الغربي أن يَفهَم بناء الإسلام ولا طبيعته الروحية.
إننا نستطيع أن نطلق على هذا (الطريق المعنوي) مصطلحات متعددة، وكلها صالحة للتعبير عن حقيقته، (إنه الشعور الإسلامي الواحد)، أو هو (الأخوة الإسلامية)، أو هو (الروح الإسلامية)، فالمسلمون على العكس من كل أتباع الأديان الأخرى تَنتظمهم مشاعر واحدة، حتى لو فرقت بينهم أهواء الساسة، وأن المسلم ليتألم ويفرح لكل ما يصيب أخاه المسلم مهما كان بعيدًا عنه، وهم يتبادلون التأثير والتأثر كما تنتشر الموجات الكهربائية.
وقد أشار إلى هذه الحقيقة – بطرقة غير مباشرة – (السير توماس أرنولد)، فيما يتعلق بتأثير حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العالم الإسلامي كله، فاعتبرها أول (عاملين) يؤثران في انتعاش الحياة الإسلامية في العصر الحديث، “فإن تأثيرها الديني ملموس في كافة أنحاء إفريقية والهند والملايو إلى الوقت الحاضر، وإن ما أثارته هذه الحركة من حماسة متقدة، وما سكَبته في النُّظم الدينية القائمة من حياة جديدة، وما بنته في الدراسة الدينية النظرية وتنظيم الشعائر المنسكبة من روح دافعة، إن ذلك كله قد عمِل إيقاظ روح الإسلام الفطرية؛ (الدعوة إلى الإسلام 468 ص 31 طبع نهضة مصر).
أما ثاني العاملين اللذين ذكرهما (أرنولد) في مجال انبعاث النهضة الإسلامية الحديثة، فهو (عامل) يقول عنه: إنه من نوع يختلف عن هذه الحركة جد الاختلاف، وهو (عامل حركة الوحدة الإسلامية التي تسعى إلى ربط جميع شعوب العالم الإسلامي برباط مشترك من المودة والتعاطف)؛ (المكان السابق).
وبالطبع؛ فإن (أرنولد) – كسائر الأوروبيين – لم يستطع أن يدرك أنه لا خلاف بين العاملين، بل إن العاملين يكمل أحدهما الآخر، فالشعور الإسلامي الواحد هو أقوى جِسر تظهر عليه كل موجات الإصلاح الإسلامي الحقيقي، وعليه عبرت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية إلى بلدان العالم الإسلامي واخترَقت أسوار الاستعمار النصراني!

Unknown يقول...

أما الطريق الثالث، فهو طريق يتصل بالطريق السابق، وإن كان أكثر مباشرة ووضوحًا.
فبينما كانت الجزائر محاطة بسور الاستعمار الفرنسي، ارتفعت في العالم الإسلامي دعوة أَطلق عليها بعضهم اسم (الوهابية الجديدة)، كما أطلق عليها أيضًا دعوة “الجامعة الإسلامية”؛ مما يدل على الترابط بين الدعوتين، وكان قائد هذه الدعوة هو السيد جمال الدين الأفغاني (1254- 1214هـ) أحد المتأثرين بالشيخ محمد بن عبدالوهاب عن طريق أدائه فريضة الحج سنة 1213هـ، وعن طريق مجيئه إلى الهند وسماعه عن أثر الوهابيين؛ ولذلك اتُّهِم من قِبَل أعدائه بأنه وهابي، بل رُوِي أنه هَمَّ بالسفر إلى نجد لقيادة الحركة الوهابية عن كثَبٍ؛ (العقاد: الإسلام في القرن العشرين 89).
ويقول (جب): إن جهود جمال الدين كانت لها نتائج متينة راسخة؛ إذ نشرت في أرجاء البلاد الإسلامية المبدأ الوهابي القائل بضرورة التعلق بالصفاء المذهبي، وإعادة تأكيد المذهب السني القرآني؛ (نقلاً عن: محمد السلمان: رشيد رضا (مخطوط) 143).
وكان لجمال الدين الأفغاني تلميذان، وضَحت فيهما دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أكثر منه، وكانا واسطتها إلى الجزائر خاصة، على نحو لم يستطعه هو أو لم يسع إليه، وهما: الشيخ محمد عبده (1266- 1323هـ)، والشيخ محمد رشيد رضا (1282- 1354هـ)، وقد استطاعت هذه المدرسة (الأفغانية)، أو مدرسة (العروة الوثقى)، كما أطلق عليها بعضهم، أن تحمل دعوة الإصلاح السلفي إلى الجزائر والعالم الإسلامي في وقت خلت فيه الساحة من المصلحين الأقوياء.
وقد كانت مجلة العروة الوثقى – ثم مجلة المنار – من أكثر المجلات المدافعة عن اتجاه العودة إلى الإسلام الصحيح، وقد أُتيح لهاتين المجلتين من الانتشار ما لم يُتَح لغيرهما، وكان الزود عن حياض دعوة الشيخ ابن عبدالوهاب واضحًا فيهما، ولا سيما في المنار؛ (انظر السلمان: رشيد رضا 190 وما بعدها) التي استطاعت أن تدخل إلى الجزائر وإلى بقية بلدان الشمال الإفريقي، منذ سنتها الأولى، حتى إنه في سنتها الخامسة ذكر أحد القرَّاء في تونس أن العدد الواحد من مجلة المنار يدار على عشرات الناس في البيوت؛ (المرجع السابق 367).
ولعل أكبر دليلٍ على حسن انتشار المنار في بلاد شمال إفريقية، أن الشيخ محمد عبده حينما قام بزيارة إلى تونس والجزائر عام 1321هـ (1903م)، شاهَد هناك الأثر الكبير الذي أحدثته مدرسة المنار ممثلة في مجلتها، وتأثير ذلك في نشر الأفكار الإصلاحية (السابق 368).
وهكذا؛ فعن طريق هذه المعابر الحضارية الإسلامية، تحطَّمت أسوار الاستعمار الفرنسي الرهيبة، وظهرت حركة (إسلامية صحيحة)، شقَّت طريقها وسط كل الظلمات والعقبات، حتى أصبحت التيار العام المسيطر والمؤثر.
انشر، جزاك الله خيرا.

Unknown يقول...

1- رسائل العقيدة.
2- كتاب الكبائر.
- المجلد الثاني: مختصر الإنصاف والشرح الكبير.
- المجلد الثالث، ويحتوي على:
1- أربع قواعد تدور الأحكام عليها ويليها نبذة في اتباع النصوص مع احترام العلماء.
2- مبحث الإجتهاد والخلاف.
3- كتاب الطهارة.
4- شروط الصلاة وأركانها وواجباتها.
5- كتاب آداب المشي إلى الصلاة.
6- أحكام تمني الموت.
- المجلد الرابع، ويحتوي على:
1- مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- فتاوى ومسائل.
- المجلد الخامس، ويحتوي على:
1- تفسير آيات من القرآن الكريم.
2- كتاب فضائل القرآن.
- المجلد السادس: مختصر زاد المعاد.
- المجلد السابع: الرسائل الشخصية.
- المجلد الثامن: قسم الحديث [ الجزء الأول ].
- المجلد التاسع: قسم الحديث [ الجزء الثاني ].
- المجلد العاشر: قسم الحديث [ الجزء الثالث ].
- المجلد الحادي عشر: قسم الحديث [ الجزء الرابع ].
- المجلد الثاني عشر: قسم الحديث [ الجزء الخامس ].
- المجلد الثالث عشر، ويحتوي على:
1- المسائل التي لخصها الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
2- مختصر تفسير سورة الأنفال.
3- بعض فوائد صلح الحديبية.
4- رسالة في الرد على الرافضة.

Unknown يقول...

لحمد لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وبعدله ضل الضالون {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23] أحمده سبحانه، حمد عبدٍ، نزه ربه عما يقول الظالمون، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وسبحان اللّه رب العرش عما يصفون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق المأمون، صلى اللّه عليه، وعلى آله وأصحابه، الذين هم بهديه متمسكون؛ وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فإنه ابتلى بعض من استحوذ عليه الشيطان، بعداوة شيخ الإسلام الشيخ/ محمد بن عبدالوهاب -رحمه اللّه تعالى- ومسبته، وتحذير الناس عنه، وعن مصنفاته، لأجل ما قام بقلوبهم من الغلو في أهل القبور، وما نشؤوا عليه من البدع، التي امتلأت بها الصدور؛ فأردت أن أذكر طرفاً من أخباره، وأحواله، ليعلم الناظر فيه، حقيقة أمره، فلا يروج عليه الباطل، ولا يغتر بحائد عن الحق مائل، مستنده ما ينقله أعداؤه، الذين اشتهرت عداوتهم له في وقته، وبالغوا في مسبته، والتأليب عليه، وتهمته، وكثيراً ما يضعون من مقداره، ويغيضون ما رفع اللّه من مناره؛ منابذة للحق الأبلج، وزيغاً عن سواء المنهج (1).
والذي يقضي به العجب: قلة إنصافهم، وفرط جورهم، واعتسافهم، وذلك أنهم لا يجدون زلة من المنتسبين إليه، ولا عثرة إلا نسبوها إليه، وجعلوا عارها راجعاً عليه، وهذا من تمام كرامته، وعظم قدره، وإمامته؛ وقد عرف من جهالهم، واشتهر من أعمالهم: أنه ما دعا إلى اللّه أحد، وأمر بمعروف، ونهى عن منكر، في أي قطر من الأقطار، إلا سموه وهابياً، وكتبوا فيه الرسائل

Unknown يقول...

إلى البلدان، بكل قول هائل، يحتوي على الزور والبهتان.
ومن أراد الإنصاف، وخشي مولاه وخاف: نظر في مصنفات هذا الشيخ، التي هي الآن موجودة عند أتباعه، فإنها أشهر من نار على علم، وأبين من نبراس على ظلم (2)، وسأذكر لك بعض ما وقفت عليه من كلامه، خوفاً أن تخوض من مسبته في مهامه، فأقول:
قد عرف واشتهر، واستفاض من تقارير الشيخ، ومراسلاته، ومصنفاته، المسموعة المقروءة عليه، وما ثبت بخطه، وعرف واشتهر من أمره، ودعوته، وما عليه الفضلاء النبلاء من أصحابه وتلامذته، أنه: على ما كان عليه السلف الصالح، وأئمة الدين، أهل الفقه، والفتوى، في باب معرفة اللّه، وإثبات صفات كماله، ونعوت جلاله، التي نطق بها الكتاب العزيز، وصحت بها الأخبار النبوية، وتلقاها أصحاب رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم – بالقبول والتسليم، يثبتونها، ويؤمنون بها، ويمرونها كما جاءت، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
وقد درج على هذا: مَن بعدهم من التابعين، من أهل العلم، والإيمان، من سلف الأمة؛ كسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبداللّه، وسليمان بن يسار؛ وكمجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، والحسن، وابن سيرين، والشعبي، وأمثالهم؛ كعلي بن الحسين، وعمر بن عبدالعزيز، ومحمد بن مسلم الزهري، ومالك بن أنس، وابن أبي ذئب؛ وكحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، والفضيل بن عياض، وابن المبارك، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، والبخاري، ومسلم؛ ونظرائهم من أهل الفقه والأثر؛ لم يخالف هذا الشيخ (3) ما قالوه، ولم يخرج عما دعوا إليه واعتقدوه.
وأما توحيد العبادة، والإلهية، فقد حققه غاية التحقيق، ووضح فيه المنهج والطريق؛ وقال: إن حقيقة ما عليه أهل الزمان، وما جعلوه هو غاية الإسلام والإيمان، من طلب الحوائج من الأموات، وسؤالهم في المهمات، وحج قبورهم، للعكوف عندها، والصلوات؛ هو بعينه فعل الجاهلية الأولى، من دعاء اللات، والعزى، ومناة؛ لأن اللات، كما ورد في الأحاديث (4) : رجل يلت السويق للحاج، فمات فعكفوا على قبره، يرجون شفاعته في مجاوريه، والتقرب به إلى اللّه في زائريه، ولم يقولوا: إنه يدبر الأمر ويرزق، ولا أنه يحيى ويميت ويخلق، كما نطق بذلك الكتاب، فكان مما لا شك فيه ولا ارتياب.
قال اللّه تعالى: { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } [يونس: 31] قال العماد ابن كثير (5) -رحمه اللّه- أي: أفلا تتقون الشرك في العبادة، لأنهم لا يطلبون إلا الشفاعة والقرب، كما قال تعالى: { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ } [يونس: 18] وقال تعالى: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [الزمر: 3].
قال الشيخ -رحمه اللّه- يوضح ذلك، أن أصل الإسلام وقاعدته: شهادة أن لا إله إلا اللّه، وهي أصل الإيمان باللّه وحده، وهي أفضل شعب الإيمان، وهذا الأصل، لا بد فيه من العلم والعمل والإقرار؛ بإجماع المسلمين؛ ومدلوله: وجوب عبادة اللّه وحده لا شريك له، والبراءة من عبادة ما سواه، كائناً من كان؛ وهذا: هو الحكمة التي خلقت لها الجن والإنس، وأرسلت لها الرسل، وأنزلت بها الكتب، وهي: تضمن كمال الذل والحب، وتتضمن كمال الطاعة والتعظيم؛ وهذا هو دين الإسلام، الذي لا يقبل اللّه ديناً سواه، لا من الأولين، ولا من الآخرين.

Unknown يقول...

قال -رحمه اللّه-: وقد جمع ذلك في سورة الإخلاص، أي: العلم، والعمل، والإقرار، وقد اكتفى بعض أهل زماننا، بالإقرار وحده، وجعلوه غاية التوحيد، وصرفوا العبادة التي هي مدلول: لا إله إلا اللّه، للمقبورين، وجعلوها من باب التعظيم للأموات، وأن تاركها قد هضمهم حقهم، وأبغضهم، وعقهم؛ ولم يعرفوا، أن دين الإسلام، هو الاستسلام لله وحده، والخضوع له وحده، وأن لا يعبد بجميع أنواع العبادة سواه.
وقد دل القرآن، على أن من استسلم لله، ولغيره، كان مشركاً؛ قال تعالى: { وَأَنِـيبُواْ إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ } [الزمر: 54] وقال تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوتَ }[النحل: 36]، وقال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء: 25] وقال تعالى عن الخليل: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الزخرف: 26-28] وقال: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَحْدَهُ } [الممتحنة: 4] وقال تعالى: { وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَـنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } [الزخرف: 45] وذكر عن رسله نوح، وهود، وشعيب، وغيرهم، أنهم قالوا لقومهم: { اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ } [هود: 50، 61، 84].

Unknown يقول...

قال -رحمه اللّه-: والشرك المراد في هذه الآيات، ونحوها، يدخل فيه شرك عباد القبور، وعباد الأنبياء، والملائكة، والصالحين، فإن هذا، هو شرك جاهلية العرب، الذين بعث فيهم، عبداللّه، ورسوله، محمد – صلى الله عليه وسلم -، فإنهم كانوا يدعونها، ويلتجئون إليها، ويسألونها، على وجه التوسل بجاهها، وشفاعتها، لتقربهم إلى اللّه، كما نبّه تعالى على ذلك، في آيتي يونس، والزمر (6).
قال -رحمه اللّه-: ومعلوم أن المشركين، لم يزعموا أن الأنبياء، والأولياء، والصالحين، شاركوا اللّه في خلق السماوات والأرض، واستقلوا بشيء من التدبير، والتأثير، والإيجاد، ولو في خلق ذرة من الذرات، قال تعالى: { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } [الزمر: 38] فهم معترفون بهذا، مقرون به، لا ينازعون فيه، ولذلك: حسن موقع الاستفهام، وقامت الحجة بما أقروا به من هذه الجمل، وبطلت عبادة من لا يكشف الضر، ولا يمسك الرحمة؛ ولا يخفى ما في التنكير، من العموم، والشمول، المتناول لأقل شيء، وأدناه، من ضر، أو رحمة؛ قال تعالى: { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ }[يوسف: 106] ذكر فيه السلف، كابن عباس، وغيره، أن إيمانهم هنا، بما أقروا به، من ربوبيته، وملكه؛ وفسر شركهم المذكور، بعبادة غير اللّه.
قال -رحمه اللّه-: فإن قلت: إنهم لم يطلبوا إلا من الأصنام، ونحن ندعو الأنبياء؛ قلت: قد بين القرآن في غير موضع، أن من المشركين من أشرك بالملائكة، ومنهم من أشرك بالأنبياء والصالحين، ومنهم من أشرك بالكواكب، ومنهم من أشرك بالأصنام، وقد رد اللّه عليهم جميعهم، وكفر كل أصنافهم، كما قال تعالى: { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } [آل عمران: 80] وقال: { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ } [التوبة: 31] وقال: { لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ } الآية [النساء: 172] ونحو ذلك في القرآن كثير.
وكما في سورة الأنبياء: { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } [الأنبياء: 98]
وقول ابن الزبعري: نحن نعبد الملائكة، والأنبياء، وغيرهم فكلنا في حصب جهنم؟! فرد اللّه عليهم بالاستثناء في آخرها: { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَـئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } [الأنبياء: 101](7) وبه يعلم المؤمن: أن عبادة الأنبياء، والصالحين، كعبادة الكواكب، والأصنام، من حيث الشرك، والكفر بعبادة غير اللّه.

Unknown يقول...

قال -رحمه اللّه-: وهذه العبادات، التي صرفها المشركون لآلهتهم، هي: أفعال العباد الصادرة منهم؛ كالحب، والخضوع، والإنابة، والتوكل والدعاء، والاستعانة، والاستغاثة، والخوف، والرجاء، والنسك، والتقوى والطواف ببيته رغبة ورجاء، وتعلق القلوب والآمال، بفيضه، ومده، وإحسانه، وكرمه، فهذه الأنواع: أشرف أنواع العبادة وأدلها؛ بل هي: لب سائر الأعمال الإسلامية، وخلاصتها؛ وكل عمل يخلو منها فهو خداج، مردود على صاحبه.
وإنما أشرك، وكفر من كفر من المشركين، بقصد غير اللّه بهذا، وتأليهه غير اللّه بذلك، قال تعالى: { أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ } [النحل: 17]، وقال تعالى: { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ } [الأنبياء: 43]، وقال تعالى: { وَاتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } الآية [الفرقان: 3]، وحكى عن أهل النار، أنهم يقولون لآلهتهم التي عبدوها مع اللّه: { تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ }[الشعراء: 97-98] ومعلوم: أنهم ما ساووهم به، في الخلق، والتدبير، والتأثير، وإنما كانت التسوية، في الحب، والخضوع، والتعظيم، والدعاء ونحو ذلك من العبادات.
قال -رحمه اللّه-: فجنس هؤلاء المشركين، وأمثالهم، ممن يعبد الأولياء، والصالحين، نحكم: بأنهم مشركون؛ ونرى كفرهم، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية؛ وما عدا هذا من الذنوب، التي هي دونه في المرتبة والمفسدة، لا نكفر بها.
ولا نحكم على أحد من أهل القبلة، الذين باينوا لعباد الأوثان والأصنام والقبور، بمجرد ذنب ارتكبوه، وعظيم جرم اجترحوه؛ وغلاة الجهمية والقدرية والرافضة، ونحوهم ممن كفرهم السلف: لا نخرج فيهم عن أقوال أئمة الهدى والفتوى، من سلف هذه الأمة، ونبرأ إلى اللّه مما أتت به الخوارج، وقالته في أهل الذنوب من المسلمين.
قال -رحمه اللّه-: ومجرد الإتيان بلفظ الشهادة، من غير علم بمعناها، ولا عمل بمقتضاها: لا يكون به المكلف مسلماً؛ بل هو حجة على ابن آدم، خلافاً لمن زعم أن الإيمان مجرد الإقرار، كالكرامية؛ ومجرد التصديق كالجهمية؛ وقد أكذب اللّه المنافقين، فيما أتوا به وزعموه من الشهادة، وأسجل على كذبهم، مع أنهم أتوا بألفاظ مؤكدة، بأنواع من التأكيدات، قال تعالى: { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }[المنافقون: 1] فأكدوا بلفظ الشهادة، وإنّ المؤكدة، واللام، وبالجملة الاسمية؛ فأكذبهم، وأكد تكذيبهم، بمثل ما أكدوا به شهادتهم، سواء بسواء؛ وزاد التصريح باللقب الشنيع، والعلم البشع الفظيع.
وبهذا تعلم: أن مسمى الإيمان، لا بد فيه من التصديق والعمل؛ ومن شهد أن لا إله إلا اللّه، وعبد غيره، فلا شهادة له، وإن صلى، وزكى، وصام، وأتى بشيء من أعمال الإسلام؛ قال تعالى لمن آمن ببعض الكتاب ورد بعضاً: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ الآية [البقرة: 85]، وقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً } الآية [النساء: 150] وقال تعالى: { وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [المؤمنون: 117].
والكفر نوعان: مطلق، ومقيد؛ فالمطلق، هو: الكفر بجميع ما جاء به الرسول؛ والمقيد: أن يكفر ببعض ما جاء به الرسول؛ حتى إن بعض العلماء: كفر من أنكر فرعاً مجمعاً عليه، كتوريث الجد، أو الأخت، وإن صلى وصام، فكيف بمن يدعو الصالحين، ويصرف لهم خالص العبادة ولبها؟ وهذا: مذكور في المختصرات من كتب المذاهب الأربعة بل: كفروا ببعض الألفاظ، التي تجري على ألسن بعض الجهال، وإن صلى وصام من جرت على لسانه.
قال -رحمه اللّه-: والصحابة كفروا من منع الزكاة، وقاتلوهم، مع إقرارهم بالشهادتين، والإتيان بالصلاة، والصوم، والحج؛ قال -رحمه اللّه-: وأجمعت الأمة على كفر بني عبيد القداح، مع أنهم يتكلمون بالشهادتين، ويصلون ويبنون المساجد، في قاهرة مصر، وغيرها؛ وذكر: أن ابن الجوزي، صنف كتاباً في وجوب غزوهم، وقتالهم، سماه: النصر على مصر؛ قال: وهذا يعرفه من له أدنى إلمام بشيء من العلم والدين، فتشبيه عباد القبور، بأنهم يصلون، ويصومون، ويؤمنون بالبعث، مجرد تعمية على العوام، وتلبيس، لينفق شركهم، ليقال بإسلامهم، وإيمانهم، ويأبى اللّه ذلك، ورسوله، والمؤمنون.

Unknown يقول...

وأما مسائل: القدر، والجبر، والإرجاء، والإمامة، والتشيع، ونحو ذلك، من المقالات، والنحل، فهو (8) : أيضاً فيها، على ما كان عليه السلف الصالح، وأئمة الهدى والدين؛ ويبرأ إلى اللّه مما قالته القدرية النفاة، والقدرية المجبرة؛ وما قالته المرجئة، والرافضة؛ وما عليه غلاة الشيعة والناصبة؛ ويوالي: جميع أصحاب رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -، ويكف عما شجر بينهم؛ ويرى أنهم أحق الناس بالعفو عما يصدر منهم، وأقرب الخلق إلى مغفرة اللّه وإحسانه، لفضائلهم، وسوابقهم، وجهادهم، وما جرى على أيديهم، من فتح القلوب بالعلم النافع، وفتح البلاد، ومحو آثار الشرك، وعبادة الأوثان، والنيران، والأصنام، والكواكب، ونحو ذلك مما عبده جهال الأنام.
ويرى: البراءة مما عليه الرافضة، وأنهم سفهاء، لئام؛ ويرى: أن أفضل الأمة بعد نبيها أبوبكر، فعمر، فعثمان، فعلي، رضي اللّه عنهم أجمعين، ويعتقد: أن القرآن -الذي نزل به الروح الأمين، على قلب سيد المرسلين، وخاتم النبيين- كلام اللّه، غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود. ويبرأ: من رأي الجهمية، القائلين بخلق القرآن، ويحكي تكفيرهم عن جمهور السلف، أهل العلم والإيمان.
ويبرأ: من رأي الكلابية، أتباع عبداللّه بن سعيد بن كلاب: القائلين: بأن كلام اللّه، هو المعنى القائم بنفس الباري، وأن ما نزل به جبريل -عليه السلام-، حكاية، أو عبارة عن المعنى النفسي؛ ويقول: هذا من قول الجهمية؛ وأول من قسم هذا التقسيم، هو: ابن كلاب، وأخذ عنه: الأشعري، وغيره، كالقلانسي؛ ويخالف (9)الجهمية في كل ما قالوه، وابتدعوه في دين اللّه، ولا يرى: ما ابتدعته الصوفية، من البدع، والطرائق، المخالفة لهدي رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -، وسنته، في العبادات، والخلوات، والأذكار، المخالفة للشرع.
ولا يرى: ترك السنن، والأخبار النبوية، لرأي فقيه، ومذهب عالم، خالف ذلك باجتهاده، بل السنة: أجل في صدره وأعظم عنده، من أن تترك لقول أحد، كائناً من كان؛ قال عمر بن عبدالعزيز: لا رأي لأحد مع سنة رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -، نعم عند الضرورة، وعدم الأهلية والمعرفة بالسنن والأخبار، وقواعد الاستنباط، والاستظهار، يصار إلى التقليد، لا مطلقاً، بل فيما يعسر ويخفى. ولا يرى: إيجاب ما قاله المجتهد، إلا بدليل تقوم به الحجة، من الكتاب، والسنة؛ خلافاً لغلاة المقلدين. ويوالي: الأئمة الأربعة، ويرى فضلهم، وإمامتهم، وأنهم في الفضل، والفضائل، في غاية رتبة، يقصر عنها المتطاول؛ وميله إلى أقوال الإمام أحمد أكثر (10).
ويوالي: كافة أهل الإسلام، وعلمائهم، من أهل الحديث، والفقه، والتفسير، وأهل الزهد والعبادة؛ ويرى المنع من الانفراد عن أئمة الدين، من السلف الماضين، برأي مبتدع، أو قول مخترع، فلا يحدث في الدين ما ليس له أصل يتبع، وما ليس من أقوال أهل العلم والأثر.

Unknown يقول...

ويؤمن: بما نطق به الكتاب، وصحت به الأخبار، وجاء الوعيد عليه، من تحريم دماء المسلمين، وأموالهم، وأعراضهم؛ لا يبيح من ذلك إلاّ ما أباحه الشرع، وأهدره الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ومن نسب إليه خلاف ذلك، فقد: كذب وافترى، وقال ما ليس له به علم، وسيجزيه اللّه ما وعد به أمثاله من المفترين.
وأبدى -رحمه اللّه-: من التقارير المفيدة، والأبحاث الفريدة، على كلمة الإخلاص، والتوحيد، شهادة: أن لا إله إلا اللّه، ما دل عليه الكتاب المصدق، والإجماع المستنير المحقق، من نفي استحقاق العبادة، والإلهية عما سوى اللّه، وإثبات ذلك لله سبحانه، على وجه الكمال، المنافي لكليات الشرك، وجزئياته، وأن هذا: هو معناها، وضعاً، ومطابقة خلافاً لمن زعم غير ذلك، من المتكلمين، كمن يفسر ذلك؛ بالقدرة على الاختراع، أو أنه سبحانه غني عما سواه، مفتقر إليه من عداه، فإن هذا لازم المعنى، إذ الإله الحق، لا يكون إلا قادراً، غنياً عما سواه؛ وأما كون هذا، هو المعنى المقصود بالوضع، فليس كذلك.
والمتكلمون: خفي عليهم هذا، وظنوا أن تحقيق توحيد الربوبية، والقدرة، هو الغاية المقصودة، والفناء فيه، هو تحقيق التوحيد؛ وليس الأمر كذلك، بل هذا لا يكفي في أصل الإسلام، إلاّ إذا أضيف إليه، واقترن به، توحيد الإلهية: إفراد اللّه تعالى بالعبادة، والحب، والخضوع، والتعظيم، والإنابة، والتوكل، والخوف، والرجاء، وطاعة اللّه، وطاعة رسوله، هذا أصل الإسلام، وقاعدته؛ والتوحيد الأول، الذي عبروا به عنها، هو: توحيد الربوبية، والقدرة والخلق، والإيجاد، وهو الذي يبنى عليه: توحيد العمل، والإرادة، وهو دليله الأكبر، وأصله الأعظم.
وكثيراً ما يحتج به سبحانه، على من صرف العمل لغيره، قال تعالى: { وَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ } [البقرة: 163] الآيات، وقال: { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَـهٌ مَّعَ اللَّهِ } إلى آخر الآيات، [النمل: 62-64]، وقال تعالى: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } الآية [الأعراف: 54] ومن نظر في تفاسير السلف، علم هذا.
وقد قرر -رحمه اللّه- على شهادة أن محمداً رسول اللّه -في بيان ما تستلزمه هذه الشهادة، وتستدعيه، وتقتضيه، من تجريد المتابعة، والقيام بالحقوق النبوية، من الحب، والتوقير، والنصر، والمتابعة، والطاعة، وتقديم سنته – صلى الله عليه وسلم – على كل سنة وقول؛ والوقوف معها حيث وقفت، والانتهاء حيث انتهت، في أصول الدين، وفروعه، باطنه وظاهره، خفيه، وجليه، كليه، وجزئيه- ما ظهر به فضله، وتأكد علمه، ونبله، وأن من نقل عنه ضد ذلك، من دعاة الضلال، فقد فسد قصده، وعقله (11).
والواقف على مصنفاته، وتقريراته، يعرف: أنه سباق غايات، وصاحب آيات؛ لا يشق غباره، ولا تدرك في البحث والإفادة آثاره، وأن أعداءه، ومنازعيه، وخصومه، في الفضل، وشانئيه، يصدق عليهم: المثل السائر: بين أهل المحابر، والدفاتر، شعر:
حَسَدُوا الْفَتَى إِذْ لَمْ يَنَالُوا سَعْيَهُ *** فَالْقَوْمُ أَعْدَاءٌ لَهُ وَخُصُوْمُ
كَضَرَاِئِرُ الْحَسْنَاء قُلْنَ لِوَجْهِهَا *** حَسَدَاً وَبَغْيَاً إِنْهُ لَدَمِيْمُ
وقال -رحمه اللّه-، على قوله تعالى: { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[الشورى: 52] فالرسول – صلى الله عليه وسلم -، جعله اللّه إماماً للناس، وكما أنزل عليه القرآن، أنزل عليه السنة، موافقة له، مبينة له، فكل ما وافق ما جاء به، فهو صراط مستقيم، وما خالفه، فهو: بدعة، وضلال وخيم؛ وقوله: { صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الشورى: 23] أي الدال على اللّه، وفيه تشريفه، وتشريف شرعه، بإضافته إلى اللّه، فما أجهل من ابتدع قولاً، مخالفاً لقوله تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } [آل عمران: 31].
وله -رحمه اللّه-، ترجمة في: كتاب التوحيد، الذي صنف، بين فيها طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم -؛ قال: «باب من أطاع العلماء، والأمراء، في تحليل ما حرم اللّه، أو تحريم ما أحل اللّه، فقد اتخذهم أرباباً من دون اللّه» واستدل بحديث عدي (12)؛ وله بحوث في تحقيق شهادة أن محمداً رسول اللّه، بين بعضها الشيخ: حسين بن غنام، في تاريخه (13).
وله -رحمه اللّه-، من المناقب، والمآثر، ما لا يخفى على أهل الفضائل، والبصائر؛ ومما اختصه اللّه به، من الكرامة: تسلط أعداء الدين، وخصوم عباد اللّه المؤمنين، على مسبته، والتعرض لبهته، وغيبته، قال الشافعي -رحمه اللّه-: ما أرى الناس ابتلوا بشتم أصحاب رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -، إلا ليزيدهم اللّه بذلك ثواباً، عند انقطاع أعمالهم؛ وأفضل الأمة بعد نبيها: أبوبكر، وعمر؛ وقد ابتليا، من طعن أهل الجهالة، وسفهائهم؛ بما لا يخفى (14).

Unknown يقول...

وما حكينا عن الشيخ، حكاه: أهل المقالات، عن أهل السنة والجماعة، مجملاً ومفصلاً؛ قال أبوالحسن، الأشعري: جملة ما عليه أصحاب الحديث، وأهل السنة، الإقرار باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله؛ وما جاؤوا به من عند اللّه؛ وما رواه الثقات، عن رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -، لا يردون من ذلك شيئاً.
وأن اللّه تعالى: إله واحد، أحد، فرد، صمد، لم يتخذ صاحبة، ولا ولداً، وأن محمداً عبده ورسوله؛ وأن الجنة حق؛ وأن النار حق؛ وأن الساعة آتية لا ريب فيها؛ وأن اللّه يبعث من في القبور؛ وأن اللّه تعالى على عرشه، كما قال: { الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [طه: 5] وأن له يدين، بلا كيف، كما قال: { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ }[ص: 75] وكما قال: { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } [المائدة: 64] وأن له عينين، بلا كيف، وأن له وجهاً، جل ذكره، كما قال تعالى: { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ } [الرحمن: 27] وأن أسماء اللّه تعالى، لا يقال إنها غير اللّه، كما قالت المعتزلة، والخوارج.
وأقروا: أن لله علماً، كما قال: { أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } [النساء: 166] وكما قال تعالى: { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ} [فاطر: 11] وأثبتوا، السمع، والبصر، ولم ينفوا ذلك، كما نفته المعتزلة؛ وأثبتوا لله، القوة، كما قال تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } [فصلت: 15] وقالوا: إنه لا يكون في الأرض، من خير، ولا شر، إلا ما شاء اللّه؛ وأن الأشياء تكون بمشيئة اللّه تعالى، كما قال: { وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ } [الإنسان: 30] وكما قال المسلمون: ما شاء اللّه كان، وما لم يشأ لم يكن، وقالوا: إن أحداً لا يستطيع أن يفعل شيئاً، قبل أن يفعله اللّه، أو يكون أحد يقدر على أن يخرج عن علم اللّه، وأن يفعل شيئاً علم اللّه أنه لا يفعله.
وأقروا: أنه لا خالق إلا اللّه، وأن أعمال العباد يخلقها اللّه، وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً، وأن اللّه تعالى وفق المؤمنين لطاعته، وخذل الكافرين بمعصيته، ولطف بالمؤمنين، وأصلحهم، وهداهم، ولم يلطف بالكافرين، ولا أصلحهم، ولا هداهم؛ ولو أصلحهم لكانوا صالحين، ولو هداهم لكانوا مهتدين، وأن اللّه تعالى يقدر، أن يصلح الكافرين، ويلطف بهم، حتى يكونوا مؤمنين، ولكنه أراد أن يكونوا كافرين، كما علم، وخذلهم، وأضلهم، وطبع على قلوبهم، وأن الخير، والشر، بقضاء اللّه وقدره.
ويؤمنون: بقضاء اللّه وقدره، خيره وشره، حلوه ومره، ويؤمنون: أنهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً، ولا ضراً، إلا ما شاء اللّه، كما قال؛ ويلجئون أمرهم إلى اللّه، ويثبتون الحاجة إلى اللّه، في كل وقت، والفقر إلى اللّه في كل حال، ويقولون: إن كلام اللّه غير مخلوق، والكلام في الوقف، واللفظ، من قال باللفظ، أو الوقف، فهو مبتدع عندهم، لا يقال: اللفظ بالقرآن مخلوق، ولا يقال غير مخلوق؛ ويقولون: إن اللّه تعالى يُرى بالأبصار يوم القيامة، كما يُرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون، ولا يراه الكافرون؛ لأنهم عن اللّه محجوبون، قال تعالى: { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } [المطففين: 15] وإن موسى: سأل اللّه سبحانه الرؤية في الدنيا، وإن اللّه تجلى للجبل، فجعله دكاً، فأعلمه بذلك، أنه لا يراه في الدنيا، بل يراه في الآخرة.

Unknown يقول...

ولم يكفروا أحداً من أهل القبلة بذنب يرتكبه، كنحو الزنا، والسرقة، وما أشبه ذلك من الكبائر، وهم بما معهم من الإيمان، مؤمنون، وإن ارتكبوا الكبائر؛ والإيمان، عندهم، هو الإيمان باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وأن ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، وما أصابهم لم يكن ليخطئهم؛ والإسلام، هو: أن يشهد أن لا إله إلا اللّه، على ما جاء به الحديث؛ والإسلام عندهم، غير الإيمان؛ ويقرون بأن اللّه مقلب القلوب.
ويقرون: بشفاعة رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -، وأنها لأهل الكبائر من أمته، وبعذاب القبر؛ وأن الحوض حق؛ والمحاسبة من اللّه للعباد حق؛ والوقوف بين يدي اللّه حق؛ ويقرون: بأن الإيمان، قول وعمل، يزيد وينقص؛ ولا يقولون: مخلوق، ولا غير مخلوق؛ ويقولون: أسماء اللّه تعالى، هي اللّه؛ ولا يشهدون، على أحد من أهل الكبائر، بالنار، ولا يحكمون بالجنة، لأحد من الموحدين، حتى يكون اللّه هو نزلهم حيث شاء، ويقولون: أمرهم إلى اللّه، إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم، ويؤمنون: بأن اللّه يخرج قوماً من الموحدين من النار، على ما جاءت الروايات، عن رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -.
وينكرون: الجدل، والمراء في الدين، والخصومة في القدر، والمناظرة فيما يتناظر فيه أهل الجدل، ويتنازعون فيه من دينهم، بالتسليم للروايات الصحيحة، ولما جاءت به الآثار، التي رواها الثقات، عدلاً عن عدل، حتى ينتهى ذلك، إلى رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -، ولا يقولون: كيف؟ ولا: لم؟ (5) لأن ذلك، بدعة؛ ويقولون: إن اللّه تعالى لم يأمر بالشر، بل نهى عنه، وأمر بالخير، ولم يرض بالشر، وإن كان مريداً له.
ويعرفون: حق السلف، الذين اختارهم اللّه لصحبة نبيه – صلى الله عليه وسلم -، ويأخذون بفضائلهم، ويمسكون عما شجر بينهم، صغيرهم، وكبيرهم؛ ويقدمون: أبا بكر؛ ثم عمر؛ ثم عثمان؛ ثم علياً -رضي الله عنه-. ويقرون: أنهم الخلفاء الراشدون المهديون، وأنهم أفضل الناس كلهم بعد نبيهم؛ ويصدقون: بالأحاديث، التي جاءت عن رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -: «أن اللّه ينزل إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر …»(16) كما جاء في الحديث عن رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -.
ويأخذون بالكتاب والسنة، كما قال تعالى: { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } [النساء: 59] ويرون: اتباع مَنْ سلف من أئمة الدين، وأن لا يبتدع في الدين ما لم يأذن به اللّه، ويقرون: أن اللّه تعالى يجيء يوم القيامة، كما قال تعالى: { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } [الفجر: 22] وأن اللّه يقرب من خلقه كيف يشاء، كما قال تعالى: { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } [ق: 16] ويرون، العيد، والجمعة، والجماعة، خلف كل إمام، برّ، أو فاجر، ويثبتون المسح على الخفين سنة، ويرونه في الحضر، والسفر.
ويثبتون: فرض الجهاد، منذ بعث اللّه نبيه – صلى الله عليه وسلم – إلى آخر عصابة تقاتل الدجال، وبعد ذلك: يرون الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح، ولا يخرج عليهم بالسيف، ولا يقاتلون في الفتنة؛ ويصدقون: بخروج الدجال، وأن عيسى ابن مريم يقتله؛ ويؤمنون: بمنكر، ونكير، والمعراج، والرؤيا في المنام؛ وأن الدعاء للموتى من المسلمين، والصدقة عنهم بعد موتهم، تصل إليهم؛ويصدقون: بأن في الدنيا سحرة، وأن الساحر، كافر، كما قال تعالى: { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ } [البقرة: 102] وأن السحر، كائن موجود في الدنيا.

Unknown يقول...

ويرون: الصلاة على كل من مات من أهل القبلة، مؤمنهم، وفاجرهم، ويقرون:أن الجنة، والنار، مخلوقتان؛ وأن من مات، مات بأجله، وكذلك من قتل، قتل بأجله، وأن الأرزاق من قبل اللّه، يرزقها عباده، حلالاً، كانت، أو حراماً؛ وأن الشيطان: يوسوس للإنسان، ويشككه، ويخطِّيه؛ وأن الصالحين، قد يجوز أن يخصهم اللّه بآيات تظهر عليهم، وأن السنة، لا تنسخ الآيات؛ وأن الأطفال أمرهم إلى اللّه، إن شاء عذبهم، وإن شاء فعل بهم ما أراد، وأن اللّه تعالى عالم ما العباد عاملون، وكتب أن ذلك يكون، وأن الأمور بيد اللّه.
ويرون: الصبر على حكم اللّه، والأخذ بأمر اللّه، والانتهاء عما نهى الله عنه، وإخلاص العمل، والنصيحة للمسلمين، ويدينون بعبادة اللّه تعالى في العابدين، والنصيحة لأئمة المسلمين، واجتناب الكبائر، والزنا، وقول الزور، والمعصية، والفخر، والكبر، والإزراء، على الناس، والعجب، ويرون: مجانبة كل داع إلى بدعة، والتشاغل بقراءة القرآن، وكتابة الآثار، والنظر في الفقه، مع التواضع، والاستكانة، وحسن المأكل، والمشرب؛ وجملة: ما يأمرون به، ويستعملونه، ويرونه؛ وبكل ما ذكرنا من قولهم: نقول، وإليه نذهب، انتهى (17).
وبعض هذا البحث، ذكره شيخنا: عبداللطيف (18)، في التأسيس(19)، وأحببت إبرازه من مظانه، لينكشف للناس حقيقة ما عليه الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ويزول عنهم الوهم، والإشكال؛ وحسبنا اللّه ونعم الوكيل، وصلى اللّه على أشرف المرسلين، محمد، وآله وصحبه أجمعين.
————————-
(1) ما زال أعداء هذه الدعوة يحاربونها ويصفونها بأبشع الأوصاف ويألبون عليها ويقومون ضدها بالتحريش والكذب والسب ولم يكلفوا أنفسهم معرفة حقيقة هذه الدعوة الإصلاحية التي هي دعوة الإسلام، على ما كان عليه محمد بن عبداللّه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وصحابته الكرام وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، ولا شك أن هذه العداوة تؤلم كل مسلم وتجرحه جرحاً عميقاً لما يُعلم من حقيقة هذه الدعوة الإصلاحية وثمارها التي يلمسها كل مسلم منصف في جميع أنحاء العالم.
(2) وهي ولله الحمد والمنة مطبوعة ومتوفرة في كل مكان.

Unknown يقول...

(3) أي شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب.
(4) انظر: صحيح البخاري كتاب التفسير (8/611): تفسير سورة النجم.
(5) انظر: تفسير ابن كثير (2/431).
(6) وهي قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ) [يونس: 18] وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) [الزمر: 3].
(7) قال ابن إسحاق: «جلس رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم – فيما بلغني يوماً مع الوليد بن المغيرة، فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم، وفي المجلس غير واحد من رجال قريش، فتكلّم رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم – فعرض له النضر بن الحارث، وكلّمه رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم – حتى ألجمه ثم تلا عليه وعليهم: (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَـؤُلاءِ الِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ) إلى قوله: (وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ)، ثم قام رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم – وأقبل عبداللّه بن الزبعريّ حتى جلس، فقال الوليد بن المغيرة لعبداللّه بن الزبعريّ: واللّه ما قام النضر بن الحارث لابن عبدالمطلب آنفاً وما قعد، وقد زعم، أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم، فقال عبداللّه بن الزبعريّ: أما واللّه لو وجدته لخصمته، فسلوا محمداً: أكل من عُبد من دون اللّه في جهنم مع من عبده؟ فنحن نعبد الملائكة، واليهود تعبد عزيراً، والنصارى تعبد المسيح عيسى ابن مريم، فعجب الوليد من المغيرة ومن كان في المجلس من قول عبداللّه بن الزبعريّ، ورأوا أنه قد خاصم واحتجّ فذكر ذلك لرسول اللّه – صلى الله عليه وسلم – من قول ابن الزبعريّ فقال رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -: «نعم كل من أحب أن يعبد من دون اللّه فهو مع من عبده، إنما يعبدون الشياطين، ومن أمرهم بعبادتهم؟» فأنزل اللّه -عز وجل- : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَـئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) إلى: (خَالِدُونَ)، أي: عيسى ابن مريم وعزير، ومن عبدوا من الأحبار والرهبان الذين مضوا على طاعة اللّه فاتخذهم مَنْ بَعْدَهُمْ من أهل الضلالة أرباباً من دون اللّه، فأنزل اللّه فيما ذكروا أنهم يعبدون الملائكة وأنها بنات اللّه: (وَقَالُواْ اتَّخَذَ الرَّحْمَـنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَـهٌ مِّن دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)» [أخرجه ابن جرير (17/96-97)، وبنحوه عن ابن عباس: أخرجه الطبراني (12/153].

Unknown يقول...

الشيخ أحمد بن حجر بن محمد آل أبو طامي
ولادته ، ونشأته ورحلته لطلب العلم :
ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن على بن محمد بن أحمد بن راشد التميمي سنة1115هجرية الموافق سنة1703م في بلدة العيينة،الواقعة شمال الرياض.ونشأ الشيخ في حجر أبيه عبد الوهاب في تلك البلدة في زمن إمارة عبدا لله بن محمد بن حمد بن مُعمَّر وكان سباقاً في عقله وفي جسمه ، حادّ المزاج ، فقد استظهر القرآن قبل بلوغه العشر ، وبلغ الاحتلام قبل إتمام الإثنتي عشرة سنة .
قال أبوه : رأيته أهلاً للصلاة بالجماعة ، وزوجته في ذاك العام .
طلبه للعلم :
درس على والده الفقه الحنبلي والتفسير والحديث .
وكان في صغره ، مكباً على كتب التفسير والحديث والعقائد .
وكان يعتني بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم رحمهما الله ، ويكثر من مطالعة كتبهما .
رحلاته العلمية :
ثم غادر البلاد قاصداً حج بيت الله الحرام .
وبعد أدائه الفريضة أم المدينة المنورة ، وقصد المسجد النبوي ، وزار إمام المرسلين صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الأبرار المخلصين .
شيوخه بالمدينة المنورة :
وكان فيما إذ ذاك من العلماء العاملين ، والشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف من آل سيف النجدي ، كان رأساً في بلد المجمعة .
فأخذ عنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب كثيراً من العلم ، وأحبه الشيخ عبد الله ، وكان به حفياً ، وبذل جهداً كبيراً في تثقيفه وتعليمه. وكان من عوامل توثيق الروابط بينهما وتمكين المحبة توافق أفكاره ومبدئه مع تلميذه في عقيدة التوحيد ، والتألم مما عليه أهل نجد وغيرهم من عقائد باطلة ، وأعمال زائفة .
واستفاد الشيخ من مصاحبته فوائد عظيمة،وأجازه الشيخ عبد الله بالحديث المشهور والمسلسل بالأولية((الراحمون يرحمهم الرحمن)) من طريقين :.
أحدهما : من طريق ابن مفلح عن شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وينتهي إلى الإمام أحمد .
والثاني : من طريق عبد الرحمن بن رجب عن العلامة ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام ، وينتهي أيضاً إلى الإمام أحمد .
كما أجازه الشيخ بكل ما في ثبت الشيخ عبد الباقي الحنبلي شيخ مشايخ وقته،قراءة وعلماً وتعليماً ،صحيح البخاري بسنده إلى مؤلفه ،وصحيح مسلم وشرح الصحيحين ، وسنن الترمذي والنسائي،وأبي داود،وابن ماجة ومؤلفات الدارمي،وبسنده المتصل إلى المؤلف .

Unknown يقول...

ومسند الإمام الشافعي ، وموطأ الإمام مالك ، ومسند الإمام أحمد ، إلى غير ذلك مما ثبت في ثبت الشيخ عبد الباقي .
ثم وصل الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف حبل الشيخ محمد ، بحبل المحدث الشيخ محمد حياة السندي ، وعرَّفه به وبما هو عليه من عقيدة صافية ، وبما تجيش به نفسه من مقت الأعمال الشائعة في كل مكان من البدع ، والشرك الأكبر والأصغر ، وأنه إنما خرج من نجد للرحلة في طلب العلم ، وسعياً إلى الاستزادة من السلاح الديني القوي ، الذي يعينه على ما هو مصمم عليه من القيام بالدعوة والجهاد في سبيل الله .
وممن أخذ عنهم الشيخ وانتفع بمصاحبته الشيخ على أفندي الداغستاني ، والشيخ إسماعيل العجلوني ، والشيخ عبد اللطيف العفالقي الاحسائي ، الشيخ محمد العفالقي الاحسائي .
وقد أجازه الشيخان الداغستاني والاحسائي بمثل ما أجازه الشيخ عبد الله إبراهيم بما في ثبت أبي المواهب
ثم توجه إلى نجد ، ثم البصرة ، قاصداً الشام ، ليستزيد من العلوم النافعة .
شيوخه بالبصرة :

Unknown يقول...

أي الإمام محمد بن عبدالوهاب يميل لمذهب الإمام أحمد بن حنبل دون تعصب وإنما يأخذ ما يوافق الدليل.
(11) من ذلك أنهم افتروا على الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه اللّه وأكرم مثواه- أنه يقول عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: إن غاية أمره كالطارش الذي يرسل إلى أناس في أمر فيبلغهم إياه ثم ينصرف.
ومن كذبهم وظلمهم أن الإمام المصلح يقول عن نبي الهدى – صلى الله عليه وسلم -: عصاي خير من محمد لأنها ينتفع بها بقتل الحية ونحوها، ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلاً. هكذا قال المفترون الكاذبون وقد كشف شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وتلاميذه هذه الفرية في رسائلهم وكتبهم كما هو مبين في الدرر السنية في الأجوبة النجدية ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية وغيرها من كتب أئمة الدعوة الإصلاحية فجزاهم اللّه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
(12) أخرجه الإمام الترمذي في «سننه» (ح3095) حديث عدي بن حـاتم: أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقرأ هذه الآية: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ) فقلت له: إنا لسنا نعبدهم قال: «أليس يحرمون ما أحل اللّه فتحرمونه، ويحلون ما حرم اللّه فتحلونه؟» فقلت: بلى، قال: «فتلك عبادتهم».
(13) وتاريخ الشيخ حسين بن غنام مشهور متداول.
(14) والمعنى أن الذين يسبون الشيخ لا يضرون إلا أنفسهم والشيخ -رحمه اللّه- لا يزيده ذلك إلا رفعة في الدرجات ومزيداً من الأجر والثواب.
(15) قال بعض السلف: كلمتان ممنوعتان: كيف في صفات اللّه، ولِمَ في أفعال اللّه.
(16) أخرجه مالك في «الموطأ» (1/214)، والبخاري في «صحيحه» (1/289)، ومسلم في «صحيحه» (2/175)، وأبوداود (1315)، والترمذي (2/263) وغيرهم.
(17) وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب -رحمه اللّه تعالى- يقول بهذا ويعتقده ويدين اللّه به؛ كما هو موضح في كتبه ورسائله المطبوعة المشهورة والتي وصلت إلى الآفاق ونفع اللّه بها المسلمين في كافة أنحاء المعمورة.
(18) هو الشيخ العلامة عبداللطيف ابن الإمام عبدالرحمن ابن الشيخ حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، من كبار أئمة الإسلام المحققين وعلماء الدعوة الإصلاحية الراسخين.
(19) هو كتاب للشيخ عبداللطيف سماه: «منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود جرجيس»، وهو مطبوع متداول

Unknown يقول...

عوته لقومه :
ابتدأ الشيخ رحمه الله ، دعوته لقومه في بلدة ( حريملا ) وبين لهم أن لا يدعى إلا الله ، ولا يذبح ولا ينذر إلا له ، وأن عقيدتهم في تلك القبور والأحجار والأشجار ، من الاستغاثة بها ، وصرف النذور إليها ، واعتقاد النفع والضر منها ، ضلال وزور ، وبأنهم في حالة لا ترضي ، فلابد من نبذ ذلك .
وعزز كلامه بآي من كتاب الله المجيد وأقوال الرسول وأفعاله ، وسيرة أصحابه .
فوقع بينه وبين الناس نزاع وجدال ، حتى مع والده العالم الجليل ، لأنه كان مغتراً بأقاويل المقلدين السالكين تلك الأفعال المنكرة في قوالب حب الصالحين .
فاستمر الشيخ يجاهد بلسانه وقلمه وإرشاده .
وتبعه أُناس من أهل تلك البلدة ، حتى انتقل أبوه عبد الوهاب إلى جوار رب الأرباب سنة 1153هـ .
والظاهر أن والده اقتنع بأقوال ابنه ومبادئه،كما اقتنع أخوه سليمان بعدما وقع بينه وبينه نزاع وردود (2) .
وبعد وفاة والده ، جاهر قومه بالدعوة والإنكار على عقائدهم الضالة . ودعا إلى متابعة الرسول في الأقوال والأفعال .
وكان في تلك البلدة قبيلتان ، وكل يدعي الزعامة ، وليس هناك من يحكم الجميع ، ويأخذ حق الضعيف ، ويردع السفيه .
وكان لإحدى القبيلتين ، عبيد يأتون بكل منكر وفساد ، ولا يحجمون عن التعدِّي على العباد .
فصمم الشيخ على منعهم وردعهم .
ولما أحسَّ أولئك الأرقاء بما صمم عليه الشيخ ،عزموا أن يفتكوا به خفية فتسوروا عليه من وراء الجدار .
فشعر بهم بعض الناس ، فصاحوا بهم وهربوا .
عندها غادر الشيخ (حريملا ) إلى ( العيينة ) مسقط رأسه ، وموطن آبائه ، وحكامها إذ ذاك عثمان بن حمد بن معمر . فتلقاه بكل إجلال وإكرام ، وبين الشيخ له دعوته الإصلاحية المباركة ، القائمة على دعائم الكتاب والسنة المطهرة وشرح له معني التوحيد ، وأن أعمال الناس اليوم وعقائدهم منافية للتوحيد . وتلا عليه الآيات والأحاديث النبوية ، ورجاله من الله – إن قام بنصر [ لا إله إلا الله ] – أن ينصره الله ويعلي كلمته ، وتكون له السيادة والزعامة على نجد وغيرها ، وله السعادة الأبدية إن شاء الله .
فقبل عثمان ، ورجب بما قال الشيخ ، فعالن الشيخ بالدعوة إلى الله ، ولإفراد العبادة لله ، والتمسك بسنة رسول الله ، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، وقطع الشيخ الأشجار المعظمة هناك ، وهدم قبة زيد بن الخطاب ، بمساعدة عثمان الأمير / وأقام الحد على إمرأة اعترفت بالزنا مراراً ، بعد ما تأكد من صحة عقلها وكمال حواسها .
فاشتهر أمر الشيخ ، وذاع صيته في البلدان .
فبلغ خبره ( سليمان بن محمد بن عريعر ) حاكم الإحساء وبني خالد .
فبعث هذا الجاهل الظالم إلى عثمان بن معمر كتاباً جاء فيه : إن المطوع الذي عندك ، قد فعل ما فعل ، وقال ما قال ، فإذا وصلك كتابي فاقتله ، فإن لم تقتله ، قطعنا خراجك الذي عندنا في ((الإحساء )) .
فعظم على عثمان الأمر ، وكبر عليه مخالفة ابن عريعر ، وغاب عن ذهنه عظمة رب العالمين .
وكانت النتيجة من جراء ذلك الكتاب وضعف إيمان ابن معمر أن أمر بإخراج الشيخ من بلده .
ولم يفد فيه وعظ الشيخ ونصحه ، وأنه لابد للداعي والمصلح من أن يناله الأذى ، ولابد أن تكون العاقبة للمتقين .
فخرج الشيخ رحمه الله ،يمشي على رجليه موكلاً به فارس يمشي من خلفه،وليس مع الشيخ إلا المروحة في أشد وقت الحر من الصيف.
فهم الفارس بقتل الشيخ ، وكان بإيعاز من ابن معمر ، فارتعدت يده وكفى الله شره .
وكان الشيخ في مشيه لا يفتر عن ذكر الله ، ويردد قوله تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
ونزل الشيخ بالدرعية وقت العصر سنة 1158 هـ ضيفاً على عبد الرحمن بن سويلم ، وابن عمه أحمد بن سويلم .
وخاف ابن سويلم على نفسه من الأمير محمد بن سعود ، لأنه كان يعلم حالة الناس ، وأنهم لا يقبلون ما أتى به هذا العالم الجليل ، ويقابلون ذلك بالأذى ، ولاسيما من بيده الأمر .
ولكن الشيخ الممتليء إيماناً وثقة بالله ، سكن جأشه ، وأفرغ عليه من العظات وملأه رجاءاً وعدةً بأنه لابد من أن يفرج الله وينصره نصراً مؤزراً .
فعلم به الخواص من أهل الدرعية ، فزاروه خفية ، فشرح لهم معاني التوحيد وما يدعو إليه .

Unknown يقول...

وكان للأمير أخوان مشاري وثنيان وزوجة كانت لبيبة عاقلة .
فبين الأخوان – بعدما نهلا من مناهل الشيخ – لأخيهما الأمير ، أن الشيخ محمداً نازل ضيفاً على ابن سويلم ، وأن هذا الرجل غنيمة ساقه الله إليك ، فاغتنم ما خصك الله به ، ورغبوه في زيارة الشيخ ، فامتثل وزار الشيخ .
فدعاه الشيخ إلى التوحيد ، وأن التوحيد هو ما بعثت من أجله الرسل ، وتلا عليه آيات من الذكر الحكيم ، فيها البيان ببطلان عبادة غير الله ولفت نظره إلى ما عليه أهل نجد من الشرك والجهل والفرقة ، والاختلاف وسفك الدماء ، ونهب العباد .
وبالجملة بين له ضعف دينهم ودنياهم ، وجهلهم بشرائع الإسلام ، ورجاه أن يكون إماماً يجتمع عليه المسلمون ، ويكون له الملك والسيادة ، ومن بعده في ذريته .
عند ذلك شرح الله صدر محمد بن سعود وأحبه ، واقتنع بما دعاه إليه الشيخ ، وبشر الأمير السيخ بالنصرة وبالوقوف معه على من خالفه .
وشرط الأمير على الشيخ شرطين :
الأول : أن لا يرجع الشيخ عنه إن نصرهم الله ومكنهم .
والثاني : أن لا يمنع الأمير من الخراج الذي ضربه على أهل الدرعية وقت الثمار .
فقال الشيخ: أما الأول : الدم بالدم ، والهدم بالهدم .
وأما الثاني : فلعل الله يفتح عليك الفتوحات ، وتنال من الغنائم ما يغنيك عن الخراج .
فبايع الأمير الشيخ على الدعوة إلى الله ، والجهاد في سبيل الله ، والتمسك بسنة رسول الله ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وإقامة الشعائر الدينية .
وبعد استقراره في الدرعية ، أتى إليه من كان ينتسب إليه ، ومعتنقاً مبادئ دعوته ، من رؤساء المعامرة وغيرهم ، وأخذت الوفود تأتي من كل حدب لما علموا أن الشيخ في دار منعة .
عند ذلك ، سمع عثمان بن معمر الذي أخرج الشيخ من بلده أن محمد بن سعود رحمه الله قد بايع الشيخ ، وأنه ناصره وأهل الدرعية له مؤيدون ، ومعه قائمون ومجاهدون . فندم عثمان على ما سلف منه في حق الشيخ ، فأتي إليه ومعه ثلة من الرجال من رؤساء البلاد وأعيانها ، واعتذر ، وطلب منه الرجوع .
فعلق الشيخ الأمر على رضاء الأمير محمد بن سعود ، فرفض الأمير السماح ورجع عثمان خائباً .
وشدت إلى الشيخ الرحال ، وكثر الوافدون ، ليرتووا من مناهله العذبة الصافية النقية من الخرافات والوثنية .
وكانت الحالة الاقتصادية للأمير والبلاد ، لا تقوي على القيام بمؤن أولئك الوافدين الطالبين .
فكان بعضهم – من شغفه وحبه للعلم – يحترف بالليل بالاجرة ، وفي النهار يحضر الدروس إلى أن وسع الله عليهم وأتي بالفرج واليسر ، بعد الشدة والعسر .
وثابر الشيخ باذلاً جهده ووسعه في إرشاد الناس وتعليمهم ، وبيان معني(لا إله إلا الله)وأنها نفي وإثبات.
فـ(( لا إله )) تنفي جميع المعبودات ، و(( إلا الله )) تثبت العبادة لله . وشرح لهم معني الألوهية بأن الإله : هو الذي تأله القلوب محبة وخوفاً وإجلالاً ورجاءاً .
وعلمهم الأصول الثلاثة .
وبفضل تعاليمه الرشيدة ، تنورت أذهانهم ، وصفت قلوبهم ، وصحت عقائدهم ، وزادت محبة الشيخ في قلوب الوافدين إليه .
ثم أخذ يراسل رؤساء البلدان النجدية وقضاتهم ، ويطلب منهم الطاعة والانقياد ، ونبذ الشرك والعناد .
فمنهم من أطاعه ، ومنهم من عصاه ، واتخذه سخرياً ، واستهزأ به ، ونسبه إلى الجهل وعدم المعرفة .
ومنهم : من نسبه إلى السحر .
ومنهم : من رماه بأمور منكرة ، هو منها بريء ، قاتل الله الجهل والتقليد الأعمى .
ولو كان لأولئك عقل ، لعقلوا أن الجاهل لا يستطيع إقامة الأدلة الصحيحة على مطالبه .
الجاهل لا يستطيع أن يبارز العلماء الأجلاء ببراهين عقلية وحجج سمعية . تقسر السامع على الخضوع .
الساحر لا يأمر بخير ، لا يأمر بمعروف ، ولا ينهي عن منكر .
ولكن لا عجب ، فقد قيل سابقاً للمرسلين ولجميع المصلحين ، مثل هذا الكلام .
واصل الشيخ ليله ونهاره ، في نشر الدعوة والوعظ،وكتابة الرسائل العلمية مكتفياً بهذه الوسيلة السلمية .
والأمير (( محمد بن سعود )) يؤازره حسب مقدرته .
ولكن خصوم الدعوة كانوا يعملون على تأليف القلوب لمحاربة الدعوة بكل الوسائل ، والاعتداء على الداخلين في الدعوة .
فلم ير الشيخ محمد والأمير بداُ من الاستعانة بالسيف بجانب الدعوة الدينية واستمرت الحروب الدينية سنين عديدة .
وكان النصر حليف ابن سعود في أغلب المواقف .

Unknown يقول...

وكانت القرى تسقط واحدة تلو الأخرى بيده .
ودخل البعض في الطاعة بالاختيار والرغبة ، لما عرف حقيقة الأمر .
وإن أردت معرفة عناد القوم وبغيهم وجورهم واعتدائهم ، ونقض بعضهم للعهد مرة بعد مرة ، فاقرأ (( عنوان المجد )) وإن زعماء الدعوة ما كانت خطتهم إلا الدفاع ورفع العقبات عن سبيل الدعوة الخالصة .
وبعد فتح الرياض (3) واتساع ملكهم وانقياد كل صعب لهم ، فوض الشيخ أموال الناس وأموال الغنائم إلى عبد العزيز بن محمد بن سعود الأمير ، وتفرغ الشيخ للعلم وللعبادة وإلقاء الدروس .
وكان محمد وابنه عبد العزيز لا يتصرفان في شيء إلا بعد أن يعلماه ، ليعلمهما الحكم الشرعي ، ولا ينفذان حكماً إلا عن أمره ورأيه.
وما زال الشيخ على هذه الحالة الحسنة والسيرة الطيبة الطاهرة حتى انتقل إلى جوار ربه في ذي القعدة سنة 1206 رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان .
علم الشيخ وصفاته :
كان الشيخ رحمه الله تعالى علماً من الأعلام ، ناصراً للسنة وقامعاً للبدعة ، خبيراً مطلعاً ، إماماً في لتفسير والحديث والفقه وأصوله ، وعلوم الآلة كالنحو والصرف والبيان ، عارفاً بأصول عقائد الإسلام وفروعها ، كشافاً للمشكلات ، حلالاً للمعضلات ، فصيح اللسان ، قوي الحجة ، مقتدراً على إبراز الأدلة وواضح البراهين بأبلغ عبارة وأبينها – تلوح على محياه علامات الصلاح وحسن السير ، وصفاء السريرة ، يحب العباد ويغدق عليهم من كرمه ويصلهم ببره وإحسانه ، ويخلص لله في النصح والإرشاد ، كثير الاشتغال بالذكر والعبادة ، قلما يفتر لسانه من ذكر الله .
وكان يعطي عطاء الواثق بربه ، ويتحمل الدَّين الكثير لضيوفه ومن يسأله . وكان عليه أبهة العظمة ، تنظره الناس بعين الإجلال والتعظيم مع كونه متصفاً بالتواضع واللين ، مع الغني والفقير ، والشريف والوضيع .
وكان يخص طلبة العلم بالمحبة الشديدة ، وينفق عليهم من ماله ، ويرشدهم على حسب استعدادهم .
وكان يجلس كل يوم، عدة مجالس ليلقي دروسه في مختلف العلوم، من توحيد ، وتفسير،وحديث ،وفقه ،وأُصول وسائر العلوم العربية.
وكان عالماً بدقائق التفسير والحديث،وله الخبرة التامة في علله ورجاله، غير ملول ولا كسول من التقرير والتحرير،والتأليف والتدريس.

Unknown يقول...

وكان صبوراً عاقلاً ،حليماً ، لا يستفزه الغضب إلا أن تنتهك حرمة الدين أو تهان شعائر المسلمين ، فحينئذ يناضل بسيفه ولسانه ، معظماً للعلماء ، منوهاً بما لهم من الفضائل ، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، غير صبور على البدع ، ينكر على فاعليها بلين ورفق، متجنباً الشدة والغضب والعنف ، إلا أن تدعو إليه الحاجة .
ولا غرو إذا اتصف الشيخ بتلك السجايا الحميدة ، والأخلاق الكريمة ، فقد ورث تلك عن آبائه وأسلافه الأبرار ،لأنهم كانوا معروفين بالعلم والفضل والزهد .
فقد كان جده سليمان بن علي عالم نجد في زمانه له اليد الطولي في كثير من الفنون ، فشدت إليه الرحال من أصقاع نجد لتحصيل العلوم .
قال ابن بشر : صنف مصنفات عديدة ، ودرّس وأفتي وأفاد طلاب العلوم من علمه الواسع .
وأبوه الشيخ عبد الوهاب قد كان عالماً كاملاً ، ورعاً ، وزاهداً ،له معرفة تامة في علوم الشريعة وآلاتها .
تولى القضاء في عدة أماكن من نجد ، منها العيينة ، وحريملا ، وله مؤلفات ورسائل مستحسنة ، فرحم الله الجميع رحمة واسعة .
مؤلفات الشيخ :
ألف عدة كتب : منها كتاب التوحيد ، وهو غني بالشهرة عن التعريف به ، كشف الشبهات ، ثلاثة الأصول ، مختصر السيرة النبوية.
مختصر الإنصاف والشرح الكبير في الفقه .
نصيحة المسلمين بأحاديث خاتم المرسلين .
كتاب الكبائر ، آداب المشي إلى الصلاة .
أصول الإيمان .
مختصر زاد المعاد .
مختصر صحيح البخاري .
مسائل الجاهلية .
إستنباط من القرآن ( يقع في جزأين ) .
أحاديث الفتن .
وله رسائل عديدة ، وأكثرها في التوحيد .
أبناء الشيخ وتلامذته :
ذكر في (( عنوان المجد )) أن الشيخ رحمه الله قد أخذ عنه العلم عدة من العلماء الأجلاء ، منهم أبناؤه الأربعة العلماء ، والقضاة الفضلاء ، الذين درسوا العلوم الشرعية والفنون الأدبية كما درسوا الفروع والأصول ، وصارت لهم ملكة في المعقول والمنقول .
حسين ، عبد الله ، علي ، إبراهيم (4) .
وقد كان لكل واحد منهم – قرب بيته – مدرسة ، وعنده من طلاب العلوم من أهل الدرعية والغرباء العدد الكثير ، بحيث قد يعده السامع أنه قد بولغ في العدد . ولا زال العلم في ذرية الشيخ وسيكون – إن شاء الله – باقياً إلى أن تقوم الساعة .
وآل الشيخ في هذا اليوم ، هم القائمون في المملكة العربية السعودية بالوظائف الدينية ، من الإفتاء ، والتدريس ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورئاسة المعاهد والكليات ، وحل المشاكل ، والدفاع عن حوزة الدين ، ونصر شريعة سيد المرسلين فجزاهم الله أحسن الجزاء ، ووفقنا وإياهم لما يحبه ويرضاه .
وأما التلامذة والطلاب الذين نهلوا من منهل الشيخ ، وتخرجوا على يده ، وصاروا قضاة ومفتين ، فلا تحصيهم الأقلام . ولا بأس أن نذكر عدداً قليلاً فمنهم الشيخ العالم الجليل حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر والد مؤلف منحة القريب(5) .
والشيخ الزاهد الورع عبد العزيز بن عبد الله الحصين الناصري ، تولى القضاء إذ ذاك في ناحية الوشم .
والشيخ الفاضل العالم العامل سعيد بن حجي ، قاضي حوطة بني تميم .
والعالم الجليل الشيخ عبد الرحمن بن نامي ، تولى القضاء ببلد (( العيينة )) والاحساء .
والشيخ المفضال أحمد بن راشد العريني ، القاضي في ناحية (( سدير )) .
والشيخ عبد العزيز أبو حسين .
والشيخ حسن بن عيدان ، وكان قاضياً في بلد حريملاء .
والشيخ عبد العزيز بن سويلم ، وكان قاضياً في بلد (( القصيم )) .
ومن ذرية الشيخ حسن وأشهر الموجودين من نسله في عصرنا الحاضر ، الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وهو الآن مفتي المملكة العربية السعودية وإليه مرجع الهيئات الدينية .
وأخوه الشيخ عبد اللطيف رئيس المعاهد الدينية والكليات ، والشيخ عبد الملك رئيس هيئات الأمر بالمعروف بمكة المكرمة ، كما أن من أشهر الموجودين من نسل الشيخ حسين بن محمد ، الشيخ عمر بن حسن،رئيس هيئة الأمر بالمعروف بـ(( نجد))والمنطقة الشرقية.

Unknown يقول...

في حقيقة الحركة الإصلاحية أو ما يسمى ( الوهابية ) وبواعثها ما ينفي المزاعم
المبحث الأول : حقيقة الحركة الإصلاحية والدولة السعودية الأولى :

هي الإسلام على منهج السلف الصالح :

من الحقائق الثابتة الجليلة أن الدعوة الإصلاحية التي قام بها المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي - رحمه الله - ( 1115 - 1206هـ ) ( 1703 - 1792م ) ونصرها الإمام المجاهد محمد بن سعود - رحمه الله - ت ( 1179هـ ) ( 1765م ) إنما هي امتداد للمنهج الذي كان عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة على امتداد التاريخ الإسلامي ، وهو منهج الإسلام الحق الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والتابعون وأئمة الدين من الأئمة الأربعة ونحوهم من أهل الحديث والفقه وغيرهم .
إذن فهذه الحركة المباركة لم تكن في حقيقتها ومضامينها ومنهجها العقدي والعلمي والعملي ، إلا معبرة عن الإسلام نفسه ، مستهدفة إحياء ما اعترى تطبيقه من قبل كثير من المسلمين من غشاوة وجهل وإعراض ، بتصحيح العقيدة ، وإخلاص العبادة ، وإحياء السنة ، ومحاربة الشركيات والبدع والمحدثات في الدين .
يقول الأستاذ / عبد الرحمن الرويشد في كتابه « الوهابية حركة الفكر والدولة » مؤكدا أصالة الفكرة الوهابية وأنها ليست مذهبا جديدا ، إنما هي إحياء للدين الحق : « ليست الفكرة الوهابية السلفية ديانة جديدة أو مذهبا محدثا كما أشاع ذلك خصومها ، وإنما هي ثمار جهود مخلصة تنادي بالعودة إلى نموذج بساطة الإسلام والاستمداد في التشريع من نبعه الصافي ، كما تدعو إلى حركة تطهير شاملة لكل ما أدخل على المعتقد الديني من شرك وبدع وزيغ وضلال أدت كلها إلى تشويه حقائق الإيمان وأفسدت رواء الدين ، وأبعدت أبناءه عن قوة التزامه معتقدا وسلوكا .

Unknown يقول...

ومن فضل الله على أتباع هذه الدعوة المباركة أن لقب ( الوهابية ) من الخصوم في كثير من الأحيان يحمل معان إيجابية ويعتز بها أتباعها وعموم أهل السنة ، وإن قصد به خصومهم اللمز والسب .
وذاك - على سبيل المثال : حين يطلقونها على من يقيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو أصل من أصول الإسلام وشعائره العظيمة ، ومن أكبر خصائص الأمة المسلمة ، ومن خصال الخيرية لهذه الأمة كما قال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر [ سورة آل عمران ، من الآية : 110 ] .
وحين يطلقون ( الوهابية ) كذلك على الأخذ بالكتاب والسنة والتمسك بالدين وتوحيد الله تعالى ، ونبذ الشركيات والبدع ، وهذه صفة مدح وتزكية يفرح بها المؤمنون .
وحين يطلقون ( الوهابية ) على اقتفاء منهج السلف الصالح الذي هو سبيل المؤمنين ، وسنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وهذه تزكية لا تقدر بثمن .
والناظر في مفاهيم الناس حول ما يسمونه ( الوهابية ) يجد الكثير من الغبش والخلط والتناقض والاضطراب .
فالوصف السائد للوهابية عند أغلب الخصوم ومن سار في ركابهم يقصد به : كل من لا يعمل بالبدع ولا يرضاها ، وينكرها ولا يقرها .
وقد يقصد بـ ( الوهابية ) كل مذهب غريب وشاذ .
وآخرون يطلقون ( الوهابية ) على كل من كان على مذهب أهل السنة والجماعة ، مقابل الشيعة أو مقابل الفرق الأخرى . وقد يخصصه بعضهم بالاتجاهات السلفية ، وأهل الحديث ، وأنصار السنة ونحوهم .
وقد توسعت بعض وسائل الإعلام والاتجاهات الغربية ومن دار في فلكها بإطلاق - ص 36 - ( الوهابية ) على كل مسلم ينزع إلى التمسك بشعائر الدين وأحكامه وربما ترادف عندهم عبارة ( أصولي ) أو متزمت أو متشدد ، والمتمسك بالدين عندهم : متشدد .
وبعض المؤسسات والدوائر الغربية ومن تأثر بها صارت عندهم ( الوهابية ) ترادف : التطرف ، والإرهاب والعنف ، والعدوانية . ونحو ذلك ، وهذا تصور خاطئ وحكم جائر .

Unknown يقول...

- ص 37 - حقيقة الدعوة كما شهد بها المنصفون وإنه لمن المفيد أن أسوق كلام بعض الشهود من غير النجديين الذين عايشوا هذه الدعوة ودولتها المعاصرة وعلماءها وأهلها عن كثب ومنهم : الأستاذ ( حافظ وهبة ) إذ يقول تحت عنوان : ( ما هي الدعوة الوهابية ؟ ) : « لم يكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب نبيا كما ادعى نيبهر الدانمركي ، ولكنه مصلح مجدد داع إلى الرجوع إلى الدين الحق ، فليس للشيخ محمد تعاليم خاصة ، ولا آراء خاصة وكل ما يطبق في نجد من الفروع هو طبق مذهب الإمام أحمد بن حنبل وأما في العقائد فهم يتبعون السلف الصالح . ويخالفون من عداهم ، وتكاد تكون عقائدهم وعباداتهم مطابقة تمام المطابقة لما كتبه ابن تيمية وتلاميذه في كتبهم ، وإن كانوا يخالفونهم في مسائل معدودة من فروع الدين . وهم يرون فوق ذلك أن ما عليه أكثر المسلمين من العقائد والعبادات لا ينطبق على أساس الدين الإسلامي الصحيح .
وشاهد آخر وهو الدكتور منير العجلاني إذ يقول مجيبا على التساؤل :
( ما هي صفة الحركة الوهابية ؟ )

« لقد تساءل غير واحد من المؤلفين هذا السؤال ، وكانت الأجوبة مختلفة . . . فبعضهم يرى أنها حركة دينية خالصة ، تريد الرجوع بالإسلام إلى صفائه الأول ، وأنها لذلك كافحت الشرك في كل ألوانه وأنكرت البدع التي أحدثت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعضهم يرى أنها حركة سياسية ، غايتها فصل نجد والبلاد العربية عن الخلافة العثمانية ، وإقامة حكومة عربية مستقلة ، وأن الدين لم يكن إلا وسيلة لتحقيق هذا الغرض .
وآخرون يرونها مزيجا من الدين والقومية ؛ لأنها كافحت في الميادين لتحقيق غايات دينية وقومية ، وألفت حكومة ، وأوجدت نظاما مبنيا على الإسلام ، ضمن الإطار السلفي .
ويقول المستشرق الفرنسي « هنري لاوست » : إن روح الحركة الوهابية ومعناها لم يتحددا في وضوح كامل .
- ص 38 - يقال حينا إن الوهابية حركة دينية غايتها إعادة الإسلام إلى صفائه الأول . وتعرف حينا آخر بأنها حركة تطهير ، يغلب عليها التشدد ، وترفض - كالبروتستانتية - عقيدة تقديس الأولياء ، وتكافحها كفاحا لا هوادة فيه .
وكل هذا إنما هو محاولة لتعريف الوهابية ببعض صفاتها الثانوية المتفرعة عنها ، كما رآها أعداؤها ، أو كما أظهرها الغلاة من أتباعها . . .
ولا سبيل إلى فهم الحركة الوهابية وتعريفها تعريفا صحيحا ، إلا بالرجوع إلى كتاب « السياسة الشرعية » ، لابن تيمية ، ومتى فعلنا ذلك استطعنا أن نعرف الوهابية بأنها : حركة إصلاح وتجديد ، سياسية ودينية ، ترمي إلى إنشاء دولة إسلامية على الأسس التي أوردها ابن تيمية ، في كتاب « السياسة الشرعية » .
وحسبنا أن نقرأ المجموعات التي نشرتها الحكومة العربية السعودية باسم : « مجموعة الرسائل والمسائل النجدية » حتى ندرك تماما أن الأفكار الوهابية مستمدة من « السياسة الشرعية » و « الحسبة » لابن تيمية ، و « السياسة الحكمية » ، لابن القيم الجوزية .

Unknown يقول...

كذلك ذهب ابن بشر إلى أن الشريف غالب وافق على أفكار الشيخ لولا أن الحاشية حذرته بأن الوهابيين إنما يريدون ملكه وليس ضميره ، « فارتعش قلبه وطار » .
ومحمد بن عبد الوهاب ، اهتم اهتماما كبيرا ، هو وورثته من بعده ، بتأكيد أنه لا جديد في دعوته ، وأنه لم يأت بمذهب خامس ، وهذا صحيح بالطبع ، وإن كان الحرص على نفي تهمة المذهب الخامس « أمر مبالغ فيه ؛ لأن المذاهب في حد ذاتها ، ليست أديانا منزلة ، وإنما هي اجتهادات وهم رجال ونحن رجال » .
لقد ظل هذا الحرص على نفي شبه المذهبية الجديدة يلازم رجال الحركة في المسجد والدولة ، إلى حد اتقاء كلمة « الوهابية » والإصرار على أن « محمد بن عبد الوهاب » ليس أكثر من تلميذ أو فقيه من فقهاء المذهب الحنبلي « المعترف » به ، فلماذا انفرد هو بذلك الأثر الذي أحدثه ، وبتلك القدرة على تفجير طاقات غيرت تاريخ المنطقة ؟ » .
« فهو لا يدعو « إلى مذهب صوفي ، أو فقيه ، أو متكلم ، أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم » ، « أدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، التي أوصى بها أول أمته وآخرهم ، وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه . إن أتانا منكم كلمة من الحق ، لأقبلنها على الرأس والعين ولأضربن الجدار بكل ما خالفها » .
- ص 41 - « وهكذا فتح الشيخ باب الاجتهاد على مصراعيه ، وكتب إلى الشريف غالب يقول : « فإن كانت المسألة إجماعا فلا كلام ، وإن كانت مسألة اجتهاد ، فمعلومكم أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد » .
لا شك أنه كان أكثر تقدمية وانفتاحا من المتكلم عن شيوخ مكة ، بل وأكثر قربا لروح الإسلام في الحوار المشهور بين علماء الوهابية وعلماء مكة . فقد قال الشيخ الحنفي المذهب : أنا لا أقبل إلا ما قاله إمامي أبو حنيفة لأنني مقلد لـه فيما قاله ، ولا أقبل أن تقول لي: قال رسول الله أو قال ذو الجلالة ؛ لأن أبا حنيفة أعلم مني ومنك بقولهما » .
وهكذا نرى أننا نظلم الشيخ ونظلم دعوته ، بل نظلم السلفية والسلفيين عندما نتحدث عنهم بالمفهوم السوقي الشائع » .
« فالدولة السعودية ، أو الثورة الوهابية كانت ضد التخلف العثماني ، كانت محاولة للإفلات من السفينة العثمانية الغارقة ، والتي لم يبق بها إلا طابور انكشاري يعترض طريق كل من يحاول سد خروق السفينة » .
« لم يحس أحد في القاهرة ولا مكة ولا حتى الأستانة بسقوط بخارى وسمرقند والقوقاز ، مع أنها أعرق في تاريخ الإسلام وحضارتها من بلجراد وسالونيك والأستانة ذاتها ، وشعوبها مسلمة مائة بالمائة منذ القرن الأول الهجري . . . ولكن هذه العواصم تنبهت مذعورة على مدفعية الأساطيل الأوروبية عند الشواطئ العربية . . . وبدأ الحديث عن « انقلاب المطبوع » والبحث عن تفسير لظاهرة انتصار الكفار على المؤمنين أو اختلال الناموس كما قالوا ! .
« وطرح السؤال بعنف : ما العمل ؟ كيف نواجه هذا التحدي ؟ وكانت أول إجابة طرحت في العالم العربي ، وما زالت آثارها حية إلى اليوم ، هي المنهج السعودي ، الذي طرحه « محمد بن عبد الوهاب » وتبناه « محمد بن سعود » وهو « لا ينتصر آخر هذا الدين إلا بما انتصر به أوله »
فاجأ ابن عبد الوهاب الجميع بإعلان أنه لا خطأ في الناموس . . . لا خطأ في قوانين الكون ، فالكفار لم يهزموا المؤمنين ، بل هزموا كفارا عادوا للشرك فخسروا الدين والدنيا ! » .
« فإن مظاهر الوثنية كانت قد تفشت في أنحاء العالم الإسلامي ، ليس فقط في الاعتقاد بالمشايخ والأولياء ، وأصحاب الطرق ، بل حتى في الاعتقاد ببركة أحجار وأشجار ، - ص 42 - وكان في مصر شجرة اسمها « أم الشعور » يتبرك بها العامة ويعتقدون بوجود روح داخلها ، وكان العامة يعلقون قطعة من ثيابهم ، أو ثياب غرمائهم في مسامير بوابة المتولي ، طلبا للمعاونة أو التنكيل بالخصوم . كما كان العامة في مصر يوجهون شكاويهم كتابة للإمام الشافعي المتوفى قبل أكثر من عشرة قرون ! ويعتقدون أنه يقرأها ، ويقضي فيها . . . فهو « قاضي الشريعة » كما يلقبه العامة في مصر » .

Unknown يقول...

قامت الدعوة الإصلاحية في نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب ، ومناصرة الإمام محمد بن سعود في الوقت الذي كانت أحوج ما تكون إليه في جميع النواحي الدينية والدنيوية ، وكانت مبررات الدعوة وبواعثها الشرعية منها والواقعية متوافرة ، ومن أهم هذه البواعث والدواعي :
1 - تحقيق التوحيد :

إن أول هذه الدواعي وأعظمها لقيام الدعوة الإصلاحية : مسألة التوحيد ومجانبة الشرك ، وهي القضية الكبرى بين الأنبياء وخصومهم ، وكذلك بين الدعاة والمصلحين وخصومهم ، ألا وهي تحقيق ما أمر الله تعالى به لجميع المكلفين أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فقد قامت هذه الدعوة استجابة لأمر الله بإقامة الدين ، بتحرير العبودية لله وحده ، وتعظيم الله تعالى بأسمائه وصفاته ، وإخلاص العبادة لـه سبحانه دون سواه ، والنهي عن الشرك وذرائعه ، وكانت هذه هي الغاية الأولى في هذه الدعوة المباركة .

2 - تنقية مصادر التلقي :

تعددت مصادر التلقي عند أهل الأهواء والبدع ، ولم يخلصوا تلقي الدين عن الكتاب والسنة ، فكان من أهداف هذه الدعوة الإصلاحية ، إعادة الناس إلى مصادر الدين الحق ( القرآن والسنة ) وبفهم السلف الصالح وآثارهم الصافية .


4 - القيام بواجبات الدين وفرائضه العامة :

من الدعوة إلى الخير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد في سبيل الله ، تحقيقا للخيرية التي وصف الله بها هذه الأمة كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم [سورة آل عمران ، من الآية : 110] - ص 44 - والنصيحة لله تعالى ولكتابه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ولأئمة المسلمين وعامتهم وإقامة الحدود ، والعدل بين الناس .

13 ديسمبر، 2014 1:24 م
SIIDreda REDASID يقول...
5 - تحكيم شرع الله تعالى كما أمر الله :

فقد أعرض كثير من المسلمين ، لا سيما أهل البدع وكثير من العامة ، وأهل البادية ، عن العمل بشرع الله في أكثر أحوالهم الدينية والدنيوية حيث سادت البدع والمحدثات والتقاليد والأعراف والأحكام الجاهلية ، وتحاكم كثير من الناس إلى غير شرع الله ، وكثر لجوء الناس إلى الكهان والمشعوذين والسحرة والدجالين ، فأصابهم ما توعد الله به من أعرض عن ذكره ، من ضنك المعيشة كما قال سبحانه : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا [سورة طه ، من الآية : 124] .

Unknown يقول...

اتسم العصر الذي قامت فيه الدعوة الإصلاحية ، وما سبقه بالتخلف والبطالة ، مما استلزم ضرورة النهوض بالمجتمع اجتماعيا واقتصاديا ، والسعي إلى رفع أسباب التخلف والفقر والبطالة والتواكل .
13 ديسمبر، 2014 1:35 م
SIIDreda REDASID يقول...
- ص 46 - - ص 47 - المبحث الثالث : حال نجد وما حولها يقتضي ضرورة قيام الدعوة :

وليس أصدق في وصف حال نجد وما حولها من أهلها لا سيما العلماء والباحثين الذين عنوا بهذا الأمر ، وعلى رأسهم إمام الدعوة الذي أعلن دعوته الإصلاحية من هذا المنطلق - أعني تشخيص الأمراض التي يعيشها المجتمع النجدي وسائر الأمة - فقد وصف الإمام نفسه الواقع الذي يعيشه كثير من المسلمين في نجد وغيرها ، وما شاع بينهم من بدع وخرافات ومظالم وجهالات ، وكان هذا الواقع هو السبب والباعث لقيام الإمام بدعوته الإصلاحية ، وكثيرا ما كان يخاطب الناس من هذا المنطلق ، فقال محاورا لمخالفيه ومبينا لهم وجود عظائم المخالفات قال : « منها - وهو أعظمها - عبادة الأصنام عندكم ، من بشر وحجر ؛ هذا يذبح لـه ؛ وهذا ينذر لـه ؛ وهذا يطلب إجابة الدعوات وإغاثة اللهفات ؛ وهذا يدعوه المضطر في البر والبحر ؛ وهذا يزعمون أن من التجأ إليه ينفعه في الدنيا والآخرة ولو عصى الله !
فإن كنتم تزعمون : أن هذا ليس هو عبادة الأصنام والأوثان المذكورة في القرآن ، فهذا من العجب ؛ فإني لا أعلم أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك ، اللهم إلا أن يكون أحد وقع فيما وقع فيه اليهود ، من إيمانهم بالجبت والطاغوت ؛ وإن ادعيتم أنكم لا تقدرون على ذلك ، فإن لم تقدروا على الكل ، قدرتم على البعض ؛ كيف وبعض الذين أنكروا علي هذا الأمر ، وادعوا أنهم من أهل العلم ، ملتبسون بالشرك الأكبر ، ويدعون إليه ، ولو يسمعون إنسانا يجرد التوحيد ، لرموه بالكفر والفسوق ؛ ولكن نعوذ بالله من رضى الناس بسخط الله .
ومنها : ما يفعله كثير من أتباع إبليس ، وأتباع المنجمين والسحرة والكهان ، ممن ينتسب إلى الفقر ، وكثير ممن ينتسب إلى العلم من هذه الخوارق التي يوهمون بها الناس ، ويشبهون بمعجزات الأنبياء ، وكرامات الأولياء ، ومرادهم أكل أموال الناس بالباطل ؛ والصد عن سبيل الله ، حتى إن بعض أنواعها يعتقد فيه من يدعي العلم : أنه من العلم الموروث عن الأنبياء ، من علم الأسماء ، وهو من الجبت والطاغوت ، ولكن هذا مصداق قولـه - صلى الله عليه وسلم - : لتتبعن سنن من كان قبلكم .
- ص 48 - ومنها : هذه الحيلة الربوية التي مثل حيلة أصحاب السبت أو أشد ، وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع ؛ إما إلى كتاب الله ، وإما إلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإما إلى إجماع أهل العلم ؛ فإن عاند دعوته إلى مباهلة ، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض ، وكما دعا إليها سفيان ، والأوزاعي ، في مسألة رفع اليدين ، وغيرهما من أهل العلم ؛ والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم » .
وقد شخص أحد علماء الدعوة الواقع ووصف حال الأمة أثناء ظهور الدعوة وقبلها في بلدان نجد وكذلك في أكثر البلاد الإسلامية المجاورة ، وهو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن إذ يقول : « كان أهل عصره ومصره - يعني الإمام محمد - في تلك الأزمان ، قد اشتدت غربة الإسلام بينهم ، وعفت آثار الدين لديهم ، وانهدمت قواعد الملة الحنيفية ، وغلب على الأكثرين ما كان عليه أهل الجاهلية ، وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان ، وغلب الجهل والتقليد ، والإعراض عن السنة والقرآن ، وشب الصغير وهو لا يعرف من الدين إلا ما كان عليه أهل تلك البلدان ، وهرم الكبير على ما تلقاه عن الآباء والأجداد ، وأحاديث الكهان ، والطواغيت مقبولة ، قد خلعوا ربقة الدين ، وجدوا واجتهدوا في الاستغاثة بغير الله ، والتعلق على غير الله ، من الأولياء ، والصالحين ، والأوثان ، والأصنام ، والشياطين

Unknown يقول...

فانظر إلى هذا الشرك الوخيم ، والغلو ، ووازن بينه وبين قولـه وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان [سورة البقرة ، من الآية : 186] وقولـه جل ذكره : وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا [سورة الجن ، آية : 18] وقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود والنصارى ، باتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد يعبد الله فيها ، فكيف بمن عبد الصالحين ، ودعاهم مع الله ، والنصوص في ذلك لا تخفى على أهل العلم .
كذلك ما يفعل بالمدينة المشرفة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، هو من هذا القبيل ، وفي بندر جدة ما قد بلغ من الضلال حده ، وهو : القبر الذي يزعمون أنه قبر حواء ؛ وضعه لهم بعض الشياطين .
وكذلك مشهد العلوي ، بالغوا في تعظيمه ، وخوفه ، ورجائه ؛ وقد جرى لبعض التجار أنه انكسر بمال عظيم لأهل الهند ، وغيرهم ، وذلك في سنة عشر ومائتين وألف ؛ فهرب إلى مشهد العلوي مستجيرا ، ولائذا به ، مستغيثا ؛ فتركه أرباب الأموال ، ولم يجاسر أحد من الرؤساء والحكام على هتك ذاك المشهد ، واجتمع طائفة من المعروفين ، واتفقوا على تنجيمه في مدة سنين ، فنعوذ بالله من تلاعب الفجرة والشياطين .
وأما بلاد : مصر ، وصعيدها ، وفيومها ، وأعمالها ، فقد جمعت من الأمور الشركية ، - ص 51 - والعبادات الوثنية ، والدعاوى الفرعونية ما لا يتسع لـه كتاب ، لا سيما عند مشهد : أحمد البدوي ، وأمثاله من المعبودين ، فقد جاوزوا بهم ما ادعته الجاهلية لآلهتهم ، ما لم ينقل مثله عن أحد من الفراعنة ، والنماردة .
وبعضهم يقول : يتصرف في الكون سبعة ؛ وبعضهم يقول : أربعة ؛ وبعضهم يقول : قطب يرجعون إليه ، وكثير منهم يرى الأمر شورى بين عدد ينتسبون إليه ؛ فتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا [سورة الكهف ، من الآية : 5]
وقد استباحوا عند تلك المشاهد من المنكرات ، والفواحش ، والمفاسد ما لا يمكن حصره ، واعتمدوا في ذلك من الحكايات ، والخرافــات ما لا يصدر عمن لـه أدنى مسكة أو حظ من المعقولات ، فضلا عن النصوص .
كذلك ما يفعل في بلدان : اليمن ، جار على تلك الطريق والسنن ؛ ففي : صنعاء ، وبرع ، والمخا ، وغيرها من تلك البلاد ما يتنزه العاقل عن ذكره .
وفي حضرموت ، والشجر ، وعدن ، ويافع ، ما تستك عن ذكره المسامع ، يقول قائلهم : شيء لله يا عيدروس ! شيء لله يا محيي النفوس ! .
وفي أرض نجران من تلاعب الشيطان ، وخلع ربقة الإيمان ما لا يخفى على أهل العلم ، كذلك رئيسهم المسمى بالسيد ، لقد أتوا من طاعته ، وتعظيمه ، والغلو فيه بما أفضى بهم إلى مفارقة الملة والإسلام ، إلى عبادة الأوثان والأصنام اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [سورة التوبة ، الآية : 31]
وكذلك ، حلب ، ودمشق ، وسائر بلاد الشام ، فيها من تلك المشاهد ، والنصب ، وهي تقارب ما ذكرنا من الكفريات ، والتلطخ بتلك الوثنية الشركية .
وكذلك : الموصل ، وبلاد الأكراد ، ظهر فيها من أصناف الشرك ، والفجور ، والفساد ؛ وفي العراق : من ذلك بحرة المحيط ، وعندهم المشهد الحسيني قد اتخذه الرافضة وثنا ، بل ربا مدبرا ، وأعادوا به المجوسية ، وأحيوا به معاهد اللات والعزى ، وما كان عليه أهل الجاهلية .

Unknown يقول...

ص 52 - وكذلك : مشهد العباس ، ومشهد علي ، ومشهد أبي حنيفة ، ومعروف الكرخي ، والشيخ عبد القادر ؛ فإنهم قد افتتنوا بهذه المشاهد ، رافضتهم ، وسنيتهم ؛ لم يعرفوا ما وجب عليهم ، من حق الله الفرد ، الصمد ، الواحد » .
ثم قال : « وهذه الحوادث والكفريات والبدع ، قد أنكرها أهل العلم والإيمان ، واشتد نكيرهم ، حتى حكموا على فاعلها بخلع ربقة الإسلام والإيمان ؛ ولكن لما كانت الغلبة للجهال ، انتقضت عرى الدين ، وساعدهم على ذلك من قل حظه ونصيبه من الرؤساء ، والحكام ، والمنتسبين من الجهال ، فاتبعتهم العامة والجمهور ولم يشعروا بما هم عليه من المخالفة ، والمباينة لدين الله ، الذي اصطفاه لخاصته وأوليائه » .
إلى أن قال عن الإمام محمد بن عبد الوهاب : « وتصدى - رحمه الله - : للرد على من نكب عن هذا السبيل ، واتبع سبيل التحريف والتعطيل على اختلاف نحلهم وبدعهم وتشعب مقالتهم وطرقهم ، متبعا - رحمه الله - ما مضى عليه السلف الصالح ، من أهل العلم والإيمان ، وما درج عليه القرون المفضلة بنص الحديث ، ولم يلتفت - رحمه الله - إلى ما عدا ذلك ، من قياس فلسفي ، أو تعطيل جهمي ، أو إلحاد حلولي ، أو اتحادي ، أو تأويل معتزلي ، أو أشعري ، فوضح معتقد السلف الصالح ، بعدما سفت عليه السوافي ، وذرت عليه الذواري ، وندر من يعرفه من أهل القرى والبوادي ، إلا ما كان مع العامة من أصل الفطرة ، فإنه قد يبقى ولو في زمن الغربة والفترة ، وتصدى أيضا : للدعوة إلى ما يقتضيه هذا التوحيد ويستلزمه ، وهو : وجوب عبادة الله وحده لا شريك لـه ، وخلع ما سواه من الأنداد والآلهة والبراءة من عبادة كل ما عبد من دون الله » .
وكذلك : قام بالنكير على أجلاف البوادي وأمراء القرى والنواحي ، فيما يتجاسرون عليه ، ويعفونه من قطع السبيل ، وسفك الدماء ، ونهب الأموال المعصومة ، حتى ظهر العدل واستقر ، وفشا الدين واستمر ، والتزمه كل من كانت عليه الولاية ، من البلاد النجدية ، وغيرها ، والحمد لله على ذلك ؛ والتذكير بهذا يدخل فيما امتن الله به على - ص 53 - المؤمنين ، وذكرهم به من بعث الأنبياء والرسل » .
ويقول الشيخ إسماعيل الدهلوي في كتابه رسالة التوحيد في وصف حال المسلمين عموما وفي الهند بخاصة تحت عنوان : « استفحال فتنة الشرك والجهالة في الناس » يقول : « اعلم أن الشرك قد شاع في الناس في هذا الزمان وانتشر ، وأصبح التوحيد الخالص غريبا ، ولكن معظم الناس لا يعرفون معنى الشرك ، ويدعون الإيمان مع أنهم قد تورطوا في الشرك وتلوثوا به ، فمن المهم قبل كل شيء أن يفقه الناس معنى الشرك والتوحيد ، ويعرفوا حكمهما في القرآن والحديث » .
ثم قال تحت عنوان « مظاهر الشرك وأشكاله المتنوعة » : « ومن المشاهد اليوم أن كثيرا من الناس يستعينون بالمشايخ والأنبياء ، والأئمة والشهداء ، والملائكة ، والجنيات عند الشدائد ، فينادونها ، ويصرخون بأسمائها ، ويسألون عنها قضاء الحاجات ، وتحقيق المطالب ، وينذرون لها ، ويقربون لها قرابين لتسعفهم بحاجاتهم ، وتقضي مآربهم ، وقد ينسبون إليها أبناءهم طمعا في رد البلاء ، فيسمي بعضهم ابنه بعبد النبي » .
وبالجملة : فإن هذا الواقع المتردي وهذه الأسباب وغيرها كانت من الدوافع الطبيعية التي هي من سنن الله ، والدوافع الشرعية استجابة لأمر الله ، وقد استدعت ( بالضرورة ) قيام دعوة إصلاحية شاملة تقوم على تجديد الدين بإحياء ما اندرس منه ، وبإصلاح أحوال الأمة في سائر نواحي الحياة في العقيدة والعبادة والعلم والسلطة والاقتصاد والاجتماع ، وجماع ذلك كله ( إخلاص العبادة لله وحده ) والعمل بمقتضى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .

Unknown يقول...

فقامت هذه الدعوة الإصلاحية المباركة تحقيقا لوعد الله تعالى بتجديد الدين ، ونصر المؤمنين ، وبقاء طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين إلى قيام الساعة .
ومن المعلوم والبدهي أن هذه الغاية العظمى لا يمكن أن تظهر في أرض الواقع ، ويكون بها الإصلاح المشروع المنشود إلا بالعلم والدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ص 54 - والكفاح ، والجهاد والقتال والسلطان ( الدولة ) . وسائر الوسائل المشروعة ، والتي هي من ضروريات قيام أي مبدأ وكيان في كل أمة وكل مكان وزمان .
والكيان الذي يقوم على المنهج الرباني ، وميراث الأنبياء ، وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وسبيل السلف الصالح هو الأولى والأحق بأن يبرز ويظهر ، ويتحقق به للإسلام والمسلمين وللإنسانية جمعاء الأمل الذي تنشده في تحصيل السعادة ونشر العدل بشرع الله الحكيم الخبير .
13 ديسمبر، 2014 2:08 م
SIIDreda REDASID يقول...
فقامت هذه الدعوة الإصلاحية المباركة تحقيقا لوعد الله تعالى بتجديد الدين ، ونصر المؤمنين ، وبقاء طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين إلى قيام الساعة .
ومن المعلوم والبدهي أن هذه الغاية العظمى لا يمكن أن تظهر في أرض الواقع ، ويكون بها الإصلاح المشروع المنشود إلا بالعلم والدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ص 54 - والكفاح ، والجهاد والقتال والسلطان ( الدولة ) . وسائر الوسائل المشروعة ، والتي هي من ضروريات قيام أي مبدأ وكيان في كل أمة وكل مكان وزمان .
والكيان الذي يقوم على المنهج الرباني ، وميراث الأنبياء ، وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وسبيل السلف الصالح هو الأولى والأحق بأن يبرز ويظهر ، ويتحقق به للإسلام والمسلمين وللإنسانية جمعاء الأمل الذي تنشده في تحصيل السعادة ونشر العدل بشرع الله الحكيم الخبير

Unknown يقول...

وليس أصدق في وصف حال نجد وما حولها من أهلها لا سيما العلماء والباحثين الذين عنوا بهذا الأمر ، وعلى رأسهم إمام الدعوة الذي أعلن دعوته الإصلاحية من هذا المنطلق - أعني تشخيص الأمراض التي يعيشها المجتمع النجدي وسائر الأمة - فقد وصف الإمام نفسه الواقع الذي يعيشه كثير من المسلمين في نجد وغيرها ، وما شاع بينهم من بدع وخرافات ومظالم وجهالات ، وكان هذا الواقع هو السبب والباعث لقيام الإمام بدعوته الإصلاحية ، وكثيرا ما كان يخاطب الناس من هذا المنطلق ، فقال محاورا لمخالفيه ومبينا لهم وجود عظائم المخالفات قال : « منها - وهو أعظمها - عبادة الأصنام عندكم ، من بشر وحجر ؛ هذا يذبح لـه ؛ وهذا ينذر لـه ؛ وهذا يطلب إجابة الدعوات وإغاثة اللهفات ؛ وهذا يدعوه المضطر في البر والبحر ؛ وهذا يزعمون أن من التجأ إليه ينفعه في الدنيا والآخرة ولو عصى الله !
فإن كنتم تزعمون : أن هذا ليس هو عبادة الأصنام والأوثان المذكورة في القرآن ، فهذا من العجب ؛ فإني لا أعلم أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك ، اللهم إلا أن يكون أحد وقع فيما وقع فيه اليهود ، من إيمانهم بالجبت والطاغوت ؛ وإن ادعيتم أنكم لا تقدرون على ذلك ، فإن لم تقدروا على الكل ، قدرتم على البعض ؛ كيف وبعض الذين أنكروا علي هذا الأمر ، وادعوا أنهم من أهل العلم ، ملتبسون بالشرك الأكبر ، ويدعون إليه ، ولو يسمعون إنسانا يجرد التوحيد ، لرموه بالكفر والفسوق ؛ ولكن نعوذ بالله من رضى الناس بسخط الله .
ومنها : ما يفعله كثير من أتباع إبليس ، وأتباع المنجمين والسحرة والكهان ، ممن ينتسب إلى الفقر ، وكثير ممن ينتسب إلى العلم من هذه الخوارق التي يوهمون بها الناس ، ويشبهون بمعجزات الأنبياء ، وكرامات الأولياء ، ومرادهم أكل أموال الناس بالباطل ؛ والصد عن سبيل الله ، حتى إن بعض أنواعها يعتقد فيه من يدعي العلم : أنه من العلم الموروث عن الأنبياء ، من علم الأسماء ، وهو من الجبت والطاغوت ، ولكن هذا مصداق قولـه - صلى الله عليه وسلم - : لتتبعن سنن من كان قبلكم .
- ص 48 - ومنها : هذه الحيلة الربوية التي مثل حيلة أصحاب السبت أو أشد ، وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع ؛ إما إلى كتاب الله ، وإما إلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإما إلى إجماع أهل العلم ؛ فإن عاند دعوته إلى مباهلة ، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض ، وكما دعا إليها سفيان ، والأوزاعي ، في مسألة رفع اليدين ، وغيرهما من أهل العلم ؛ والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم » .
وقد شخص أحد علماء الدعوة الواقع ووصف حال الأمة أثناء ظهور الدعوة وقبلها في بلدان نجد وكذلك في أكثر البلاد الإسلامية المجاورة ، وهو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن إذ يقول : « كان أهل عصره ومصره - يعني الإمام محمد - في تلك الأزمان ، قد اشتدت غربة الإسلام بينهم ، وعفت آثار الدين لديهم ، وانهدمت قواعد الملة الحنيفية ، وغلب على الأكثرين ما كان عليه أهل الجاهلية ، وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان ، وغلب الجهل والتقليد ، والإعراض عن السنة والقرآن ، وشب الصغير وهو لا يعرف من الدين إلا ما كان عليه أهل تلك البلدان ، وهرم الكبير على ما تلقاه عن الآباء والأجداد ، وأحاديث الكهان ، والطواغيت مقبولة ، قد خلعوا ربقة الدين ، وجدوا واجتهدوا في الاستغاثة بغير الله ، والتعلق على غير الله ، من الأولياء ، والصالحين ، والأوثان ، والأصنام ، والشياطين .
حذف

Unknown يقول...

وعلماؤهم ، ورؤساؤهم على ذلك ، وبه راضون ، قد أعشتهم العوائد والمألوفات ، وحبستهم الشهوات عن الارتفاع إلى طلب الهدى ، من النصوص والآيات ، يحتجون بما رأوه من الآثار الموضوعات ، والحكايات المختلقة ، والمنامات ، كما يفعله أهل الجاهلية ، وكثير منهم يعتقد النفع والضر ، في الأحجار ، والجمادات ، ويتبركون بالآثار ، والقبور نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون [سورة الحشر ، من الآية : 19] ، قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [سورة الأعراف ، الآية : 33] .
- ص 49 - فأما بلاد نجد : فقد بالغ الشيطان في كيدهم ، وكانوا ينتابون قبر زيد بن الخطاب ، ويدعونه رغبا ورهبا ، ويزعمون أنه يقضي لهم الحوائج ، وكذلك عند قبر يزعمون أنه قبر ضرار بن الأزور ، وذلك كذب ظاهر وبهتان .
وكذلك عندهم : نخل - فحال - ينتابه النساء والرجال ، ويفعلون عنده أقبح الفعال ؛ والمرأة : إذا تأخر عنها الزواج ، تذهب إليه ، فتضمه بيدها ، وتدعوه برجاء ، وتقول : يا فحل الفحول ، أريد زوجا قبل الحول ؛ وشجرة عندهم تسمى : الطرفية ، أغراهم الشيطان بها ، وأوحى إليهم التعلق عليها ، وأنها ترجى منها البركة ، ويعلقون عليها الخرق ، لعل الولد يسلم من السوء .
وفي أسفل : بلدة الدرعية : مغارة في الجبل ، يزعمون أنها انفلقت من الجبل لامرأة تسمى : بنت الأمير ، أراد بعض الناس أن يظلمها ويضير ، فانفلق لها الغار ، كانوا يرسلون إلى هذا المكان من اللحم والخبز ما يقتات به جند الشيطان .
وفي بلدتهم : رجل يدعي الولاية ، يسمى : تاج ؛ يتبركون به ، ويرجون منه العون ، ويرغبون فيما عنده من المدد - بزعمهم - ولديه ، فتخافه الحكام والظلمة ، ويزعمون أن لـه تصرفا ، مع أنهم يحكون عنه الحكايات القبيحة الشنيعة التي تدل على انحلاله عن أحكام الملة ، وهكذا سائر بلاد نجد ، على ما وصفنا ، من الإعراض عن دين الله ، والجحد لأحكام الشريعة .
ومن العجب : أن هذه الاعتقادات الباطلة والعوائد والطرق قد فشت وعمت ، حتى بلاد الحرمين الشريفين ! فمن ذلك : ما يفعل عند قبر محجوب ، وقبة أبي طالب ، فيأتون قبره للاستغاثة عند نزول المصائب ، وكانوا لـه في غاية التعظيم ، فلو دخل سارق ، أو غاصب ، أو ظالم قبر أحدهما ، لم يتعرض لـه أحد ، لما يرون لـه من وجوب التعظيم .
ومن ذلك : ما يفعل عند قبر ميمونة ، أم المؤمنين - رضي الله عنها - في سرف ؛ وكذلك عند قبر خديجة - رضي الله عنها - يفعل عند قبرها ما لا يسوغ السكوت عليه ، من مسلم يرجو الله ، والدار الآخرة ، وفيه : من اختلاط النساء بالرجال وفعل الفواحش والمنكرات وسوء الأفعال ما لا يقره أهل الإيمان ، وكذلك سائر القبور المعظمة ، في بلد الله الحرام : مكة المشرفة .
- ص 50 - وفي الطائف ، قبر ابن عباس - رضي الله عنهما - يفعل عنده من الأمور الشركية التي تنكرها قلوب عباد الله المخلصين ، وتردها الآيات القرآنية ، وما ثبت من النصوص عن سيد المرسلين ، منها : وقوف السائل عند القبر ، متضرعا مستغيثا ، مستكينا ، مستعينا ، وصرف خالص المحبة ، التي هي محبة العبودية ، والنذر ، والذبح لمن تحت ذاك المشهد ، والبنية .

Unknown يقول...

ده شنو الهبل ده

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله لا اعرف من يتحدث باسم الشعب الجزائري لكنني ارد و أقول ان الجزائر بلد مسلم تابع للمذهب المالكي و لايوجد مذهب اخر و اقول لمن تكلم وقال ان هناك انتساب من عاماء جزائريون كثر الوهابية فهو مخطىء لان الوهابية فكر معاصر جديد ودخيل على الامة الاسلامية لا نعرف ان كان على حق أو باطل فالله سبحانه و تعالى سوف يحكم في الاخرة لكن ما الاحظه عن هذا التيار ان كل علمائه و أئمتهم يدعون للجهاد في كل اسقاع الوطن العربي و يحثون الناس على الجهاد بالمال و النفس و لكن ولا مرة رايت أو سمعت شيوخ السعودية الوهابية يأمرون المسلمين بالجهاد في فلسطين الحبيبة وأما باقي الاشياء لا تهكني فان كانوا على حق فالله معهم وان كانوا على باطل و طغيان فسوف ينتقم الله منهم أشد انتقام وأما فيما يخص ملك ال سعود أو ملك اخر في الدنيا فهو زائل ويبقى وجه ربنا تعالى لانه هو الملك الواحد الاحد و الله يورث الارض لمن يشاء و ينزع الحكم لمن يشاء سبحان الله

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله لا اعرف من يتحدث باسم الشعب الجزائري لكنني ارد و أقول ان الجزائر بلد مسلم تابع للمذهب المالكي و لايوجد مذهب اخر و اقول لمن تكلم وقال ان هناك انتساب من عاماء جزائريون كثر الوهابية فهو مخطىء لان الوهابية فكر معاصر جديد ودخيل على الامة الاسلامية لا نعرف ان كان على حق أو باطل فالله سبحانه و تعالى سوف يحكم في الاخرة لكن ما الاحظه عن هذا التيار ان كل علمائه و أئمتهم يدعون للجهاد في كل اسقاع الوطن العربي و يحثون الناس على الجهاد بالمال و النفس و لكن ولا مرة رايت أو سمعت شيوخ السعودية الوهابية يأمرون المسلمين بالجهاد في فلسطين الحبيبة وأما باقي الاشياء لا تهكني فان كانوا على حق فالله معهم وان كانوا على باطل و طغيان فسوف ينتقم الله منهم أشد انتقام وأما فيما يخص ملك ال سعود أو ملك اخر في الدنيا فهو زائل ويبقى وجه ربنا تعالى لانه هو الملك الواحد الاحد و الله يورث الارض لمن يشاء و ينزع الحكم لمن يشاء سبحان الله

Meqren يقول...

بالاساس لا يوجد شي اسمه وهابية محمد بن عبدالوهاب لم يبتكر مذهب جديد هو فقط صحح منهج المتخلفين والمشركين في وقته وقد اقتبس من المذاهب الإسلامية الأربعة

Unknown يقول...

عمر عبد الوهاب عمر عبد الوهاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل هناك زنديق وكاذب أكثر من أن يسمي أسم بهاذا الأسم
نضر لولات نعمتك أنتم الكفار وليكم الشيطان وهل هناك ولي للكفره أكبر من الشيطان مردخاي اليهودي وعبد الشيطان الزنديق زنديق الوهابيه الاكبر

Unknown يقول...

عمر عبد الوهاب عمر عبد الوهاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل هناك زنديق وكاذب أكثر من أن يسمي أسم بهاذا الأسم
نضر لولات نعمتك أنتم الكفار وليكم الشيطان وهل هناك ولي للكفره أكبر من الشيطان مردخاي اليهودي وعبد الشيطان الزنديق زنديق الوهابيه الاكبر

abuwaleed يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
abuwaleed يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
abuwaleed يقول...

الله يديم نعمة الأمن والأمان وحكامنا يكفينا فخرا أنهم يولون الإسلام والمسلمين إهتماما كبيرا والله الموفق

ههههه ليش ما احفروا تحت المسجد الحرام والمسجد النبوي هل معك عقل.

بالنسبة للوهابية سميت على فرقة ضاله والله أعلم في قارة أفريقيا و نسبت للمسلمين و المسلمين مذهبهم كتاب الله المقدس القرآن الكريم و السنه النبوية سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

abuwaleed يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Unknown يقول...

اكيد سياستهم ناجحه .. سياسه تصافح دولة اسرائيل علنآ وتعانق السياسه الامريكية ليلآ نهارآ لتنال رضى الملحدين واليهود
شيء اكيد انها تنجح سياستهم

Unknown يقول...

اكيد سياستهم ناجحه .. سياسه تصافح دولة اسرائيل علنآ وتعانق السياسه الامريكية ليلآ نهارآ لتنال رضى الملحدين واليهود
شيء اكيد انها تنجح سياستهم

Unknown يقول...

باالله هجرات العرب معروفة كانت لشمال افريقيا تونس الجزائر المغرب وموثقة يعني ماكل من هب ودب يدحش نفسه بااصول العباسيين او بني هاشم وبعدين في شي اسمه تغارب العادات والتقاليد وهاذا معدوم في السودان الي معظم قبائله في الشمال والجنوب والشرق والغرب من الاعاجم والتاريخ لايذكر هجرات مشهورة موثقة للسودان مثل هجرة قبائل بني هلال وسليم وغيرهم من القبائل العربية اقول على زق ياسودانية ماباقي الا انتو

Unknown يقول...

الظاهر أن كاتب المقال يهودي وعندما عرف أنه لا يوجد دولة على وجه الأرض تدعو للدين الصحيح النقي من البدع إلا دولة التوحيد التي أقامها آل سعود حاول أن يطعن في نسبهم ليعيق نشرهم للإسلام الصحيح
ونقول للكاتب لاتهمنا الأنساب بل نهتم بالدين الحق ولو دعى له من دعا المهم أن تكون دعوة صحيحة جاء بها نبينا عليه الصلاة والسلام ويا أيها الكاتب مت بغيظك!!!!!

انا يقول...

عمرعبدالوهاب:مافي داعي تشط وتمط,بكفي أي واحد يقرا تاريخ ابن غنام اللي طلب الامام الباغي الخارجي تبعك يكتبه من ابن غنام,ليجد أن تاريخ ابن غنام يطبق تماما بكل مافيه على مايفعله داعش,ماعليك إلا تغير الاسماء والاماكن ويصبح تاريخ ابن غنام تاريخ داعش بعد إعادة كتابته مع تغير الاماكن والاشخاص,داعش والارهاب وغيره من جماعات التفجير تخريج وتصدير فكر ابن عبدالوهاب وفكر قرن الشيطان النجدي ال سلول

انا يقول...

عمرعبدالوهاب:ليش لتكذب وتقول كان هو وابوه يحمل هم المسلمين,وأنه ابوه ما منعه من الخروج,لعمى بقلبكن اش بتكذبوا,حتى الكتب حاولتوا تحوروها متل حاشية الصاوي على تفسير الجلالين,ذكر أن ابن عبدالوهاب من الخوارج,فجاء علماء الخوارج متل ابن باز طبعوا نسخة وحذفوا هذه العبارة,وحذفوا وبدلوا في غيره من الكتب التي لاتوافق هواهم,بالعودة إلى ابو لابن عبدالوهاب,ليش مافي ولا واحد من احفاده باسم "عبدالوهاب",وتاني شي,ليش كفر نفسه وابوه وجده وكل علماء العارض,راجع الدرر السنية,لعمى اش بتكذبوا,بل عبدالوهاب منع ابنه من الخروج على المسلمين ونهاه,ونهره,وحذر المسلمين منه,وقال محذر المسلمين منه,ياما ستلقون من أذى من محمد,لهيك ماخرج إلا بعد موت والده,عاق الوالدين افضل ما يمكن إطلاقه على إمامك,مطية الانكليز

Pai3.14 يقول...

وليكن فرضا حقيقة يهودية ال سعود او عدمها والي اي عرق ومذهب ينتسبون ، فالعاقل المقيم والعائش في حدود دولة حكمهم كمن يقيم في دولة أوروبية او غربية او شرقية نظام الحكم فيها علي غير دينه فعليه ان يتعايش ويتأقلم مع الوضع الحالي أما مامضي فقد فات ،ولنا وعلينا في الحاضر ومانحن فيه اما المستقبل هو من الوهم المتأمل وقوعه او حدوثه ، المهم في الموضوع هو التعامل مع معطيات الحاضر فقط وهذا الذي يهم الشعب فقط اما المحتاربامره والضعيف والعاجز فيتشبث بجذور الماضي يريد ان ينموا عليها فينبت شجراً ضعيفاً لايثمر ولايستساخ طعمه ولا أكله فينبذ ولا قيمة له ، فنحن نريد أرضاً طيبه نحرث فيها ونبذر نباتات طيباً تَجني ثماره اجيال المستقبل اما الان فنجاهد في واقعنا الذي نحن فيه كما هو وهذه نظره واقعية إيجابيه وليس سلبيه حيث تبدأ من حيث انتهي اليه الآخرون الذين سبقوك فلاترجع خطوة الي الوراء تحسب من عمر حاضرك والنظرة إلي التاريخ والتفاخر او التذمر مما فعلوه الاولون السابقون هذه روح الانهزامية وألاّ تقدمية ونظل نندب حظنا من الماضي او نتفاخر فيه وهو ليس من حقنا ،بل الواجب علينا ان نتفاخر بما نفعله نحن بمعطيات حاضرنا لكي نكون حاضرين في مصاف امّم زماننا هذا ونتفاعل معهم في جو قرن هذا الزمان وشكراً

Pai3.14 يقول...

باي قلم تفكرون مالكم كيف تحكمون ،اليس بالقران تعقلون ، الحمد لله القائل (ان الدين عند الله الاسلام) ولم يقل إن الدين عند الله المحمدي ، فجميع الأديان السماويه لم تنسب مسمياتها الي اسماء أنبيائها ، إلاّ مانسبه العامة من الناس وللاسف اخذه وتبناء مايطلق عليهم علماء، كقولهم المسيحية نسبوها الي المسيح بن مريم وهذا خطأ لم يرد في الكتب السماوية هذه النسبة ،فدين الله واحد عند كل الأنبياء والرسل هو الاسلام ،اما (الإيمان) فهو مضاف الي الاسلام عند من شهد ان محمداً رسول الله إضافةً إلي شهادته بـ لاإله إلاّ الله ،فمن اصبح علي نهج النبي والرسول محمد بن الله ومتبعاً لما أتى به ويشهد(أن لاإله إلاّ الله ويشهد أن محمداً رسول الله) فهو مسلماً ومؤمناً وهذه خاصةً بأتباع الكتاب الذي انزل علي محمد صلي الله عليه وسلم فالزيادة ولانقصان ،، ولا نذهب لمذهب فلان ولا علان ولامسميات مبتدعة ليس لها مستند مثل سني وشيعي وهابي حنبلي شافعي حنفي مالك ،عجباً كيف نسلم عقولنا لمفاهيم افكار بشريه فسرو ايات الله بمفاهيمها وحصروا الدين بفهمهم ، ويعتبرون كل من أتى بتفسير يخالف فهمهم ولايستند لرأيهم خارجياً حتي وإن لم يخالف القران وما أتى به محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم ،حيث خرجت مفاهيم واصطلاحات مبدعة مخالف وللاسف اخذ يرددها ما يطلق عليهم بً علماء من هذه الاصطلاحات والمفاهيم (محافظ ، متشدد ، متساهل ، علماني ، رجعي ، أُصولي ، صائفي ، جامي ، أزهري ، وهابي ، سلفي ، علوي >.......استمر وعدد حتي تبلغ 73 فرقة كما اخبر النبي صلي الله عليه سلم ) فتفرقوا وتفرقة بهم السبل فجعل الله باسهم بينهم ولن تقوم لهم قائمة ولن تكون لم شوكة مادام هم علي هذه الحال الي قيام الساعة والغريب في الامر ان هذه الفرق يعرفون هذا ولاينكرونه ولكن الله طمس علي قلوبهم فلايرن الحق حقاً ولا يَرَوْن الباطل باطلاً لانهم اصبحو من الغافلين الذين قال الله فيهم (ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فُرطا ) لذا اصبح من يعتبرونهم اولي الرأي منهم فلا رأي لهم حيث هواً متبع وشح مطاع وناثرةً يحكمون وعلي دنيا يتنافسون وبغيرهم لايتعظون ولايقنعون انهم زائلون بل اتخذوا القران مهجورا فنسوا الله في اعمالهم وما يفعلون فانساهم انفسهم فجعلهم يتخبطون واوكلهم لأنفسهم فمدهم الله بطغيانهم ليعمهون اي يعميهم الله ويهينون في اعين اعدائهم فيهانون من بعضهم البعض ومن عدوهم ، وهذا الحال هو الكائن ولايمكن ان ان توحد كلمتهم بتفرقهم الي فرق كل فرقة لها اسم يميزها عن الاخري فيتنافسون بينهم ولا ينجوا منهم الافرقة واحده وهم قلة يبلغ حجمها بالنسبة لتعداد هذه الفرق 1 الي 73 ولكن المشكلة ان كل فرقة تعتبر نفسها انها الفرقة الناجية وهذا هو العمي بعينه فيتخبطون بغرقهم بمفاهيم في كتب موضوعة وتفاسير أعمتهم عن تفصيل الله لاياياته لـــــــذا (هذا هو الحال الكائن كماهو نشاهده ونسمعه في واقعنا الاسلامي والعربي) نسأل الله ان يبرأني منهم كلهم جميعاً ويهدينا الي صراطه المستقيم الذي قال فيه قوله الحق(إن هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولاتتبعوا السبل ) الانعام153

Pai3.14 يقول...

استدراك خطاً في المنشور السابق لهذا في نهاية السطر الخامس وهو (....من اصبح علي نهج النبي والرسول محمد بن عبد الله متبعاً......)اٰمل تدارك هذا الخطأ في المنشور وتصحيحه للأهمية وشكراً

Unknown يقول...

اطلعوا يهود باب اول هههه

محبة ال سعود يقول...

هذا كذب و افتراء على ال سعود الله يحفظهم و يسددهم و تحريض عليهم و هم افضل الحكام و ما ارضى احد يتكلم عليهم بهذه الطريقة اليهودية المحرض و المتخفلة

Unknown يقول...

للاسف اليهود تواجدوا من قبل الرسول صل الله عليه وسلم .اما ما يخص ال سعود اتصور الجميع يعلم من هم وراء مصائب وكوارث هذه الامه ،فمنهم من الأمراء الذين لا يجيدون حتى القراءة ولا الكتابه.عدا عن ذلك لنرجع لاخر سنوات وهي احتلال العراق .تدمير سوريا قتل القذافي الخ من وراء ذلك؟بالرغم جميع حكام الامه هم خونه الا ان حكام الخليج وبالذات السعوديه هم كن باعوا القضيه الفلسطينيه .اضف لذلك يا حبذا ترى وتبحث عن فضائح ال سعود في اميركا والغرب .ان كانت امانة الله ورسوله هكذا تحترموها وتحافظون عليها بشرب الخمر واللهو واللعب وبيع الاوطان وقتل المسلميين وووووو كثير ذلك عدا عن اموال العامه تلتي نهبت على ايادي ال سعود .اعتقد هذه دلائل كافيه على الخيانه .حينها لا بد العوده الى الاصول من هذه العائله ومن اين اتت .هذه الاسئله نبقيها للمواطنيين الذين يقدسون حكامهم باواطاننا العربيه.لكن ان هناك تريد ان ترتقي للمستوى الحضاري واقصد هو ديننا عليها ان تتخلص كم كوارث الامه وعملاء الغرب .فلتحيا الامه العربيه وعاشت فلسطين

Unknown يقول...

للاسف اليهود تواجدوا من قبل الرسول صل الله عليه وسلم .اما ما يخص ال سعود اتصور الجميع يعلم من هم وراء مصائب وكوارث هذه الامه ،فمنهم من الأمراء الذين لا يجيدون حتى القراءة ولا الكتابه.عدا عن ذلك لنرجع لاخر سنوات وهي احتلال العراق .تدمير سوريا قتل القذافي الخ من وراء ذلك؟بالرغم جميع حكام الامه هم خونه الا ان حكام الخليج وبالذات السعوديه هم كن باعوا القضيه الفلسطينيه .اضف لذلك يا حبذا ترى وتبحث عن فضائح ال سعود في اميركا والغرب .ان كانت امانة الله ورسوله هكذا تحترموها وتحافظون عليها بشرب الخمر واللهو واللعب وبيع الاوطان وقتل المسلميين وووووو كثير ذلك عدا عن اموال العامه تلتي نهبت على ايادي ال سعود .اعتقد هذه دلائل كافيه على الخيانه .حينها لا بد العوده الى الاصول من هذه العائله ومن اين اتت .هذه الاسئله نبقيها للمواطنيين الذين يقدسون حكامهم باواطاننا العربيه.لكن ان هناك تريد ان ترتقي للمستوى الحضاري واقصد هو ديننا عليها ان تتخلص كم كوارث الامه وعملاء الغرب .فلتحيا الامه العربيه وعاشت فلسطين

rayan يقول...

الله يعين

EBadr يقول...

ومتى كان مرخان اسم لليهود؟ الكذب يفوح من هذا الكلام وهو منقول من مواقع الشيعة والصوفية القبورية اشد اعداء اهل السنة والجماعة

Unknown يقول...

اذا اراد الله بقوم سوءا منحهم الجدل و منعهم العمل - عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ما من إنسان في الغالب أعطي الجدل إلا حرم بركة العلم ؛
لأن غالب من أوتي الجدل يريد بذلك نصرة قوله فقط ، وبذلك يحرم بركة العلم ..
أما من أراد الحق ؛ فإن الحق سهل قريب ، لا يحتاج إلى مجادلات كبيرة ؛ لأنه واضح ..
ولذلك تجد أهل البدع الذين يخاصمون في بدعهم علومهم ناقصة البركة لا خير فيها ،
وتجد أنهم يخاصمون ويجادلون وينتهون إلى لا شيء ! .. لا ينتهون إلى الحق . "
لا يتوفر نص بديل تلقائي.
---------------------------------------------------------------
الحق بين يا جماعة الخير
مشكلتكم انو يللي يقول باجرام حاكم يستخدمو للدفاع عن حاكم اخر ايضا ظالم - خلاصة اغلبكم بل اكثر من اغلبكم عبيد و قمة في الرخص

Unknown يقول...

هذا شيخ في خراب الدين الإسلامي شيخ الذبح والسدح تخرج عن طريق الانجليز واليهود

Unknown يقول...

هذا شيخ في خراب الدين الإسلامي شيخ الذبح والسدح تخرج عن طريق الانجليز واليهود

Softness يقول...

صاحب الموضوع اتناك هههههههههههههههه

ماقدر في الحاضر قام ينقد في الماضي بدون فائده وهو لو تشوف اصله تعرف انه بقايا استعمار اجنبي ناكوا اصله وحسب كل الناس زيه اصولهم متناكه زيه هههههههههه

Unknown يقول...

الحارس ال سعودي
https://www.youtube.com/watch?v=I6wnMvuxVXs&t=99s
حصار قطر وال سعود
https://www.youtube.com/watch?v=pLshFR1iAiQ&t=75s
ال سعود حكام ال سعود
https://www.youtube.com/watch?v=2Z-ZQkQ49jc&t=16s
السلام عليكم ورحمة الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من فرج كربة عن مسلم فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، جعلكم الله دوما في عون اخوانكم في الإسلام وعسى أن يكون في ميزان حسناتكم إن شاء الله.
تقدم بكتابي هذا إلى أهل الخير راجيا من الله تعالى ومنكم مساعدتي ، والله على كل شيء شهيد، أنتم السند بعد الله تعالى جعله الله في ميزان حسناتكم.
ال سعود

Unknown يقول...

اسطورة صيانة الاجهزة المنزلية البابا خالد سعيد
بدات شركة الدولية الوكيل حاليا من 1990 وهي شركة تعمل فى مجال صيانة الاجهزة المنزلية و تلتزم الشركة بـ صيانة الاجهزة مطابقة للمعايير لتتوافق مع متطلبات عملائنا من خلال الحرص على "توفير قطع
البابا خالد سعيد

البابا خالد سعيد

صيانة سامسونج | صيانة سامسونج الخط الساخن 19058
صيانة سامسونج
صيانة غسالات سامسونج
توكيل سامسونج
رقم صيانة سامسونج
صيانة سامسونج
صيانة ثلاجات سامسونج
توكيل سامسونج

jaki يقول...

عزيزنا العميل هل تبحث عن شركة نظافة تقدم لك كافة الخدمات التنظيفية بكامل الكفاءة والجوده ؟ هل تبحث عن شركة تقوم بتنظيف شقتك او فلتك او مجلسك ؟
هل تبحث عن شركة تقدم لك خدمات تنظيف الموكيت والسجاد والوجهات الزجاجية وغيرها ؟
اذا فانت علي موعد مع شركة النظافة المثالية والتى تقدم لك خدماتها بجودة متناهية النظير واسعار لن تجد لها مثيل في اي شركة اخري
تهتم شركة النظافة المثالية بكسب ثقة عملائها الكرام والعمل علي تلبية كافة احتياجاتهم بالشكل المرضي والمقنع
اتصل بنا عزيزنا العميل ولا تتردد في الاستعانة بشركتنا
مايميز شركة ا لنظافة المثالية
الخدمة
تهتم الشركة بتقديم خدمة علي اعلي مستوى كما ان خدماتها لا تقتصر فقط علي اعمال النظافة فقط بل تمتد لتشمل خدمات العزل والمكافحة وغيرها
الكفاءة
تتميز الشركة بالكفاءة والجودة في اداء العمل
الخبرة
الشركة لديها خبره واسعة وباع طويل في مجال التنظيف
فريق العمل المتكامل
الشركة لديها فريق عمل مميز ومتكامل من المخصصين والفنيين والعماله المدربة
الاسعار
تقدم الشركة خدماتها بأسعار مناسبه وفي متناول جميع العملاء
المعدات
تستخدم الشركة المعدات والالات الحديثة والمتطورة في التنظيف
رد فعل العميل
تهتم الشركة بمعرفة رد فعل العميل عن الخدمة المقدمة من قبل الشركة
مجتمع العمل
تهتم الشركة بدراسة مجتمع العمل ومعرفة ماينقصه من متطلبات
الشكاوى
تهتم الشركة بتلقي شكاوى العملاء والعمل علي فحصها جيدا
المقترحات
تتلقي الشركة مقترحات العملاء الكرام وتعمل علي تنفيذها بقدر المستطاع
تقدم الشركة خدمة كشف تسربات المياه الداخلية او الخارجية الظاهرة والعمل علي اصلاحها والتخلص من كافة مشلات الروائح الكريهه وارتفاع فاتورة المياه وظهور بقع الرطوبة في الاسقف او الجدران او علي الحوائط
كما نقوم بالعديد من الخدمات التى قد تساعدك لحياة كريمة مثل
افضل شركات شراء اثاث مستعمل بالجبيل
افضل شركات شفط بيارات بالجبيل
افضل شركات تنظيف بيارات بالجبيل
افضل شركات عزل خزانات بالجبيل
افضل شركات عزل اسطح بالجبيل

Unknown يقول...

تقصد قرامطة بني هلال وبني سليم حمد لله دولة موحدين امازيغية قضت عليهم

غير معرف يقول...

ياجماعه شوفوا حالكم كيف؟؟ المجتمعات المسلمه لا دين ولادنيا جهل وفقر.. وفوق هذا كله جدلشديد ونزاع اشد بين افراد المجتعمات... كلا يريد اثبات انه الصحيح والبقيه خطاء.
صلوا على رسول الله.. النبي محمد بعث مبشرا وليش منفرا.. اتقوا الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا... حبوا بعضكم... اعطفوا على بعضكم البعض... صلوا الارحام وساعدوا المحتاج والفقير من اخوانكم وجيرانكم.. اقيموا الصلاه... باشروا الناس بالابتسامه... تفاءلوا بالخير..هذا هو دين الاسلام الذي اتى به سيدنا محمد عن الله...
حقيقة ان الكراهيه والبغض هو الذي انتشر بين الناس عن طريق المذهبيه هذا شيعي هذا وهابي هذا صوفي.. ولو نظرنا الى الحقيقه فان هذا يخدم الشيطان... اما الدين فهو بين وواضح لمن راه بعين الحقيقه لا بعين المذهبيه او الطائفيه.

تحابوا وتوادوا فيما بينكم واتركوا الاحقاد والمنازعات فان اول شي فعله الرسول بعد الهجره ان اخى بين المهاجرين والانصار.. هذا هو روح الاسلام..

مسلم يقول...

بغض النظر عن آل سعود
هل يفترض بالمسلم أن يكون كل أجداده مسلمون
هل يمنع على من كان أبوه أو جدّه مسيحيا أو يهوديا أن يصبح مسلما

Unknown يقول...

نحن مو عرب نتحدث العربيه و ديانتا الاسلام فقط.. و لكن لانتشرف اصلا انو نكون عرب ي الزق انت كانت الاعراب اشد كفرا و نفاقا ... لكن انتو ي الحوش و الحفايا العراة بقا ليكم صوت منفقسين لاكريكا و زبها في طيزكم للبيض و عينكم قويع بعد ههه هزلت

Unknown يقول...

وها هو حفيد مردخاي اليهودي محمد بن سلمان يحارب الاسلام في بلاد الحجاز علنا بعد أن كان سرا في زمن أجداده

خوار يقول...

والله؟

Unknown يقول...

الله سبحانه وتعالى قال لنبيه ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم لذلك مهما قدمت المملكة من جهود وللاسلام وللمسلمين المبغض سينكر ويجحد والمحب سيشكر لذلك نحن اهل البلد بايعنا حكامنا واحببناهم ونفديهم بارواحنا وغير السعودي يحط لسانه في فمه ويعض على شحم مالكم دخل فينا الله يشغلكم في انفسكم دود علق

غير معرف يقول...

و الدليل على يهوديتهم حبهم لإسرائيل و بغضهم لفلسطين

Unknown يقول...

اللهم احفظ ال سعود

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلمتين تلجم المغرضين والحاقدين نحمدالله ونشكرة على نعمة الاسلام وأن جعل حكامنا حفظهم الله في خدمة هذا الدين ويكفينا فخر خدمة الحرمين الشريفين

إرسال تعليق

 

Followers